أكد إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن من بين الجبهات الأساسية التي اختار الحزب تعزيز وتقوية النضال فيها هي الجبهة الاجتماعية، إيمانا منه أن الطبقة العاملة وكافة المأجورين والطبقة المتوسطة هي التي تكتوي بالسياسات العمومية اللاشعبية والأوضاع الاقتصادية الصعبة الآتية مستقبلا، معتبرا أن الاتحاد يرفع شعار «من أجل تكوين جبهة اجتماعية تلعب فيها النقابات أدوارا طلائعية، انه اختيار نابع من تحليل سياسي عميق للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية برؤية استشرافية للمستقبل. وأضاف لشكر، في لقاء جمع أعضاء المكتب السياسي بأعضاء المكتب المركزي للفدرالية الديمقراطية للشغل، أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب يتطلب من النقابات، التي كانت دائما منحازة إلى الطبقة العاملة والمدافعة عن مطالبها وحقوقها المشروعة، التكتل والتنسيق، خاصة في هذه الظرفية المتمثلة في حكومة يقودها اتجاه محافظ يسعى جاهدا لضرب الحقوق والإجهاز على المكتسبات التي ناضلت عليها الطبقة العاملة والأحزاب الديمقراطية وأدت فيها أثمنة باهضة. وعبر لشكر عن الدعم اللامشروط لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية للفدرالية الديمقراطية للشغل ومساندتها في تظاهرات فاتح ماي التي ستنظمها في عدد من المدن المغربية، مذكرا بالبيان الذي وجهه المكتب السياسي إلى كافة الاتحاديين والاتحاديات بالتواجد والدعم والانخراط الفعلي والعملي لتظاهرات فاتح الى جانب الفدرالية. وفي السياق ذاته أكد لشكر على أن الاتحاد الاشتراكي سيكون ممثلا في الحضور بتظاهرات بعض النقابات التي نسق معها في الآونة الأخيرة خلال اجتماعات جمعته بها، وبالخصوص النقابات التي وجهت للحزب دعوات رسمية في هذا الإطار، مذكرا أن الاتحاد يراهن على إعادة التوازن لميزان القوى الذي اختل داخل المجتمع نتيجة انتشار الفكر المحافظ وثقافة التقليد والجمود. وشدد لشكر، بنفس المناسبة، أن الاتحاد عازم ومصر على التنسيق مع النقابات في الواجهة الاجتماعية بالاشتغال على عدد من الملفات الاجتماعية التي أصبحت تتطلب لوقت أكثر من مضى تكتلات وتضافر الجهود لكل النقابات المدافعة عن الأوضاع الاجتماعية للطبقة الشغيلة بالمغرب والرافضة لكل مساس بقدرتها الشرائية وحقوقها المكتسبة. ومن جانبه أوضح عبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام للفدرالية الديمقراطية للشغل، أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كان دائما ولايزال داعما للفدرالية الديمقراطية للشغل التي عمل مناضلوه بشكل أساسي على تأسيسها، في عدد من المحطات النضالية، مضيفا أن لقاء اليوم مع المكتب السياسي لحزب الاتحاد يندرج ضمن لقاءات برمجها المكتب التنفيذي للنقابة للالتقاء بالأحزاب السياسية الديمقراطية والتقدمية الحليفة والمنخرطة في العمل الفدرالي. كما ذكر العزوزي بالسياقات التي تأتي فيها تظاهرات فاتح ماي لهذه السنة والمتسمة أساسا بالتطورات الأخيرة التي عرفتها القضية الوطنية ثم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي لها انعكاساتها على الشغيلة المغربية، فضلا عن غياب الحوار الاجتماعي من قبل الحكومة التي من المفروض فيها أن تحترم مأسسة هذا الحوار الذي كان مبرمجا في بداية أبريل. وفي نفس اللقاء تناول أعضاء المكتب التنفيدي بالدراسة والتحليل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد وانعكاساتها على مستقبل الطبقة العاملة وكافة المأجورين، كما شددوا على أن الوقت يتطلب التنسيق والتكتل لمواجهة كل القرارات اللاشعبية التي من شأنها أن تجهز على المكتسبات وضرب الحقوق التي ناضلت من أجل تحقيقها الطبقة العاملة وكذلك ومن أجل تحقيق ملفاتها المطلبية، ومواجهة كل التحديات وكسب الرهانات المستقبلية.