مفارقات غريبة تميز الدوري الاحترافي. فلا استقرار على مستوى نتائج عدد من الفرق، ولا معالم واضحة جدا لمصير العديد من الأندية، لا خريطة ترتيب حقيقية في ظل المؤجلات، ولعل الضغط الكبير الذي أضحت تعيشه كل الفرق، باختلاف طموحاتها، مع دخولها الثلث الأخير، يجعل المباريات المقبلة تعرف صرامة تكتيكية، قد يغيب معها الأداء الفرجوي. يبدو أن فريق المغرب التطواني يعمل بكل جدية على تعبيد الطريق نحو الظفر بلقب الدوري، ولعل تدشينه للثلث الأخير بفوز جديد على الوداد مؤشر قوى على أن التطوانيين كبرت طموحاتهم، و أضحوا أكثر استعدادا نفسيا وبدنيا وذهنيا وتقنيا وتكتيكيا لمعانقة اللقب المفضي للمشاركة في كأس العالم للأندية، وفي المقابل فالهزيمة التي حصدها فريق الوداد بخرت أحلامه، وأبعدته، نسبيا عن دائرة التنافس على درع البطولة، وأكدت من جديد أن الفريق الأحمر يواصل التواضع منذ انطلاق مرحلة الإياب. مفاجأة الجولة الواحدة والعشرين فجرها فريق النادي القنيطري، الذي صنع فوزا ثمينا بالحسيمة على شباب الريف، هذا الأخير سيطر سيطرة مطلقة، لكنه تلقى هزيمة بعد سلسلة من الانتصارات، وهذه هي الهزيمة الأولى لشباب الحسيمة خلال مرحلة الإياب، وتحديدا من التعاقد من جديد مع المدرب حسن الركراكي، فهل هي كبوة جواد؟! المدرب عبد الخالق اللوزاني، الذي اختار الأسلوب الدفاعي الصرف، اعتبر هذا الانتصار، الذي تحقق خارج الديار، يحرر اللاعبين من الضغوطات، ويعطيهم شحنة قوية لمناقشة الدورات المتبقية. فريق نهضة بركان مازال عاجزا عن صنع الفوز منذ انطلاق الشطر الثاني من الدوري، حيث اكتفى بميدانه بالتعادل أمام الجيش الملكي، ورغم أن اقتسام النقط لم يرض الطرفين، فإن نتيجة التعادل كانت منصفة حسب المدرب يوسف المريني، الذي أكد في تصريح له، بأنه واجه فريقا يتطلع إلى تأكيد صحوته. ديربي دكالة عبدة انتهى بلا غالب ولا مغلوب، وقاده الحكم بولحواجب الذي عرف كيف يمتص الضغوطات التي مارسها الدفاع الجديدي على هذا الحكم المنتمي لمدينة أسفي، وأولمبيك أسفي أحد طرفي هذه المباراة. نتيجة التعادل لا تخدم مصالح الفريق المضيف، ومدربه يوسف فرتوت الذي تعالت الأصوات المطالبة برأسه، سيما وأن الأولمبيك يتواجد داخل منطقة الحسابات الضيقة، واكتفى بثلاث نقط من أصل خمس مباريات. مباراة الفتح الرباطي ضد الكوكب المراكشي لم ترق إلى الحد الأدنى من التطلعات، وطغى عليها الجانب التكتيكي، الأمر الذي جعل فرص التهديف نادرة جدا، ورغم أن الفريقين يتطلعان للتنافس على الوصافة، في انتظار الانقضاض على الصدارة، فإن المردود التقني لهذه المباراة كان باهتا، والتعادل لم يرض المدرب السلامي الذي تابع اللقاء من المدرجات. قمة أسفل الترتيب، التي جمعت أولمبيك خريبكة والجمعية السلاوية انتهت هي الأخرى بنتيجة التعادل، وهي نتيجة لا تخدم مصالح الفريقين معا، اعتبارا لوضعهما فوق خريطة الترتيب، خصوصا الفريق السلاوي الذي اعترف مدربه بأن الوضعية المعيشة لها تأثير سلبي على نفسية اللاعبين، خصوصا خلال الثلث الأخير من الدوري. فريق أولمبيك خريبكة كان يراهن على الفوز لتعزيز الرصيد، وتسلق المراتب، والتصالح مع الذات، لكنه عجز عن اقتناص النقط الثلاث، ومع ذلك فالمدرب التونسي أحمد العجلاتي متفائل بتجاوز الوضعية الحالية، والخروج من دائرة الحسابات الضيقة. وخلال مباراة شبه استعراضية، ضرب فريق الرجاء البيضاوي بقوة، وفاز على الوداد الفاسي بحصة كبيرة، مؤكدا الفارق الواضح بينه وبين خصمه ماديا وبشريا وتكتيكيا و تقنيا ونفسيا وذهنيا.. ورغم الاستماتة التي حاول لاعبو الواف أن يبصموا عليها، فإن صمودهم لم يتجاوز ثلاثين دقيقة. ليعلنوا استسلامهم لإرادة الرجاويين. الهزيمة القاسية للواف زادت من تعميق أزمة الفريق المعذب في الصف الأخير، وجعلته أكبر مرشح للنزول. النتائج المغرب التطواني - الوداد البيضاوي......1 - 0 الفتح الرباطي - الكوكب المراكشي..........0 - 0 شباب الحسيمة - النادي القنيطري........0 - 1 أولمبيك اسفي - الدفاع الجديدي.............1 - 1 نهضة بركان - الجيش الملكي.................1 - 1 اولمبيك خريبكة - جمعية سلا................1 - 1 الرجاء البيضاوي - الوداد الفاسي.........4 - 0