وضعت منظمة «مراسلون بلا حدود» «وكالة الأمن القومي الأمريكي» و«مقر الاتصالات الحكومية البريطانية» على رأس قائمة «أعداء الإنترنت» التي تصدرها مرة كل عام بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الرقابة على شبكة الإنترنت. وأعلنت منظمة «مراسلون بلا حدود» قائمة «أعداء الإنترنت» وهي قائمة تعلنها مرة كل سنة بأسماء دول أو منظمات تشكل خطرا على حرية الإنترنت، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الرقابة على الإنترنت. وتظم القائمة هذا العام مؤسستين أمنيتين غربيتين، هما «وكالة الأمن القومي الأمريكي» و«مقر الاتصالات الحكومية البريطانية». وكشف تقرير منظمة «مراسلون بلا حدود» عن مؤسسات حكومية في العديد من الدول متورطة في أنشطة القمع والرقابة الإلكترونية، ويفضح أنشطتها القمعية وما تقوم به لخنق حرية التعبير على الإنترنت. واستعرضت منظمة «مراسلون بلا حدود» في تقريرها ممارسات هذه المؤسسات، التي تجاوزت بكثير مسؤولياتها الأصلية لتمارس رقابة تامة على الناشطين الإعلاميين المستخدمين لفضاء الإنترنت، وذلك تحت ذريعة حماية الأمن القومي، وأشارت في هذا السياق إلى مؤسسات من قبيل «هيئة الاتصالات الباكستانية، والوكالة المركزية للإعلام العلمي والتكنولوجي في كوريا الشمالية، ووزارة الإعلام والاتصالات في فيتنام، ومكتب الإعلام في الإنترنت بالصين. وتعتقد المنظمة الصحافية أن برامج التجسس لهاتين الوكالتين الأمنيتين قد أضرت بشكل كبير بحرية الإنترنت. ويقول هاوكه غيروف المتخصص في شؤون الإنترنت في المنظمة إن «برامج التجسس التي استعملتها هذه المؤسسات قد أضعف عمل الإنترنت». كما يشير مفوض حقوق الإنسان المكلف من القبل الحكومة الألمانية كريستوف شتريزر، إلى أن التقارير التي تتحدث عن حجم الرقابة على الإنترنت «مفزعة». كما أن الرقابة تزدادا في الدول الديمقراطية، الأمر الذي يسيء «إلى سمعة هذه الدول التي تستخدم برامج وطرق لمراقبة مستخدمي الإنترنت في بلدانها وخارجها، والذي يسيء بدوره إلى صورة الديمقراطية وحقوق الإنسان فيها». يذكر أن المستشار السابق في الاستخبارات الأمريكية ادوارد سنودن، الذي كشف عن هذه البرامج، اعتبر أنه غير نادم على تسريباته بشأن برامج التجسس الواسعة، مؤكدا أنها أثارت جدلا عاما ضروريا حول التجسس وجمع المعلومات. وقال سنودن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من روسيا في معرض «إس إكس إس دبليو» للتكنولوجيا في اوستن بولاية تكساس، إنه كشف برامج التجسس التي كان يقوم بها جهاز الأمن القومي وغيرها من الأجهزة بهدف «زيادة الفهم المدني» حول البرامج التي كانت سرية. وقال إن قراره تسريب الوثائق للصحافيين «لم يكن بهدف أن أغير الحكومة لوحدي. ما أردته هو أن أثقف عامة الناس حتى يعلنوا موافقتهم على ما نفعله». وقال سنودن الذي لجأ إلى روسيا، وتتهمه الولاياتالمتحدة بالتجسس، إن «كل مجتمع في العالم استفاد» من النقاش حول التجسس. هذا، وخلت قائمة منظمة «مراسلون بلا حدود»، التي تعنى بحرية الصحافة في العالم، للسنة الثانية على التوالي من اسم المغرب في تقريرها لسنة 2014 الذي يهم الدول التي تصفها المنظمة الدولية ب«أعداء الإنترنت». فبعد أسابيع من تصنيف المغرب في مراتب متأخرة في مؤشر حرية الصحافة الذي تصدره «مراسلون بلا حدود»، عادت ذات المنظمة لتبرئ المغرب من ممارسة الرقابة على الأنترنت في تقريرها الأخير. وكان المغرب قد تم تصنيفه في قوائم منظمة «مراسلون بلا حدود» في المركز 136 سنة 2012 في مجال حرية الإنترنت، بعد أن كان يحتل الرتبة 138 خلال سنة 2011 . ويحتل المغرب المرتبة الأولى في إفريقيا من حيث استخدام شبكة الإنترنت، حيث استعمل أزيد من 16 مليون مغربي الشبكة العنكبوتية خلال سنة 2013، وفق إحصائيات رسمية.