التأم المؤتمر الوطني الاندماجي ما بين النقابة الديمقراطية للثقافة، المنضوية تحت لواء الفدرالية الديمقراطية للشغل من جهة والمكتب الوطني الموحد للثقافة العضو في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل مساء أمس بقاعة أبا احنيني التابعة لوزارة الثقافة بالرباط تحت شعار «الوحدة والاندماج تحصين للمكتسبات والرقي بالفعل الثقافي» في جو من الحماس والشعارات الداعية للوحدة النقابية للطبقة العاملة والمأجورين بالمغرب. وأكد ادريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في كلمة له خلال هذه الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاندماجي الذي كان مرفوقا بأعضاء من المكتب السياسي، أن الاتحاد كان ولا يزال دوما عبر تاريخه النضالي، يدعم ويساند الطبقة العاملة وعموم المأجورين إحقاقا لمطالبها المشروعة والدفاع عن قضاياها العادلة، واليوم الاتحاد سوف لن يدخر أي جهد لمواجهة هذه الهجمة الشرسة على القدرة الشرائية للمواطنين، وفي مقدمتها الطبقة العاملة وعموم المأجورين جراء القرارات اللاشعبية التي ما فتئت الحكومة تتخذها، وآخرها رفع الدعم عن المحروقات ابتداء من شهر فبراير المقبل ونظام المقايسة الذي كانت له تأثيراتها السلبية على عموم الأسر. وذكر لشكر بهذه المناسبة بالمقاربة الاجتماعية التي نهجتها القيادة الحزبية من أجل العمل على تنسيق الجهود، والعمل الوحدوي للمركزيات النقابية من أجل مواجهة كل القرارات اللاشعبية للحكومة التي تضرب في الصميم القدرة الشرائية للمواطنين ، وتزيد في الاحتقان الاجتماعي للبلاد والتي تهدد الاستقرار الاجتماعي للأسر ومستواهم المعيشي جراء الغلاء والارتفاع في الأسعار. كما شددت من جهتها عائشة التاقي عضو المكتب المركزي التي ألقت كلمة باسم المركزية الفدرالية الديمقراطية للشغل على الوحدة النقابية والتضامن من أجل مواجهة القرارات المستقبلية، المتعلقة بالملفات الاجتماعية الثقيلة التي تهم عموم الموظفين في القطاع الخاص والمستخدمين بالقطاع الخاص، وفي مقدمتها ملف إصلاح أنظمة القاعد، والإصلاح الضريبي، وملفات الترقية، والتكوين والتنقيط. وبنفس المناسبة ألقى نائب الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل كلمة حيى فيها المؤتمر الاندماجي، وتمنى لأشغاله النجاح ودعا أيضا للتنسيق في العمل النقابي من أجل التصدي لكل الهجمات على الطبقة العاملة والمأجورين بواسطة هذه القرارات الانفرادية للحكومة في غياب المقاربة التشاركية، وإشراك حقيقي للفاعلين الاجتماعيين. ومن جهته أكد رضوان الشرقاوي باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاندماجي أن للإطارين النقابيين وعيًا بضرورة إعمال العقل النقابي في هذه المرحلة التي تكتسي أهمية بالغة، قطاعيا ووطنيا. الأمر الذي يتطلب السعي نحو توحيد الجهود بين مختلف القوى النقابية، وهو ما دفعهما في المكتب الوطني الموحد (ك د ش) والنقابة الديمقراطية للثقافة (ف د ش ) من أجل صياغة استراتيجية موحدة للرقي بالعمل النقابي، وبلورة أفق تنظيمي واعد للدفاع عن الحقوق والمكتسبات، من أجل إعادة الاعتبار للعمل النقابي ليساهم بدوره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة؛ وبما يتوج مسارهما النضالي ومراكمتهما لتجارب ومعارك نضالية مشهودة طيلة العقود الماضية. وأبرز الشرقاوي كذلك أن الانعطاف التاريخي الذي سيطبع العمل النقابي بوزارة الثقافة ، سيكون بلا شك بهذا الاقدام على تنظيم المؤتمر الاندماجي بين «الكونفدرالية الديمقراطية للشغل» و»الفيدرالية الديمقراطية للشغل بقطاع الثقافة»، والذي سيؤسس لا محالة لمفهوم جديد للنضال النقابي قائم على مبدأ وحدة العمل النقابي، ممارسةً وفكراً وتنظيماً وقيادةً، بما سيساهم في القطع مع الأشكال السائدة والمُمتهِنة لنبل النضال من أجل قيم العدالة الاجتماعية. وعن مفهوم الوحدة النقابية المؤسس لاستراتيجيتهما النضالية قال إنها ستمكنهما من استثمار فاعلية مناضلي الإطارين وكافة أطر وموظفي الوزارة، بما يرقى من مجرد التعاطي معها باعتبارهما مجرد قوة احتجاجية، ولأن يرقى بها إلى مستوى القوة الاقتراحية التي تروم مشاركة حقيقية للجميع في معالجة الملف الاجتماعي في شموليته، والرهان على الرقي بالفعل الثقافي بجانب القوى الحقيقية التي تناضل من أجل مشروع ثقافي وطني يدافع عن قيم الحداثة والديمقراطية، وضداً على رغبة البعض الذي يحاول أن يضبط سؤال الهوية على توقيت غيره. وتوجت أشغال المؤتمر بانتخاب مجلس وطني للنقابة الديمقراطية للثقافة بتوافق ما بين الإطارين النقابيين بلغ عدده 120 عضوا، وتم انتخاب الكاتب العام رضوان الشرقاوي بالإجماع ثم مكتب وطني بشكل توافقي ما بين النقابتين، وسيشغل الجميع في إطار الفدرالية الديمقراطية للشغل.