أبت حكومة عبد الإله بنكيران، إلا أن تختم دورة مجلس النواب في آخر جلسة شفهية يوم الثلاثاء الماضي، بالتقشاب والتفلية« من خلال الوزير محمد الوفا، الذي عاد للتهكم والاستهزاء في موضوع ذي حساسية بالغة بالنسبة للمغربيات والمغاربة، وذلك حينما صرح وهو يجيب عن سؤال يتعلق بإضراب أصحاب المخابز: إن »الملاوي« يشكل الأمن الغذائي للبلاد. موضحا أنه لا زيادة في ثمن الخبز إلا بإذن الحكومة. هذا التصريح الذي كان من ورائه محمد الوفا، أثار استياء عميقا لدى النواب البرلمانيين، على اعتبار أن الجواب خال من الجدية وينم عن عدم مسؤولية الجهاز التنفيذي، الذي يتعاطى مع مثل هذه الأمور باستهتار كبير. ومما زاد من حدة التوتر، هو حينما عاد محمد الوفا الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة إلى القول بأن »الخبز ديال 24 ريال« الذي يباع في المخبزات كيضر المغاربة، وتوجه الى إحدى زميلاته في الحكومة، قائلا: هاهي دكتورة حدانا« والمغاربة مازالو يشريوه.. والمغاربة مراض بالسكر والكولسترول، للتدليل على »نظرته الاقتصادية والغذائية بأن «»الملاوي« «أحسن وهو ما جعل إحدى البرلمانيات ترد عليه بقوة موجهة الكلام إلى الوزير محمد الوفا، ومن خلاله إلى الحكومة، »بأنه لا يدرك تكلفة »الملاوي« بسبب غلاء أسعار الزيت والدقيق والزبدة والبوطاغاز«. داعية الحكومة إلى الكف عن الاستهزاء بالمواطنين. تصريحات الوفا، خاصة تلك المتعلقة بكون »الخبز« الذي يباع بدرهم و20 سنتيما أثارت ردود فعل قوية ومخاوف لدى المغاربة، مما حدا بالبرلماني عادل تشيكيطو الذي كان بالأمس القريب يجمعه بالوفا حزب الاستقلال، الى المطالبة بفتح تحقيق في الموضوع على اعتبار أن هذا التصريح الخطير جاء من طرف وزير في الحكومة، وستكون له تداعيات سلبية في المستقبل. هذا التصريح أيضا سيضع الحسين الوردي وزير الصحة في حرج، إذ يفرض عليه أن يدلي بدلوه في الموضوع، ويفصح عن الحقيقة في ما صرح به زميله صاحب الحكمة والحكامة.