أكدت رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري أمينة لمريني الوهابي، الأربعاء بنيامي (النيجر)، أن الانتقال نحو البث الرقمي ينبغي أن يواكب دينامية الانتقال الديمقراطي ويطورها، ويعززها. وأبرزت رئيسة الهيئة، في مداخلة لها خلال المؤتمر السابع لشبكة الهيئات الإفريقية لتقنين الاتصال، الذي انعقد من 10 إلى 12 دجنبر الجاري، العلاقة الوثيقة التي تربط الانتقال إلى البث الرقمي والانتقال الديمقراطي ومهمة هيئة التقنين. وأكدت أن أمام هيئات تقنين الاتصالات دور هام لتضطلع به باعتبارها فاعلة في المسلسل الديمقراطي، مشيرة إلى مهمة هذه الهيئات في مجال النهوض بحرية التواصل والتعبير والولوج المنصف للمعلومة. وبخصوص الموعد النهائي الذي حدد من طرف الاتحاد الدولي للاتصالات في يونيو 2015 للمرور النهائي من البث التناظري إلى البث الرقمي، سجلت الوهابي أن على البلدان الإفريقية المضي قدما، بعزم وإرادة حازمة، من أجل رفع هذا التحدي. وقالت إنه «لم يعد هناك أي سبب يحول دون اندماج قارتنا، الغنية برجالها ونسائها، بشكل كامل في قلب الثورة الرقمية الجارية». وفي معرض تقديمها للتجربة المغربية خلال جلسة تمحورت حول موضوع «هيئات تقنين وسائل الإعلام في مواجهة الانتقال نحو البث الرقمي في إفريقيا.. أدوار وتحديات»، أبرزت الوهابي، بالخصوص، واقع البث الرقمي بالمملكة، والأطراف المشاركة في مسلسل الانتقال (نحو الرقمي)، ورهانات التقنين أمام هذا المعطى الجديد، ودور هيئة التقنين في الانتقال نحو الرقمي. وبهذه المناسبة، ذكرت الوهابي بأن الحكومة المغربية صادقت في 12 شتنبر الماضي، على مشروع مرسوم يتعلق بإحداث اللجنة الوطنية للانتقال من البث التلفزي التناظري إلى البث الرقمي الأرضي. وأضافت أنه تمت بلورة مشروع يتعلق بالمخطط الوطني للتلفزيون الرقمي الأرضي (2013 2015)، والذي يضم مجموع المتدخلين في هذا المسلسل. وحسب رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، فإن الانتقال إلى البث الرقمي يعد رافعة ذات إمكانات هامة، وهو يعزز أهمية وضع هذه الدينامية في خدمة تنمية مستدامة تتماشى مع الطموح المشروع لمجموع الدول أعضاء الشبكة الافريقية لهيئات ضبط الاتصال، بل والقارة بأكملها. وعرف المؤتمر السابع لشبكة الافريقية لهيئات ضبط الاتصال مشاركة 18 هيئة عضوا في الشبكة الإفريقية لهيئات تقنين الاتصال الموقعة على الاتفاقية ذات الصلة برقمنة قناة الانتاج والبث التلفزي في أفق سنة 2015 ، وممثلي الاتحاد الدولي للاتصالات، والاتحاد الإفريقي للاتصالات، ولجنة الدول الأعضاء لوسط إفريقيا، إلى جانب وفد عن جمعية الفاعلين الخواص للتلفزيون الإفريقي وعدد من الفاعلين في التلفزيون الرقمي الأرضي من أوروبا وآسيا. وتم التوقيع على هذه الاتفاقية خلال المؤتمر الاقليمي الذي انعقد سنة 2006 بجنيف من طرف الاتحاد الدولي للاتصالات الذي يعتبر أن الانتقال الى الرقمي سيمكن من اختصار المراحل التكنولوجية لربط من لا يتوفرون بعد عليها في المجتمعات المحرومة أو المنعزلة ولتقليص الهوة الرقمية. وتطرق المشاركون في هذا المؤتمر لأربعة مواضيع تتعلق بالوضعية المستقبلية للانتقال نحو الرقمي بإفريقيا والشراكات بين شبكة الهيئات الافريقية للتقنين والاتصال والمؤسسات الاقليمية والدولية في اطار التحول الى الرقمي، مما سيمكن من التوقف عند «هيئات تقنين وسائط الاتصال أمام الانتقال نحو الرقمي: دور وتحدي» و «تقنين الاشكال والمضامين في عصر التلفزة عبر الاقمار الاصطناعية والهاتف المتنقل والانترنت». كماتدارس رؤساء الهيئات الافريقية لتقنين الاتصال بالخصوص تقرير تنفيذ مخطط عمل شبكة الهيئات الافريقية للتقنين والاتصال برسم 2012 2013 ومشروع مخطط عمل 2014 2015 . وفضلا عن أمينة لمريني الوهابي، ضم وفد الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري المشارك في هذا المؤتمر، كلا محمد عبد الرحيم (عضو)، والمهدي العروسي (مدير الدراسات القانونية)، وأمين عزيمان (مسؤول العلاقات الدولية). يشار الى أن المؤتمر السابع لشبكة الهيئات الافريقية للتقنين والاتصال احتضنته أروشا بتنزانيا خلال دجنبر 2011 فيما احتضن المغرب، العضو النشيط داخل الشبكة، أشغال المؤتمر الخامس في نونبر 2009 . وتعد شبكة الهيئات الافريقية للتقنين والاتصال التي احدثت سنة 1998 بالغابون اطارا رسميا لتطوير وتعميق علاقات التشاور والتبادل بين الهيئات الافريقية للاتصال. وتهدف هذه الشبكة بالأساس المساهمة، من خلال تنسيق التبادل، إلى وضع سلطة تقنية ومهنية ومؤسساتية لكل هيئة عضو بالشبكة وتطوير تبادل الافكار والتجارب حول القضايا المرتبطة بمهمتها والمساعدة على إقامة نظام موثوق بكل هيئة للتقنين لجمع ومعالجة وبث المعلومة والتوثيق لفائدة الهيئات المماثلة.