مكنت الاستثمارات المكثفة في البحوث المتعلقة بداء السرطان في العقود الأخيرة، من تحقيق تطورات طبية مهمة، سواء في التشخيص أو العلاج. و قد ساهمت هذه التطورات المقرونة ببرامج تشخيص أكثر فعالية، في تقليص ملحوظ لنسبة الوفيات بداء السرطان، وذلك منذ أوائل التسعينات. وهكذا، فإن عدد الوفيات التي تم تجنبها تناهز حوالي 1.2 مليون شخص على الصعيد العالمي، وذلك إلى غاية سنة 2009 . ومع ذلك، وعلى الرغم من أن الإنفاق على مجال بحث وتطوير صناعة الأدوية، قد ازداد بشكل كبير، فإن عدد العوامل الفاعلة الجديدة المعتمدة في التجارب السريرية قد انخفض كثيرا ، وذلك منذ أوائل سنة 2000 . ويشير هذا الانخفاض في الإنتاجية إلى الحاجة إلى استراتيجيات جديدة لتحسين تطوير وإنتاج الأدوية، وذلك للحرص على إمداد المرضى بالعلاجات الجديدة التي تم تطويرها في الوقت المناسب. وتسعى تجارب المرحلة «2» الجديدة، إلى دراسة كيفية تفاعل وتسلسل العوامل الفاعلة، في الأدوية الجديدة، مع العلاجات الحالية المتوفرة والخيارات البديلة، التي تقدم أجوبة بشكل سريع فيما يتعلق بمدى فعالية الدواء، والتي تمت الموافقة عليها من طرف الأنظمة الجاري بها العمل. ويساهم فهم آليات الفيزيولوجية المرضية المعقدة والمسؤولة عن مختلف أصناف الأورام السرطانية، في تحديد عدد متزايد من الأصناف الفرعية لهذه الأمراض، وكذا تطوير استراتيجيات علاجية أكثر ملاءمة لنوعية المرض المستهدف. وقد تم استغلال هذه المعرفة في تطوير تجارب أنسب و أكثر ذكاء خلال المرحلة «2» والتي تلائم العلاجات التجريبية مع التركيب الجزيئي لورم المريض الذي يتم علاجه، مع إمكانية تغييرها وفقا للنتائج المحصل عليها. وفي المدى القصير، يمكن اعتبار العلاج المناعي لداء السرطان كمقاربة مستقبلية أفضل لعلاج الأورام السرطانية، ويمكن دعم هذا الاستنتاج بمختلف البيانات والنتائج الواعدة التي تم الحصول عليها، كما نأمل تحسين فرص شفاء مرضى داء السرطان بفضل تطورات و ابتكارات أخرى مماثلة. مدير طبي بمختبرات روش بسويسرا