علم لدى هيئة المحامين بالدارالبيضاء أن الأستاذ النقيب محمد التبر، قيدوم المحامين بهيئة الدارالبيضاء، قد توفي اليوم الاثنين بفرنسا، بعد معاناة طويلة مع المرض. وعرف عن الفقيد مثابرته في مهنة الدفاع إلى آخر رمق من حياته، التي بدأها بالتزام مبكر بالقضايا الرئيسية للمغرب والمغاربة. وقد انخرط الفقيد منذ شبابه في الحركة التقدمية، حيث كان نائبا برلمانيا عن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في أول تجربة تحت القبة، في 1963. وهي السنة نفسها التي سيرافع فيها باعتباره محاميا رئيسيا من أجل الدفاع عن المناضلين الاتحاديين في ما عرف بمؤامرة يوليوز 1963. وكان الراحل من أبرز المحامين بالدارالبيضاء كما كانت مرافعاته قوية وحاضرة في أهم وأكبر القضايا التي شهدتها ردهات محاكم العاصمة الاقتصادية للمملكة. وأوضحت نسرين رودان، عن نادي المحامين بالمغرب، أن الفقيد، الذي يعد مدرسة وقدوة لأجيال من المحامين، شارك في أغلب المحاكمات لملفات كبرى، وعرف بمهنيته العالية. ويعد الفقيد، الذي كان يرفض الترشح لمنصب نقيب المحامين على الرغم من كفاءته، من أوائل المغاربة الذين زاولوا مهنة المحاماة (23 دجنبر 1955). ولم تمنعه انشغالاته المهنية الكبيرة من إيلاء الجانب الفكري أهميته، حيث حرص على تخصيص وقت لتنشيط العديد من الندوات والمؤتمرات والدورات التدريبية لفائدة المحامين الشباب، وتميزت محاضراته، التي كانت تنظم بالدارالبيضاء والعديد من المدن المغربية، بإقبال كبير من لدن المهتمين بالقانون والقضاء. وأضافت رودان أن الراحل محمد التبر، الذي كان يحظى بمكانة بارزة بين زملائه الذين يحرصون على مناداته ب»النقيب»، شكل مدرسة لتلقين أسس وقواعد مهنة المحاماة، خاصة للمتمرنين والممارسين.