كان الليل قد حل بالدوار حينما توقفت سيارة الميرسيديس بجانب ضيعة بالدوار، وبداخلها جلس صديقان رفقة امرأتين يحتسون النبيذ ويتقاسمون لحظة المتعة، وعلى غير المتوقع ظهر رجل يركب دراجة نارية متجها نحو السيارة التي كانوا داخلها وأطلق رصاصات كانت إعلانا عن وقوع جريمة قتل حيث تم إخبار سرية الدرك الملكي من طرف قائد القيادة مقر العثور على الجثة داخل سيارة مرسيديس، فانتقلت إلى عين المكان وبداخلها عثرت على رجل ميت ثيابه ملطخة بالدماء ويحمل جرحا بيده اليسرى ووجد بجانب السيارة سكينا و قنينات جعة مملوءة وأخرى فارغة وعلى بعد حوالي مترين من السيارة وجدت خرطوشات ، و آثار الرصاص على صدر الضحية ووجهه. كانت أول وجهة اتخذها المحققون الضيعة حيث تم استفسار العامل المكلف بالإشراف عليها الذي أفاد أنه يمتلك فعلا سلاحا ناريا تعود ملكيته إلى مشغله، وبعد معاينته تبين للمحققين أنه تم استعماله مؤخرا، بدليل رائحة الرصاص التي تفوح من فوهته وبعد معاينة كافة أرجاء الضيعة تم العثور على بذلة تعود ملكيتها إلى العامل ملطخة بالدماء، و كمية من الكيف سنابل، ليتم مباشرة التحقيق في الحادث، وذلك بالاستماع إلى المعني بالأمر الذي أكد أنه احتسى نصف لتر من مسكر ماء الحياة وقام بمسح للمنطقة المحيطة بالضيعة ليلا حيث شاهد سيارة مرسيدس متوقفة بجانبها وبحكم أنه كان في حالة سكر فقد تسلح ببندقية مشغله وامتطى دراجته النارية متوجها نحو السيارة، مؤكدا أنه اعتاد على أنه كل من اقترب من الضيعة من السكارى يتم إطلاق النار في الهواء قصد تخويفه إلا أنه أخطأ التصويب نظرا لحالة السكر الطافح التي كان عليها،وما هي إلا لحظات حتى شاهد من كان بداخلها يفر في اتجاهات مختلفة لحظتها تعقبه سائق السيارة وهو يحمل سكينا فصوب بندقيته نحوه وأطلق الرصاص وبعد أن سمعه يصرح امتطى دراجته وعاد إلى الضيعة. بعد أن أجرى المحققون العديد من التحقيقات توصلوا إلى الأشخاص الذين كانوا برفقة الضحية حيث تم استدعاؤهم من أجل الإدلاء بإفادتهم في هذا الموضوع حيث تم الاستماع إلى أحد رفاق الضحية الذي أفاد أنه صديق حميم للضحية، حيث ركب برفقته السيارة مساء يوم الحادث بعد أن اقتنيا كمية من الخمر، ليتصل هاتفيا بصديقته التي حضرت مع إحدى صديقتها ثم توجهوا إلى مكان الحادث على متن سيارة الهالك وشرعوا في احتساء الخمر، وما هي إلا لحظات حتى فوجئوا بشخص يمتطي دراجة نارية ودون أن ينطق بأي كلمة أطلق رصاصتين في الهواء فأصيب بالذعر حيث غادر رفقة الشابتين السيارة في اتجاه الخلاء فيما بقي الضحية في سيارته حيث أدار محركها في اتجاه الطريق المعبدة إلا أنه بعد لحظة توقفت السيارة و سمع صوت طلقتين ناريتين ثم طلقة ثالثة، وفر صاحب البندقية في إتجاه الضيعة على متن دراجته النارية، وبعد المناداة على صديقه لم يجبه حينها تأكد أنه لقي حتفه لحظتها غادر المكان في إتجاه منزله حيث استسلم للنوم. وبعد أن استجمع المحققون كل المعلومات تم إخضاع المشتبه فيه الأول للتحقيق إذ أفاد أنه انتابه الشك في أمر سيارة كانت متوقفة بالقرب من الضيعة فغادرها وهو مسلح ببندقية مشغله حيث أطلق رصاصة نحو الأرض فتلقى ضربة بحجر على وجهه، فأطلق عيارا ثانيا،إلا أنه فوجئ بالسيارة تنطلق بسرعة في اتجاهه ، عندئذ التحق بمكان آخربعيدا من السيارة، ثم أطلق النار على مستوى سقفها، فخرج الضحية منها إلا أن خروجه تزامن مع إطلاقه رصاصة أخرى على نفس المستوى فأصابته وعند استكمال البحث أحيل المتهم الرئيسي على المدعي العام الذي استنطقه وأحاله على غرفة التحقيق لدى المحكمة الاستئنافية حيث استنطقه القاضي المكلف بالتحقيق ابتدائيا و تفصيليا إذ أجاب بأن مشغله سلمه بندقية صيد قصد استعمالها في الحراسة، وحيث إن الضيعة سبق وأن تعرضت للسرقة مرات عدة ، انتابه شك في تلك الليلة خاصة وأنه شاهد سيارة متوقفة قرب الضيعة تستعمل الأضواء بطريقة مريبة، فتسلح بالبندقية بعد أن شحنها برصاصتين واحتفظ برصاصتين في جيبه وتوجه على متن دراجته النارية، ولما اقترب من السيارة أطلق رصاصة في الهواء من أجل تخويفهم إلا أنه تلقى ضربة بحجر على مستوى وجهه ففر قافلا إلى الضيعة، لكن السيارة تعقبته بسرعة مفرطة فتخلى عن دراجته النارية وفر راجلا إلا أن السيارة توقفت وأطفأت أضواءها فأطلق رصاصتين نحوها ثم التحق بمنزله واستسلم للنوم. أما مرافقه، فقد أكد أنه كان رفقة الهالك على متن سيارته بمكان الحادث بمعية امرأتين وشرعوا في احتساء الخمر، ففوجئوا بصوت إطلاق النار ففر رفقتهما، وعلى بعد مسافة قصيرة سمع صوت طلقة أخرى،حيث غادر نحو منزله ولم يعلم بما حدث سوى صبيحة اليوم الموالي حيث التحق بمركز الدرك من أجل التبليغ عن الحادث موضحا أن السكين التي عثر بها بعين المكان تخص الهالك. وبعد استكمال البحث أحيل المتهم على غرفة الجنايات وبعد التأكد من هويته وإشعاره بالمنسوب إليه أكد أنه كان ليلة الحادث في حالة سكر عندما شاهد أشخاصا داخل سيارة الميرسيديس قرب الضيعة فأطلق الرصاص في الهواء ثم اتجه نحو السيارة فأصاب الهالك فيما فر من تبقى من أصدقائه في السيارة ممثل الحق العام أكد في مرافعته أن الضحية فارق الحياة جراء إصابته بالرصاص حيث أثبت التقرير الطبي أن موته كان بسبب الرصاصة الذي تلقاها في صدره، كما تم ضبط كمية من مادة الكيف سنابل في مسكن المتهم،ملتمسا مؤاخذته من أجل القتل العمد والسكر العلني وحيازة المخدرات،فيما التمس دفاعه تمتيعه بأوسع ما يمكن من ظروف التخفيف بينما طالب دفاع ذوي حقوق الهالك بمؤاخذة المتهم من أجل المنسوب إليه في الأقصى مع أدائه تعويضا مدنيا لفائدة ذوي الحقوق. وبعد المداولة، تمت مؤاخذة المتهم من أجل المنسوب إليه وقضت في حقه بخمس عشرة سنة سجنا نافذا وأداء مبلغ 30000 درهم تعويضا لفائدة المطالب بالحق المدني .