إن الأمريكيين ? مسئولين ، سياسيين ،خبراء جهويين ،موظفي الإدارة , وصحافيين - يلصقون بالإسلام وبالعرب اتهامات تتكرر مثل لازمة . والى هذا النشيد شبه المجمع عليه الآن، تنضاف سلطة تقرير برنامج الأممالمتحدة حول النمو حيث يتموقع العرب في ذيل العالم برمته فيما له صلة بالدموقراطية ، بالمعرفة وحقوق المرأة. جميعهم يؤكدون (طبعا دون أن تنقصهم الحجة ) على ضرورة خضوع الإسلام للإصلاح وبأن نظام التعليم العربي كارثة . وحدهم العرب الجيدون هم أولائك الذين يتوجهون إلى وسائل الإعلام للحط من قيمة الثقافة والمجتمع العربي الحديث من غير سند ، تنقصنا الدموقراطية ،فيما يقولون ، لقد تحدينا الإسلام بما فيه الكفاية . أمامنا الكثير كي نزيح شبح النزوع الوطني و مفهوم الوحدة العربية الخرب : فكل ذلك ليس سوى لغو أيديولوجي لامصداقية له . فقط ما نقوله نحن وأساتذتنا الأمريكيون حقيقي فيما يتعلق بالعرب و الإسلام. علينا أن ننضم إلى الحداثة ، أي نصير مستغربين، ومعولمين أن نتحول إلى لبراليين ود موقراطيين . ما يصدم من خلال هذه البانوراما المحزنة الانكفاء و العجز المطلقان للعالم العربي. فالحكومة الأمريكية وحلفاؤها تكثران من تصريحاتهما التصعيدية ،يحركان جيوشهما وعدتهما الحربية ،ينقلان محركات المعركة ومضادات الصواريخ .فيما العرب أفراد أو جماعات بالكاد يستجمعون قواهم في احتشام لإعلان رفضهم ( يقولون في أحسن الأحوال :» انه لايمكنكم استعمال قواعد عسكرية فوق ترابنا «) ليبدلوا رأيهم بعد ذلك خلال أيام قليلة . من يطرح في المستقبل أسئلة وجودنا كشعب ؟ لايمكننا الاستمرار في أن نوكل هذه المهمة إلى تلك الأصوات المتناثرة لمتعصبين متدينين ، نعاج خانعة وقدرية .إن معظم الدول العربية مازالت، من الأعلى إلى الأدنى، لا تراوح مكانها منتظرة، بينما الولاياتالمتحدة تصطف مهددة دائما ببوارجها، وجنودها، وبطائراتها ف16 لتحقيق ضرباتها.إن صمت هذه الدول أصم. سنوات من التضحيات و المقاومة، عظام مهشمة بالمئات في الزنازين، وغرف التعذيب من المحيط إلى الخليج، أسر محطمة، فقر ومعاناة بلا حدود. جيوش جرارة ومكلفة كل هذا من أجل ماذا؟ لا يتعلق الأمر بانحياز إيديولوجي أو ثوري وإنما بما كان يسميه الثيولوجي بول تيلش « الأمر الجاد في اللحظة الأخيرة « إن التكنولوجيا والحداثة ، والعولمة لاتشكل جوابا على مايتهددنا كشعب . لدينا في تراثنا متنا من الخطابات اللائكية والدينية تهتم بالبدايات وبالنهايات با لحياة و بالموت ، بالحب و بالكوليرا ،بالمجتمع وبالتاريخ .الجواب هناك بيد لا صوت يمتلك رؤية شاملة أو سلطة أخلاقية يجرؤ على البحث في هذه المواضيع أو يلفت الانتباه إليها حتى . أولم يحن الوقت بعد بالنسبة إلينا جميعا لصياغة مبادرة عربية أصيلة تقينا من هذا الغرق الذي يترقبنا ليبتلع عالمنا؟ إن ما نحتاجه ليس فقط تغيير ا عاديا للنظام والله وحده يعلم أننا نعلم ذلك. ومن المؤكد أننا لانريد العودة إلى أسلو.أما من أحد يمكنه أن يخرج من العتمة ليقترح تصورا لمستقبلنا لا يكون متكئا على سيناريو محاك من طرف رامسفيلد و وولفويتز،هذان رمزان للقوة الفارغة ،للتكبر و الاكتفاء؟ أتمنى أن يصغي إلي أحد . ترجمة عن الاسبانية من LE MONDE diplomatiqu يوليو2005