أكدت مصادر متطابقة أن أحد المهاجرين المغاربة تعرض مساء يوم الأربعاء 22 يناير 2014 لعدة طعنات غادرة بواسطة السلاح الأبيض داخل مسجد بمدينة جينوة شمال إيطاليا وذلك من طرف سيدة إيطالية تبلغ من العمر 56 سنة وتدعى «ماريا أوبلشي». حلت عناصر الأمن بمكان الحادث فور علمها بالخبر لتعتقل الجاني وتستمع لبعض الشهود. ونقل المعتدى عليه إلى مستشفى «غالياريا» بجينوة بعد قيام رجال الإسعاف الذين حضروا إلى مكان الجريمة بالإسعافات الأولية الضرورية نظرا لخطورة الإصابة . وتجهل أسباب ودواعي هذا العمل الإجرامي الجبان ، هل هو تصفية حسابات شخصية ؟ أم هناك دوافع عنصرية متطرفة تستهدف الإسلام والمسلمين . . وفي اتصال بأحد المغاربة المقيمين بمدينة جينوة، صرح لجريدة « الإتحاد الإشتراكي» أننا كنا نتأهب لأداء صلاة المغرب داخل المسجد لنتفاجأ بصراخ استغاثة فهرعنا مسرعين لمعرفة مصدر وأسباب الصراخ لنجد المسمى «العربي . م» المزداد سنة 1955 بإقليم قلعة السراغنة والذي يعمل بائعا متجولا ، مضرجا وسط الدماء قرب مرحاض المسجد حيث كان يتوضأ. ويضيف في تلك اللحظة عملنا على تطويق الجانية وطرحها أرضا إلى حين وصول عناصر الشرطة ، ولولا حكمة وتبصر بعض الإخوان وفي مقدمتهم « حميد فكري « مدير المسجد مسرح الحادث لتم قتل المعتدية قبل حلول رجال الأمن حيث أصر بعض الغاضبين على قتلها شرعا لانتهاكها حرمة المسجد ومحاولة قتل مسلم . بعد ذلك، انتقل عدد من المغاربة إلى المستشفى المذكور للاطمئنان على صحة المصاب حيث أكد الطبيب المسعف السيد «كورادي فرانسيسكو» أن حالته الصحية سيئة ووضعه جد محرج نظرا لخطورة الإصابة بعدة طعنات نافذة إلى الرئة والكبد مما سيطلب إجراء أكثر من عملة جراحية . وأمام هذه الاعتداءات الشنيعة والمتكررة التي تستهدف المهاجرين المغاربة بإيطاليا فإن الجالية المغربية تدين هذا الفعل الإجرامي وتطالب الدولة الإيطالية بتفعيل كافة الوسائل القانونية لحماية المهاجرين ما دامت القنصلية المغربية لم تحرك ساكنا والتي يجب عليها ومن صميم دورها أن تعمل جاهدة على تطوير وتحسين الخدمات عن قرب لصالح الجالية وتضع آليات للرصد واليقظة من أجل كل المستجدات التشريعية والقانونية ببلدان الاستقبال خاصة التي تمس بالحقوق المكتسبة أو تتعارض مع المواثيق الدولية ذات الصلة بحماية حقوق المهاجرين، كما تعرب الجالية المغربية بالديار الإيطالية عن انزعاجها من التضييق التي تتعرض إليه في العمل والسكن والمساجد وغيرها .. وتعبر عن تضامنها مع المهاجرين المغاربة نزلاء مركز « تحديد هوية وطرد الأجانب» الذين قاموا بخياطة أفواههم بأسلاك كنوع من الاحتجاج على وضعيتهم وانسداد الأفق أمامهم . هذا، والجالية المغربية تستحضر أن الساحة الإيطالية لا تخل من الأصوات العاقلة والمقدرة لأهمية العلاقات الإنسانية والداعية إلى التخلي عن الصور النمطية والأحكام المسبقة ضد المهاجرين الإسلاميين ، لكن آثارها أقل بكثير من تلك المواقف المتشنجة لليمين المتطرف والتي تؤسس لحرب صليبية ضد الإسلام والمسلمين . وهكذا يجد المهاجر المغربي بالديار الإيطالية نفسه بين يد تدعو إلى تمكينه من حقوق المواطنة وأخرى تعيد إيطاليا إلى القرون الوسطى، قرون الظلام وبيع صكوك الغفران ..