دعا ادريس لشكر، الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، السبت الماضي بالصويرة، إلى الانخراط في عمل سياسي على أساس «نضال القرب»، وذلك بمناسبة انعقاد المؤتمر الإقليمي للحزب. وشدد لشكر، في كلمة بمناسبة افتتاح هذا المؤتمر، الذي انعقد تحت شعار «من أجل إقليم مندمج في بيئته الجهوية في أفق تحقيق تنمية مستدامة»، على أهمية اتباع مقاربة تعتمد على التواصل المستمر مع السكان والتجاوب مع انشغالاتهم والانخراط في أنشطة تكرس مبدأ التضامن، وكذا إطلاق برامج لفائدة المواطنين والانفتاح على التقنيات الجديدة، وتشجيع قيم الحرية والديمقراطية في صفوف الشباب، وتعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية على مستوى الجهات. موجها في ذات السياق، تحية إكبار وإجلال لكل شهداء منطقة الصويرة ونواحيها الذين أبلوا البلاء الحسن في مواجهة الاستعمار وتطوير ودمقرطة المغرب، مستحضرا كل الذين ساهموا في استمرار التنظيم الاتحادي بالمنطقة. وأكد الكاتب الاول، أن الحزب محتاج الى الانبعاث من جديد من خلال الاشعاع والامتداد داخل المجتمع كما كان في عهد عبد الرحيم بوعبيد. وأنه على الاتحاديات والاتحاديين نهج نضال القرب لأن الواقع العام للمجتمع لم تعد تتحكم فيه الايديولوجيات والافكار، بل نضال القرب من خلال التواجد اليومي الى جانب المواطن المغربي والانفتاح الحقيقي على كل المبادراة المجتمعية. وأبرز لشكر أن انعقاد هذا المؤتمر الإقليمي يشكل مرحلة هامة في مسلسل الارتقاء بهياكل الحزب، مؤكدا في نفس السياق على الأهمية التي يضطلع بها إقليمالصويرة، الذي يزخر بالعديد من المؤهلات الاقتصادية، فضلا عن بعده الرمزي باعتباره يجسد مثالا للتنوع الثقافي والتماسك الاجتماعي. وشدد في هذا الصدد، على ضرورة تمكين هذه الجهة من الاوراش التنموية التي يجري تطويرها على المستوى الوطني وتأهيل أفضل للموارد الطبيعية للاقليم، بما يمكن من تطوير أنشطة من شأنها الارتقاء بالتنمية الاقتصادية للجهة. من جهة أخرى، ذكر بالدينامية التي تم إطلاقها خلال المؤتمر التاسع للحزب والهادفة إلى الارتقاء بالحزب، مسجلا في نفس السياق مكاسب الإصلاحات الدستورية الأخيرة التي باشرها المغرب وكذا التحديات الواجب رفعها لتنفيذها. الاداء الحكومي لم يغب عن كلمة ادريس لشكر، الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي اعتبر أنه على مدى سنتين وأكثر التي قضتها الحكومة الحالية لم «نر في أفعالها الا التراجعات» وضرب المكاسب السياسية الكبرى التي حققتها القوى الديمقراطية بالمغرب وتجربة التناوب الحكومية. مشيرا إلى أن هذه الحكومة عرف معها المغاربة إلا الزيادات وإضعاف المقاولات والزيادة في الديون الخارجية التي سترهن مستقبل المغرب، معتبرا أن فصيلة الحوار الذي يميز عمل هذه الحكومة هو «حوار الطرشان» ، لهذا «فلا حل لنا إلا في أن نتعبأ لمواجهة هذا الواقع». كما ندد ادريس لشكر بالإجهاز الممنهج للحكومة الحالية على المكتسبات الاجتماعية وعلى القدرة الشرائية للمغاربة من خلال حزمة قراراتها اللاشعبية، التي تعبر بجلاء عن قصور في الرؤية، واستنفاد للاختيارات وفقرها. حيث دق الكاتب الاول ، ناقوس الخطر إزاء تصاعد الفكر الاصولي، داعيا الاتحاديات والاتحاديين الى ربط النقاش الايديولوجي بالالتحام اليومي بالقضايا اليومية للمغاربة في صورها الاجتماعية والثقافية . وهنا تساءل الكاتب الاول «كيف يمكن للمحافظين الذين نزلوا الى الشارع ضد حرية النساء، أن ينتصروا اليوم لقضايا المرأة المغربية ؟». كما استحضر الكاتب الاول، في كلمته، الحراك العربي وما عرفه ويعرفه من وقائع وأحداث سياسية، مؤكدا في هذا الصدد على أهمية نعمة الوحدة المغربية والانسجام والتعدد والتسامح والتوافق الذي يميز المغرب عن باقي البلدان العربية، مشيرا إلى أن المغرب بلد متعدد الثقافات ، و أن هذا يعد مكسبا كبيرا لايتوفر عند باقي الدول، مؤكدا أن الديمقراطية لا تتطور إلا في اطار وحدة الامة، وكل الشعوب التي لا تتوفر على هذا العنصر من الصعب عليها دخول الديمقراطية ، وأنه من شروط نجاح الديمقراطية هي الدولة الامة، ولنا أن نفخر أننا دولة مغربية موحدة. السؤال الثقافي، كان حاضرا بقوة في كلمة ادريس لشكر الذي حرص على الاحتفاء بالصويرة التي تجسد مسارا إنسانيا عنوانه تعايش الاديان والثقافات، والتي تحتاج الى عناية خاصة تليق بمكانتها ذات الخلفية التاريخية والثقافية والاقتصادية كذلك، حيث أبرز أهمية تكريس قيم التساكن والتعايش التي خلقت حالة الغنى الانساني والحضاري التي يتميز بها المغرب، إذ عبر ادريس لشكر عن اعتزازه بأصوله الامازيغية التي تعتبر أحد الروافد الثقافية المغربية المتعددة. كما عرف جدول أعمال هذا المؤتمر الإقليمي، الذي شهد مشاركة حوالي 300 عضو يمثلون 15 فرعا موزعا على إقليمالصويرة، شمل على الخصوص دراسة والتصويت على التقريين الأدبي والمالي ومناقشة الملفات المعروضة على المؤتمر والمتعلقة حول مختلف القطاعات، فضلا عن انتخاب الأمانة الإقليميةالجديدة. المؤتمر الاقليمي للاتحاد الاشتراكي بالصويرة تميز كذلك بكلمة اللجنة التحضيرية والمكتب الجهوي للحزب، وقراءة ومناقشة أوراق المؤتمر الاقليمي الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية ثم ورقة الاعلام والثقافة والتواصل. انتخاب محمد ملال كاتبا إقليميا ، وانتخاب الاعضاء ال 16 للكتابة الاقليمية التي جاءت تشكيلتها وتوزيع مهامها كالتالي : امحمد ملال ، الكاتب الاقليمي، مجيد الموطيع (النائب الاول ) ، حسن زعبول (النائب الثاني )، امبارك بابو (النائب الثالث )، وفاء كمراني (النائب الرابع ) ، سعيد تبالي (الامين )، حسن السباعي (نائبه ) ، محمد أقريش (المقرر ) ، مصطفى بلعسري (نائبه ) ، عبد الحفيظ الكرماعي، ابراهيم بلحمدية، محمد باعمي، موسى بوفنزي، عبد الحميد لشير، يونس الحوص، عمر زليم، عبد الله أمكرود (المستشارون). محمد ملال الكاتب الاقليمي، أكد في كلمته، أنه يجب أن تكون المحطة المقبلة انطلاقة جديدة تتيح انفتاح الحزب على محيطه، والتحامه بمختلف شرائح المجتمع المغربي في اطار تنزيل مجموعة من الاوراش التي يلتقي فيها التنظيمي والجماهيري والثقافي فالاجتماعي، حيث أكد على ضرورة الحرص على تفعيل الآلية التنظيمية خصوصا على المستوى التواصلي مع ضرورة الاشتغال بشكل خاص على ملف المرأة التي تنوء محليا بتداعيات الوضعية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للإقليم الذي يعرف مجموعة من الاكراهات. كما أكد الكاتب الاقليمي للصويرة عزم الجهاز الحالي الاشتغال على تعزيز بنيات استقبال الحزب، وتوفير قنوات التواصل اليومي مع انتظارات المواطنين والمناضلين واحتياجاتهم.