تحت شعار « دور أندية حقوق الإنسان في ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان » ، احتضن الفضاء الرحب للمركز الثقافي الاجتماعي للقرب فعاليات اليوم الدراسي المنظم بتعاون بين اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالشمال ، ونيابة وزارة التربية الوطنية بوزان ، والمجلس الإقليمي ، لفائدة منسقي ومنسقات أندية المواطنة وحقوق الإنسان التي تحقن المؤسسات التعليمية بثانويات الإقليم بجرعات من نسائم العصر تساهم في تنشيط أوصال الحياة المدرسية . فقرات برنامج اليوم الدراسي انطلقت بجلسة افتتاحية تابع أشغالها كشكول من الفعاليات التربوية والمدنية والحقوقية والنقابية ، وتناول فيها الكلمة كل من عزيزة الحشالفة النائبة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية التي أفادت بأن هذه الورشة التكوينية تدخل في إطار تفعيل اتفاقية الشراكة التي تجمع أكاديمية التربية والتكوين بالجهة ، واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان منذ مطلع الموسم الدراسي الحالي ، وذلك من أجل النهوض بثقافة حقوق الإنسان في أوساط الناشئة وتمكين هذه الأخيرة من تشرب القيم التي تتقاسمها البشرية كونيا وتعكسها المواثيق الدولية ، وذلك كله في أفق ربح المشروع الديمقراطي الحداثي الذي يقوده ملك البلاد . ممثل المجلس الإقليمي أبدى في كلمته المقتضبة ، استعداد كل مكونات المؤسسة التي يمثلها من أجل الإرتقاء بهذا التعاون بما يسمح بصياغة برامج مشتركة تربي أجيال المدرسة العمومية على الديمقراطية . سلمى الطود رئيسة اللجنة الجهوية اختارت الجلسة الإفتتاحية لهذا اليوم الدراسي للتعريف باختصاصات المجلس الوطني لحقوق الإنسان وآلياته الجهوية ، حيث أشارت إلى أن الأمر يتعلق بمؤسسة وطنية صنفها الدستور في فصله 161 ضمن مؤسسات الحكامة ، وتعتمد في معمارها على مبادئ باريس ، وتشتغل على حماية حقوق الإنسان والنهوض بها ، وإثراء الفكر والديمقراطية . وذكرت في معرض حديثها بالسياق العام الذي جاء فيه المجلس الإستشاري لحقوق الإنسان في مطلع تسعينات القرن الماضي ، والمراحل التي قطعها المغرب من أجل إرساء قواعد دولة الحق والقانون ، بعد أن كان قد أطلق مسلسل المصالحة والإنصاف ، وجبر الضرر الفردي والجماعي الذي لحق بلادنا خلال فترة حالكة من تاريخنا المعاصر ، وهي الفترة التي اصطلح على نعتها بزمن الرصاص . وختمت الرئيسة مداخلتها بأهم الأوراش التي فتحها المجلس الوطني لحقوق الإنسان ، والحضور المكثف لآليته الجهوية بالشمال، تعلق الأمر بالحماية أو بالنهوض بثقافة حقوق الإنسان ، وهو الحضور الذي كان لإقليم وزان فيه حصة الأسد . الفقرات الداخلية لهذا اليوم الدراسي تمحورت بالأساس حول " دور الأندية التربوية في تنشيط الحياة المدرسية " قدم خطوط هذه الفقرة نجيب ركالة رئيس مصلحة تدبير الحياة المدرسية بنيابة وزان الذي أعاد التذكير بالمذكرات الوزارية التي تعرف بالأندية التربوية وأنواعها والقوانين المنظمة لها ، مؤكدا بأن أندية حقوق الإنسان والمواطنة هي أم الأندية التي تنعش الحياة المدرسة . أما الفاعلة الحقوقية فاطمة المغاري فاشتغلت على موضوع " دور نوادي حقوق الإنسان في تعزيز قيم المواطنة وحقوق الإنسان " . وفي هذا الإطار دعت إلى تقوية قدرات منسقي ومنسقات أندية حقوق الإنسان على اعتبار بأن الموضوع ليس سهلا كما قد يتصوره البعض ، وأن هذه التقوية ستسمح بالانسياب السهل لثقافة حقوق الإنسان في الوسط التربوي بكل متدخليه . ولأن هذا اليوم الدراسي يدخل في إطار تفعيل بنود اتفاقية الشراكة السالفة الذكر ، فقد سافرت فوق سطح بنودها رفقة منسقات ومنسقي المؤسسات التعليمية الثانوية بإقليم وزان ، سعاد النجار الإطار باللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالشمال، حيث سلطت كتلة من الأنوار على أهم بنودها .