استعانت مصالح الأمن بمدينة طنجة بطائرات هيلوكبتر، وفرق خاصة للتدخل وفرق من الدراجين، وأعلنت حالة استنفار قصوى في المدينة، لمطاردة شخصين على متن سيارة خفيفة، استطاعا الاستيلاء على مبلغ يقارب المليار سنتيم من سيارة لنقل الأموال، صباح أمس الاثنين.وأفادت مصادر الجريدة بأن السطو تم بطريقة مسلحة، إذ تم إطلاق النار على حارسي سيارة نقل الأموال التابعة لمجموعة « كروب 4» . وحسب مصادر متطابقة، فإن سيارة سوداء من نوع «بولو» كانت تترصد سيارة لنقل الأموال تابعة لشركة « G4»، وبمجرد أن وقفت بباب وكالة بنكية تابعة ل «التجاري وفابنك» بشارع فيصل بن عبد العزيز، حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا، حتى ترجل من سيارة «بولو» شخصان ملثمان، حاملين مسدسين، وشرعا في إطلاق الرصاص على مستخدمي شركة نقل الأموال، وأصابا شخصين إصابات بليغة، ثم استوليا على صنادق مالية ليلوذا بالفرار إلى وجهة غير معلومة. وبمجرد وقوع الحادثة، هرعت إلى عين المكان مختلف الأجهزة الأمنية وسيارات الإسعاف، حيث تم نقل المصابين لتلقي العلاج، فيما بوشرت عملية تحقيق واسعة للكشف عن ملابسات الحادث، ومسابقة الزمن للقبض على منفذي العملية. وتم إغلاق طريق المطار وإعلان حالة الطوارئ .. كما شددت الحراسة على مداخل الميناء المتوسطي لمنع هروب المسلحين. ومشطت طائرات الهيلوكبتر سماء مدينة طنجة التي أغلقت جميع منافذها دخولا وخروجا من وإلى مدينة طنجة، في الوقت الذي أكدت مصادر الجريدة أن الشرقي اضريس، الوزير المنتدب في الداخلية، يتابع أطوار العملية بتنسيق مع والي الأمن عبد الله بلحفيض، وانتقلت المطاردة في أحياء البرانس، والخربة، ومسنانة التي تحدثت مصادرنا قبل الطبع عن تبادل لإطلاق النار وقرب اعتقال الجناة، حتى حدود زوال أمس. وتؤشر هاته العملية على تطور نوعي للجريمة بمدينة طنجة، حيث أصبحت شبكات منظمة تستعمل وسائل لوجستيكية منظمة تضاهي العصابات المنظمة بأوروبا، وهو ما أكده مصدر أمني في تصريح للجريدة، موضحا أن موقع مدينة طنجة الحدودي والأزمة الاقتصادية الخانقة بأوربا، دفعت العديد من الشبكات الإجرامية إلى نقل أنشطتها إلى المغرب، وهو ما يتطلب تعزيز القدرات الأمنية المغربية وخاصة الأجهزة الاستخباراتية لاستباق الجرائم قبل وقوعها. وحول فرضية علاقة عملية السطو بتمويل شبكات إرهابية، أكد المصدر الأمني أن كل الاحتمالات واردة، مستدركا بأنه يجب التريث وعدم التسرع في الاستنتاجات إلى حين الكشف عن نتائج التحقيقات.