تميزت الدورة الحادية عشر للمهرجان الدولي للرحل بمحاميد الغزلان، بركيز تين أساسيتين تجلتا في دعم التبادل الثقافي والتعريف بغنى ثقافة الرحل. وفي هذا السياق، كان مهرجان الصحراء في السعودية ضيف شرف هذه الدورة التي انطلقت فعالياتها يوم الجمعة 14 مارس 2014، بحضور نخبة من الفنانين الأفارقة والعرب من أبرزهم النجم النيجيري كيل واسوف والنجمة اللبنانية المتميزة جاهدة وهبي وشخصيات دولية ووطنية يجمعهم عشق ثقافة الرحل. وتضمن برنامج اليوم الأول ندوة حول: "التأثير الاقتصادي للمهرجانات" باعتماد نموذج العربية السعودية ضيف شرف هذه الدورة بحضور الأستاذ مبارك سلامة مدير مهرجان الصحراء بحائل. وقد ركز الأستاذ سلامة خلال عرضه على أهداف مهرجان الصحراء المتمثلة أساسا في جلب الزوار للمنطقة والحفاظ على التراث غير المادي مثل ألعاب الصحراء القديمة، والسعي لأن تكون الحائل مركزا دوليا للعلوم وتفعيل علاقة المواطنين بتراث الصحراء وتوفير آفاق جديدة للزوار. واعتبر مدير المهرجان الدولي للرحل نور الدين بوكراب، اختيار مهرجان العربية السعودية ضيف شرف، خلال هذه الدورة، تجسيدا لانفتاح المهرجان على ثقافة الرحل والصحراء على مستوى الدول العربية، كما أنه فرصة لتبادل الخبرات والتجارب بين المهرجانات العربية. وقد افتتح النجم النيجيري كيل واسوف الحفل الرسمي للمهرجان، خلال يومه الأول، بنغمات الطوارق، بالإضافة إلى مباريات في سباق الهجن وغيرها من طقوس الحياة في الصحراء. وخلال فعاليات اليوم الثاني، حضر حفل الافتتاح الرسمي عامل إقليم زاكورة رفقة وفد رسمي. وتميز برنامج هذا اليوم بإبراز الغنى الثقافي للرحل وتجسيد العمق الإفريقي للمهرجان من خلال الفرق المشاركة les hirondelles ونجم المهرجان كيل واسوف. وكان الجانب الاجتماعي للألعاب الرياضية المستمدة من تاريخ الرحل أبرز ما بصم برمجة المهرجان، كسباق الهجن الذي يسمى محليا بالليز ومباراة في لعبة هوكي الرحل "المكحاش"، وهي لعبة تتآلف من فرقتين من 7 أفراد. ومع نهاية المباراة آيا كانت نتيجتها تكون الفرقتين حلقة دائرية لإمتاع الحضور برقصة الكدرة. وتضمن برنامج اليوم الثالث للمهرجان الدولي للرحل بالمحاميد ندوة حول إستراتيجية وزارة الشباب والرياضة للمحافظة على الرياضات التقليدية. وقد عرض السيد محمد بوكاري، إطار بوزارة الشباب والرياضة، الأهداف التي سطرتها الوزارة للنهوض بهذا القطاع. ومن أبرزها إعلان إفران الذي انبثق عن الدورة الثانية للمهرجان الوطني للرياضات التقليدية، والذي ينص أساسا على جعل الرياضات التقليدية رافعة لإنعاش المؤهلات المحلية لمختلف المناطق، وإعطاء طابع دولي للمهرجان من خلال شراكات مع دول حققت تقدما في هذا القطاع. بالإضافة إلى خلق منافسات في هذه الرياضات التقليدية على مستوى جهات المغرب بشراكة مع الجامعات الرياضية. كما شكل المهرجان مناسبة للتعريف بالموروث اللامادي للرحل من خلال الأسلوب المعيشي كطريقة طهي الخبز بالرمل أو ما يعرف محليا بالملا. وبالنسبة للسهرة الختامية للمهرجان، شكلت المطربة اللبنانية جاهدة وهبي نجمة المهرجان من خلال صوتها الشجي الذي ردد أشعار الحلاج ومحمد درويش وبابلو نيرودا. كما أحيى الحفل مجموعة نصر ميكري ومصطفى الكمراني وشبلب تيناريوين المحاميد. وحسب المنظمين، فإن حضور هذه السنة جاوز 10 آلاف زائر توزعوا بين السهرات ومعارض الصناعة التقليدية والمنتوجات التقليدية والندوات. كما كان المهرجان في دورته الحادية عشر فرصة لخلق المجال لأزيد من 60 من العارضات والعارضين المحليين من أجل عرض منتوجاتهم لبيعها لزوار المهرجان وخلق انتعاش اقتصادي محلي. ويراهن المهرجان على خلق إشعاع ثقافي للمحاميد وحياة الرحل. وبغية بلوغ أهدافه، يسعى المنظمون، مستقبلا، إلى خلق شراكات مع هيئات حكومية وخواص من داخل المغرب وخارجه.