مدينة البئر الجديد تتحرك تدريجيا للخروج من سنوات الاقصاء والفقر والتهميش، الى مدينة عصرية تعرف نموا عمرانيا وانتعاشا اقتصاديا، وذلك راجع الى موقعها الجغرافي الواقع بين قطبين اقتصاديين : الدارالبيضاء والجرف الاصفر ، مما يؤهلها وبكل قوة، الى النمو الاقتصادي المحكم وخلق فرص شغل متنوعة ، مع العلم أن هذه الجماعة ظلت ولسنوات كثيرة ، جماعة قروية حتى سنة 1992 . ومن منظور الرئيس مولود السقوقع، إن مدينة البئر الجديد يمكن اعتبارها مفتاحا للتطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وذلك راجع الى حيوية ساكنتها وأنشطتهم المتنوعة... وعن هذا التحول كان الحوار التالي: تم انتخابكم رئيسا للجماعة الحضرية للبئر الجديد في استحقاقات 2009 ، وكلكم آمال لتغيير وجه هذه المدينة وتحويلها إلى وجهة اقتصادية ، ماذا حققتم من ذلك ؟ تحملنا المسؤولية لتسيير مدينة البئر الجديد لنواجه موروثا كبيرا تتداخل فيه عدة عوامل، أولها أن البئر الجديد لم تصبح جماعة حضرية إلا في سنة 1992 ، وظلت تنعت بالمدينة الفقيرة والضعيفة من ناحية التجهيزات الضرورية ، ومدينة غير متكاملة وذات كثافة سكانية ، ولا وجود لمقاييس التمدن فيها ، مما جعلنا كمنتخبين وسلطات وصية ومجتمع مدني، نبلور عدة اختيارات في شكل برامج ومشاريع تنموية متنوعة لمواجهة جميع الإكراهات التي ظلت تتخبط فيها الجماعة ، سواء ارتبط ذلك بالبنية التحتية أو مجالات النقل والسكن والإدارة وظروف العمل والنظافة والنقص الفظيع في التجهيزات والوسائل الضرورية لكل القطاعات. كيف تم التغلب على ذلك ؟ الحقيقة أن المدينة في الواقع آلة معقدة ومتشابكة وتتداخل فيها المصالح بشتى مجالاتها من أجل المساهمة في سيرورتها ، هذا التعقيد تطلب منا كرئيس ومساعدين ومستشارين، التريث في اتخاذ القرارات ، والتسلح بالتخطيط الاستراتيجي عبر نظرة شمولية مستحضرين التعاقد الهادف مع ساكنة البئر الجديد . فنظرتنا اليوم ومنذ تحملنا المسؤولية ، تنطلق من منظور إيجابي لأن المدينة مثل المنارة التي تضيء الطريق للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وذلك يتطلب مساهمة الجميع ، كل من موقعه، لتسيير وتدبير وترشيد الإمكانات المتوفرة ، ونسعى إلى وضع واقتراح مشاريع على أرض الواقع ، منتظرين مساهمة الجميع ، سلطة وصية وشركاء ومستثمرين ومهندسين، وهو ماتم بالفعل أثناء الإعداد لتصميم التهيئة. قطعتكم ، أشواطا أساسية في إخراج تصميم التهيئة العمرانية للمدينة رغم كل العراقيل والاكراهات ؟ إن تصميم التهيئة العمرانية لمدينة البئر الجديد تم التعاقد بشأنه مع مكتب الدراسات منذ سنة 2000 ، وهذا التأخير جعلنا نولي اهتماما كبيرا وتتبعا يوميا من أجل إخراج هذه الوثيقة التعميرية الاساسية الى حيز الوجود لما تمثله من أهمية قصوى في تدبير المجال العمراني من جهة، وفتح أفق التهيئة المحلية في وجه المستثمرين والمنعشين العقاريين من جهة أخرى، وبفضل جميع المتدخلين بلورنا رؤية شمولية وواضحة حول الاختيارات المستقبلية ، كتمكين المدينة من نسيج عمراني منسجم ومتوازن وترسيم جميع المرافق العمومية التي تفتقر إليها المدينة حاضرا ومستقبلا ، وإعادة تموقع السوق الأسبوعي وإنشاء منطقة صناعية بمواصفات أساسية وأخرى حرفية لإنعاش الاقتصاد المحلي ومجمع للصناعات التقليدية بمدرسة تكوينية في هذا المجال ، والتركيز على مكونات البنية التحتية كالماء الصالح للشرب والتطهير السائل ومجاري المياه والإنارة وإعطاء أهمية للمجال البيئي كخلق مناطق خضراء. على ذكر المجال البيئي، أين وصل مشروع التطهير السائل للمدينة، وماذا عن مطرح النفايات الصلبة ؟ بالنسبة للشطر الأول من السؤال ، تدارس المجلس في إطار اتفاقية شراكة لانجاز مشروع التطهير السائل لمدينة البئر الجديد بين الجماعة الحضرية وكتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، هذه الاتفاقية جاءت نتيجة جهود مبذولة وبدعم من عامل الإقليم الذي ساهم في تحديد بعض الشروط الإدارية والتقنية والمالية من أجل تمويل المشروع الذي يهدف إلى إعادة تأهيل وتوسيع شبكة التطهير السائل وإنجاز قنوات الصرف الصحي وحماية المدينة من الفيضانات ، ومحطة معالجة المياه العادمة ، وقد أوكلت مهام الانجاز والتتبع للشركاء ، وستنطلق الأشغال خلال الأيام القادمة، وان مدة الانجاز لاتتجاوز سنة 2014 .أما في ما يتعلق بالتطهير الصلب ولأن جماعة البئر الجديد لاتتوفر على مطرح للنفايات الصلبة، وهو ما من شأنه أن يخلق بؤرة للتوتر البيئي بفعل التوسع العمراني الذي أصبحت تعرفه المدينة، فإن الجماعة فكرت في نقل النفايات الى مطرح جماعة مولاي عبد الله التي تتوفر فيه جميع الشروط باتفاقية شراكة حددت مبلغ 72 درهما للطن الواحد مع زيادة نسبة مئوية حددت في 15 في المائة ، وبعملية حسابية فإن هذا الإجراء أثر بشكل كبير على الميزانية. الميزانية هاجس كبير لدى رؤساء الجماعات، خصوصا أمام طموح الانجازات وإكراهات الواقع اليومي؟ بالنسبة لنا ، الميزانية في تصاعد مستمر وعلى جميع الأبواب ، وأكتفي بالباب 30 ، والمتضمن لضريبة المباني والضريبة على الأراضي الحضرية، وعلى عمليات تقسيم الأراضي حيث تطورت المداخيل في هذا الباب لوحده مع العلم أن الجماعة تسدد بعض الديون ومازال بذمتها حوالي 17 مليون درهم ، وتساهم بشكل كبير في جميع المشاريع التي تستفيد منها المدينة، سواء مع الشركاء أو في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، وفي كل سنة نبرمج الفائض التقديري في أشغال الطرق الحضرية ودعم البنية التحتية للمدينة. وعلى العموم، فهناك ارتفاع ملحوظ بالميزانية مقارنة مع السنوات السابقة رغم ان الطموح أكبر بكثير. لكننا ملتزمون بتتبع آليات المحاسبة والتنسيق بين جميع المصالح للتوجه نحو المستقبل، وعلى ذكر المصالح، فإننا اليوم في حاجة ماسة إلى قباضة سواء كجماعة حضرية او حاجيات المواطنين المرتبطة بهذا المرفق العمومي. من خلال نقط جداول الأعمال للدورات السابقة، نجدكم تولون للشراكات أهمية كبرى في عملكم الجماعي ؟ إن إيماننا القوي بالعمل الدؤوب لصالح المواطنين والمواطنات هو مادفعنا إلى التفكير في هذا العمل انطلاقا من الدورات التي نعتبرها تواصلا مستمرا مع المهتمين والعاملين، وسن سياسة القرب يجعلنا نشرك الجميع في مراقبة الشأن المحلي في إطار الشفافية والوضوح، كما ارتأينا خلق قنوات للحوار والبحث سواء بالمساهمة في تأسيس جمعيات تتكلف وتتحمل مسؤوليتها بجانب المجلس وإيجاد حلول لمجموعة من المشاكل وللوضعيات الاجتماعية كقضية المعطلين او أرباب المحلات التجارية التي تعرضت للحريق بالسوق العشوائي ، مع العلم أن هذه المشاكل مرتبطة بالسياسة العامة للحكومة ، وإننا ملتزمون بحل كل القضايا اذا ماتوفرت الشروط الضرورية والقانونية لذلك . وعلى المستوى الاجتماعي والثقافي تم تخصيص بقعة أرضية لفائدة المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي وتحويل ضريبة على الذبح لفائدة دار الطالبة مع منحة سنوية وإشراك بعض المحسنين لدعم كل ماهو اجتماعي وثقافي ورياضي بالمدينة ، وملعب التنس الذي يضم حوالي 400 مشارك ومشاركة دليل على مانقوم به . كما تم عقد شراكة بين البلدية ووزارة الشبيبة والرياضة والمجلس الإقليمي والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لانجاز قاعة مغطاة ومسبح وكذلك إحداث ملعب حضري لكرة القدم بالعشب الاصطناعي وبمواصفات تلبي حاجيات شباب المدينة ، وبناء مركب ثقافي، وخصصنا مبالغ مالية مهمة في إطار الشراكات كبناء مستشفى محلي وإعادة هيكلة بعض الدواوير وربطها بالماء والكهرباء وتوقيع شراكات مع مجموعة من الجمعيات كجمعية مبادرات للتنمية والتضامن لتسيير عملية النقل المدرسي بالمدينة والضواحي . وعلى العموم ، نسعى إلى تفعيل دور المجتمع المدني عبر ابتكار أشكال شراكة متعددة ومتنوعة لتفعيل القدرة الاقتراحية ونحن في حاجة إلى وضع نظام للمؤشرات السوسيواقتصادية للتوجه نحو المستقبل وتحديد الدور الطلائعي الذي تقوم به المدينة مع إيجاد وسائل وآليات للتتبع والتنسيق بين جميع المصالح خدمة للشأن المحلي والاهتمام بالخدمات الاجتماعية وبالمجالات الثقافية. ولا تفوتني الإشارة هنا إلى الاستقرار الأمني الذي أصبحت تعيشه الجماعة بفضل المجهودات المبذولة من طرف المسؤولين .