تتواصل، اليوم الجمعة وغدا السبت، بالرباط، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، وبدعم ومشاركة "مؤسسة للاسلمى للوقاية والعلاج من داء السرطان"، أشغال المؤتمر السنوي الثالث لجمعية الشرق الأوسط للبحوث السرطانية، الذي يقام في كلية العلوم بالرباط، حول الأبحاث السرطانية. وتشكل التجارب السريرية صلب العروض العلمية في المؤتمر، لأهميتها في اكتشاف علاجات واستراتيجيات جديدة، تسهم في تحسين وضعية مرضى السرطان، وتشجيع الابتكارات الطبية وتحسين فرص شفاء المرضى المصابين بأمراض خطيرة، مثل السرطان. وتهدف التظاهرة العلمية، التي تنظمها كلية العلوم بالرباط، بدعم ومشاركة من "مؤسسة للاسلمى"، والجمعية المغربية للبحوث السرطانية، ومختبر روش المغرب، إلى تمكين الباحثين في علم السرطان من تبادل آخر التطورات في مجال الأنكولوجيا، لوضع لبنات إعداد برامج البحث الجديدة، ونقاش فرص التعاون على الصعيد الوطني والدولي، حسب مذكرة حول الموضوع، توصلت "المغربية" بنسخة منها. وينشط أشغال المؤتمر متخصصون مغاربة وأجانب، من فرنسا، وكندا، والولايات المتحدة، والسعودية، وباكستان، وإيران، بعروض حول الإنجازات المحققة في مجال علم الأورام السرطانية، والتطورات المستقبلية المرتقبة في المجال. ويناقش المشاركون في اللقاء إمكانات تحقيق قفزة نوعية في البحوث والتجارب السريرية في مجال علم الأورام السرطانية بالمغرب، في كل ما يتعلق بتدبير البحوث، واحترام شروط ممارسة الأبحاث السريرية الجيدة، والأنظمة الجاري بها العمل على الصعيد الوطني. وتركز أشغال المؤتمر على الإمكانات التي أتاحتها الاستثمارات المكثفة في البحوث المتعلقة بالسرطان لتحقيق تطورات مهمة، سواء في التشخيص أو العلاج، إذ ساهمت التطورات المقرونة ببرامج تشخيص أكثر فعالية في تقليص ملحوظ لنسبة الوفيات بالسرطان منذ أوائل التسعينيات، وخفض نسبة الوفيات بما يناهز 1.2 مليون على الصعيد العالمي إلى غاية سنة 2009. وتسعى العروض العلمية المتعلقة بالأبحاث السريرية إلى وضع استراتيجيات جديدة لتحسين تطوير وإنتاج الأدوية، للحرص على إمداد المرضى بالعلاجات الجديدة المتطورة في الوقت المناسب. ويرمي الباحثون إلى فهم آليات الفيزيولوجية المرضية المعقدة والمسؤولة عن مختلف أصناف الأورام السرطانية في تحديد عدد متزايد من الأصناف الفرعية لهذه الأمراض، إلى جانب تطوير استراتيجيات علاجية أكثر ملاءمة لنوعية المرض المستهدف، واستغلال هذه المعرفة في تطوير تجارب أنسب وأكثر ذكاء خلال المرحلة الثانية، تلائم العلاجات التجريبية مع التركيب الجزيئي لورم المريض المعالج، وإمكانية تغييرها وفقا للنتائج المحصل عليها، حسب المذكرة الصادرة حول الموضوع.