كشفت مصادر ديبلوماسية فرنسية أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أجرى أول أمس الثلاثاء اتصالا مع نظيره المغربي صلاح الدين مزوار ساعات قليلة بعد الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الاثنين جلالة الملك محمد السادس من رئيس الجمهورية الفرنسية، فرنسوا هولاند على خلفية الأزمة الديبلوماسية بين الرباط وباريس. وأوضحت ذات المصادر أن ما بين الاتصال الهاتفي لرئيس الجمهورية الفرنسية، فرنسوا هولاند، واتصال رئيس الديبلوماسية الفرنسية، لوران فابيوس واستقبال السفير شكيب بنموسى بديوان وزارة الخارجية الفرنسية الخارجية الفرنسية، ثمة تأكيد على علاقات التعاون والشراكة الممتازة والاستثنائية التي تجمع ما بين باريس والرباط. وأكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، رومان نادال، في معرض جوابه عن سؤال التعاون الأمني في ظل الأحداث التي شهدتها العلاقات المغربية - الفرنسية في الأيام الأخيرة، والتي تجلت في الشكايات القضائية تم رفعها بفرنسا ضد عبد اللطيف حموشي، بشأن اتهامات حول تورط مزعوم في ممارسة التعذيب بالمغرب، أن مكافحة الارهاب تعتبر واحدة من أهم ركائز التعاون الثنائي، وطبيعيا، يضيف نادال، أن سيتواصل ويثكتف في الشهور المقبلة. هذا، وقد طالب أعضاء بمجلس الشيوخ الفرنسي، «بإلحاح»، سلطات بلادهم بتقديم «توضيحات عاجلة ودقيقة بخصوص الشكاية التي قدمتها جمعية ضد المدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني» حول «تورطه المزعوم في ممارسة التعذيب بالمغرب». كما احتج آلاف من الشباب، بعد ظهر أول أمس الثلاثاء، أمام سفارة فرنسابالرباط من أجل إدانة تصرفات مسؤولين فرنسيين إزاء المغرب. وردد المحتجون، الذين قدموا من العديد من المدن المغربية، شعارات تدين العبارات الجارحة والمهينة وغير المقبولة التي وجهها سفير فرنسا في واشنطن إزاء المغرب. وما أن انفرجت الأزمة الديبلوماسية بين الرباط وباريس، حتى بادرت يومية «لوموند» الفرنسية إلى الاعتذار للسفير الفرنسي في واشنطن، فرانسوا دولاتر الذي نسبت إليه تصريحات استنكرتها الرباط بشدة، واعتبرتها «جارحة ومهينة» إزاء المغرب جاءت على لسان الممثل الإسباني خافيير بارديم، المعروف بعدائه المفرط للوحدة الترابية للمغرب، وذلك خلال تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام فرنسية، في إطار حملة مغرضة ومنظمة ضد القضية المقدسة لجميع المغاربة. وأوضحت يومية «لوموند» الفرنسية في عددها ليوم الاثنين، النسخة الالكترونية، أن خطأ في الترجمة تسرب إلى مقال الصحفية ساندرين مارك، بعنوان «خافيير بارديم، يعاتب فرنسا و«عشيقته» المغرب»، مشيرة إلى أن خافيير بارديم نسب فيه قول «المغرب مثل «العشيقة التي نجامعها كل ليلة، رغم أننا لسنا بالضرورة مغرمين بها، لكننا ملزمون بالدفاع عنها» إلى السفير الفرنسي في واشنطن، فرانسوا دولاتر، والحال أنه تصريح لسفير فرنسا لدى الاممالمتحدة، وممثلها الدائم في مجلس الأمن، جيرار أرنو. إخفاق يومية «لوموند» الفرنسية، الذي لم تتداركه إلى الآن، لم يتوقف عند هذا الحد، بل تجاوزها إلى الطريقة التي تناولت بها بلاغ الديوان الملكي حول المكالمة الهاتفية التي تلقاها جلالة الملك محمد السادس من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الاثنين، حيث أكدت في مطلع مقالها تحت عنوان «تفاقم الوضع الدبلوماسي المغربي الفرنسي المعقد»، أن مهاتفة الرئيس الفرنسي لجلالة الملك كانت لطلب «توضيحات» حول «القرار الأحادي القاضي بطلب المغرب تأجيل الزيارة التي كان مقررا أن يقوم بها، الاثنين إلى الرباط، نيكولا هيلو المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي من أجل حماية كوكب الأرض. الخارجية الفرنسية، جددت على لسان المتحدث باسمها، رومان نادال نفي باريس أن يكون سفيرها في واشنطن، فرانسوا دولاتر قد جمعه لقاء بالممثل الإسباني خافيير بارديم، وبالتالي لامكان للتصريحات التي نسبت إليه من قبل خافيير بارديم لصحيفة «لومند» الفرنسية. وبالموازاة مع ذلك، من غير المستبعد، حسب الاعلامي المغربي محمد واموسي، أن تأخذ قضية التصريحات التي جاءت على لسان الممثل الإسباني خافيير بارديم المعروف بعدائه المفرط للوحدة الترابية للمغرب، والتي يتشبث بنسبها إلى ممثل فرنسا الدائم في مجلس الأمن، جيرار أرنو عوض زميله في واشنطن، فرانسوا دولاتر بعدما لفت انتباه يومية «لوموند» للخطأ في الترجمة، من غير المستبعد أن تأخذ منحى قضائيا. فمن المرجح، حسب مصادر إعلامية متطابقة، أن يرفع الديبلوماسي جيرار أرنو، بعد تسلمه جوابا إيجابيا من مصالحه المركزية بباريس بخصوص مذكرة يستأذن فيها تكليف محامي للدفاع عنه، شكوى ضد الممثل الإسباني خافيير بارديم، بتهمة «التشهير وتصريحات الكاذبة»، التي كان ضحية لها منه.