وجه المجلس الأعلى للحسابات «تعليمات» صارمة إلى جماعة حربيل المشرفة على تدبير الشأن المحلي لمدينة تامنصورت ، آمرا إياها بالعمل على استرجاع كل المبالغ المالية التي تحملتها الجماعة قصد بناء سور مقبرة في ذمة شركة العمران وفق المدون في التصميم وكناش التحملات والتزامات هذه الشركة ، وكذا العمل على استرجاع المبالغ المالية المهمة من مختلف الشركات التي أدتها الجماعة إلى المكتب الوطني للكهرباء ثمن استهلاك الكهرباء لإنارة لوحات إشهارية لمشاريع العديد من الشركات المزودة من الإنارة العمومية المتواجدة بجنبات الطريق الوطنية رقم 07 المؤدية من مراكش عبر تامنصورت إلى مدينتي أسفي والجديدة ، حيث جهزت أغلب هذه اللوحات انطلاقا من قنطرة واد تانسيفت بمصابيح قوية دون تجهيزها بعدادات بغية أصحابها عدم تمكن جماعة حربيل من معرفة كمية الاستهلاك من الكهرباء ، مما صعب من مهمة تحديد المبالغ التي يجب على هذه الجماعة مطالبة المخالفين بأدائها زيادة على الغرامات المقررة في هذا الإطار ، ناهيك عن الكم الهائل لعدد اللوحات الإشهارية الذي تجاوز 50 لوحة تقريبا تم نصبها على طول هذه الطريق الوطنية مسافة عشرة كيلومترات ، حيث «تسقط» أنظار مستعمليها على لوحات مختلفة الأحجام أغلبها تحجب رؤية علامات المرور ، وتتسبب في حوادث سير يذهب ضحيتها عدد من الأرواح البريئة بهذا المكان ، زيادة على عدم احترام المسافة القانونية بين هذه اللوحات الإشهارية ، مما أثر بشكل سلبي على جمالية وطبيعة المنظر العام لهذه الطريق الرئيسية وبصفة عامة على جمالية هذه المدينةالجديدة تامنصورت ، ونظرا لأن عقدة التسيير بين شركة العمران و الجماعة التي أصبحت بموجبها تتحمل مصاريف الكهرباء العمومية ، بدأت منذ مدة قليلة بداية سنة 2013، بادرت هذه الأيام مصالح جماعة حربيل بناء على توجيهات المجلس الأعلى للحسابات، في الشروع في تصحيح هذه الوضعية جادة في الحصول على جميع مستحقاتها المالية ، عاملة كذلك بكل ما أوتيت من وسائل للتغلب على مختلف المشاكل التي تسببت فيها هذه الشركات ، حيث قامت الجماعة بمراسلتها قصد تسوية هذه الوضعية ، لكنها للأسف وجدت عدة عراقيل منذ أول وهلة مع العديد من هذه الشركات التي رفضت تسديد أي سنتيم إلى جماعة حربيل بدعوى أنها نصبت لوحاتها الإشهارية في أرض تدخل في ملكها الخاص وليس في أرض الملك العام ، ناسية بأن هذه الجماعة هي من يسدد واجب الإنارة العمومية المزود للوحات الإشهارية لمشاريع هذه الشركات ، كما نسيت أيضا شركة العمران بأن جماعة حربيل هي التي سددت مبلغ تكلفة بناء سور مقبرة بقي في ذمتها بتامنصورت ، مما جعل بعض أعضاء هذه الجماعة يرددون قولة المثل الدارجي : « خصنا مع هاد العمران والشركات بحالها قايد الواد » حتى يمكن استرجاع كل المبالغ المالية التي لاتزال بذمتها إلى جماعة حربيل بتامنصورت مراكش !.