أكد عبد المالك البركاني, مندوب الحكومة المحلية لمدينة مليلية المغربية المحتلة، عن الحزب الشعبي الاسباني الحاكم بمدريد، أن عملية ترحيل المهاجرين الأفارقة التي أقدمت عليها عناصر الحرس المدني الاسباني، أخيرا، تمت بشكل قانوني، وفق ما تنص عليه الاتفاقية الموقعة بين المغرب وإسبانيا. وجاءت تصريحات عبد المالك البركاني، بعد أن امتثل مساء الثلاثاء الماضي، أمام السلطات القضائية الإسبانية بمليلية، بمعية رئيس الحرس المدني الاسباني "أمبروسيو مارتين فيلا سنيور"، على خلفية الشكاية التي تقدم بها كل من مصطفى أبرشان رئيس حزب "ائتلاف من أجل مليلية" (حزب محلي معارض) و"خوسي بلاثيون"، رئيس جمعية "الدفاع عن حقوق الطفل" بمليلية، بخصوص ترحيل الأمن الاسباني للمهاجرين الأفارقة عبر الحدود. ويأتي التحقيق مع هؤلاء المسؤولين، في الوقت الذي ظهر شريط فيديو على الموقع العالمي "يوتيوب"، يظهر عناصر من الحرس المدني الإسباني وهم يسلمون المهاجرين الأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء للقوات العمومية المغربية، بعد أن كانوا قد تمكنوا من اقتحام المعبر الحدودي ل"باب مليلية" بواسطة سيارتين. وقالت مصادر من مليلية، أن عبد المالك البركاني، أكد لقاضي التحقيق، أن عملية الترحيل تمت في إطار القانون، في حين اعتبر فاعلون حقوقيون بمليلية، عملية الترحيل ب "غير القانونية"، على اعتبار أن القانون الإسباني لا يسمح بترحيل المهاجرين مباشرة من الحدود، بل يتعين استصدار قرار قضائي يقضي بالترحيل مع تمكين هؤلاء المهاجرين من المساعدة القضائية. وعلمت "الاتحاد الاشتراكي"، أن القاضي الاسباني "ميكيل أنخيل كارسيا "، طلب من مندوب الحكومة المحلية لمدينة مليلية، ورئيس الحرس المدني الاسباني مده بأسماء العناصر الأمنية المشاركة في عملية ترحيل المهاجرين الأفارقة، إضافة إلى أسماء العناصر التي تولت تسليمهم للسلطات المغربية، في حين لم يصدر أي تعقيب من الحكومة المغربية بخصوص تسلم عناصر القوات العمومية مهاجرين أفارقة من طرف قوات الأمن الاسبانية. وفي الوقت الذي لم يصدر أي توضيح من السلطات المغربية، قررت السلطات الإسبانية يوم الثلاثاء 25 فبراير الجاري منع الحرس المدني الاسباني من استعمال الرصاص المطاطي خلال تصديه لهجمات المهاجرين الأفارقة على الحدود الوهمية لمليلية السليبة. ومن جهة أخرى، أكد مصدر حقوقي ل"الاتحاد الاشتراكي"، أن المكتب الذي تم افتتاحه بالناظور، لاستقبال المهاجرين غير النظاميين، لم يعرف أي إقبال من طرف مهاجري دول جنوب الصحراء، مشيرا إلى أن المهاجرين يتخذون من مدينة الناظور التي يطلق عليها جزافا "باب اروبا" محطة عبور إلى مدينة مليلية ثم الهجرة إلى "الفردوس الاروبي". وأضاف المصدر ذاته، أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور، استضافت، السبت الماضي، وفدا من السفارة الألمانية بالرباط، لتدارس الوضعية الاجتماعية والاقتصادية للمهاجرين الأفارقة بإقليم الناظور، والتي كشفت عن مجموعة من الخروقات التي تطال المهاجرين من طرف السلطات المغربية والاسبانية، في حين شاركت الجمعية في لقاء آخر يوم الخميس 25 فبراير الجاري، مع سفير سويسرا بالمغرب، الذي استعرضت فيه الوضع الحقوقي للمهاجرين الأفارقة بالناظور، وكذا الدور الذي تقوم به رفقة شركائها في متابعة الخروقات و تقديم الدعم لمهاجري دول جنوب الصحراء.