نظم المسرح الوطني محمد الخامس، مساء أمس الخميس، حفل تقديم وتوقيع ديواني «طائر البرهان» و»نشيد أزارو» للشاعر العراقي حيدر الحمداني، المغترب في الولاياتالمتحدة، منذ الانتفاضة الشعبية التي عرفها العراق سنة 1991. في تقديمه لتجربة صديقه، قال الشاعر العراقي ضياء حميو إن الإنسان المنفي يشبه حجر الحكمة الكردية التي تقول «الحجر ثابت في أرضه، ولكن، إن زحزح مرة، ستدحرجه الأيادي أنى شاءت»، مستحضرا المقطع الشعري التالي: «تحمله الحقائب، وتلفظه المدن والبلدان، خطوته غريبة، يخفيها، يحاول التوازن وتفضحه، يمشي كما أهل البلاد، قد ينجح في التخفي أيما نجاح، ولطن هناك، عميقا في داخله، طائر أضاع المشيتين». وتساءلت عزيزة الرحموني في كلمة لها بعنوان «تحويل شهوة الكتابة إلى كينونة استعداد لمواجهة الحياة في أناشيد حيدر الحمداني» إذا ما كانت نشأة حيدر الحمداني وحياته ومكابدته المنافي تعليلا لنبرة قصائده المأساوية، وحول ما إذا كان من الممكن اعتبار قصائد «طائر البرهان» مانيفيستو برفع الشاعر بياناته للتعبير عن حالة استعجالية للخلاص من ضغط أجواء الحرب ورائحة الموت وعذاب المنافي ثم تساءلت أخيرا حول إمكانية تصنيف ديوان «طائر البرهان» في خانة شعر الحرب، بما أن الديوان صدى لحرب طاحنة من تاريخ العراق. وأضافت الرحموني أنه في «أناشيد أزارو» تنفتح الأمكنة من ذاكرة الشاعر لترسم رحلة طويلة من الوطن إلى المهجر وترسم احتكاك الشاعر بالناس والفقر والمعاناة والألم والموت حيثما ولى وجهه داخل الجغرافيا منذ الطفولة التي فقدت الرؤيا إلى الانفلات نحو رحيل دائم لا يصل...فتصبح غربته أعمق لأن قيم الإنسانية مفقودة في عراقه كما في نافاجو، إذ مهما كانت التسميات فالإنسان واحد في مكابدته الوجودية بين إيقاع السواد وفوضى التفاصيل، بين بساطة الإنسان الشرقي وصخب المنفى وعفونة تجمعات وغابات الإسمنت الرديفة للموت.