أعلنت شبكة تلفزيون «سي بي إس» الأمريكية أن مراسلة الشبكة لارا لوغان، والمنتج التلفزيوني ماكس ماكليلان ارتكبا أخطاء خطيرة في التقرير الصادر في 27 أكتوبر الماضي، حول الهجوم على السفارة الأمريكية في بنغازي، ولذا تقرر منحهما إجازة مفتوحة. وكان أربعة أمريكيين قد قُتلوا في الهجوم على السفارة الأمريكية في 11 شتنبر من العام الماضي، من بينهم السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز. وتجدر الإشارة إلى أنه جرى اتخاذ هذه الخطوة بعد أسابيع من الانتقادات التي تعرض له تقرير برنامج «60 دقيقة»، الذي اعتمد على مقابلة صحافية مع موظف أمن؛ ديلان دافيز، الذي تبين فيما بعد أن تعليقاته التي أدلى بها لشبكة «سي بي إس» غير صحيحة. ولم تحدد الشبكة التلفزيونية فترة الإجازة المفتوحة، ولا ما إذا كانا سيستمران في الحصول على مرتبيهما. وبصفة عامة، لا يحصل مراسلو التلفزيون على مرتباتهم إذا جرى وقفهم عن العمل. ويمكن أن يكون لقرار منح لوغان النجمة الصاعدة في شبكة «سي بي إس» ومنتجها ماكليلان إجازة مفتوحة تداعيات على قيادة جيفري فاغير رئيس قسم الأخبار في الشبكة الأمريكية، الذي يشغل أيضا منصب المنتج التلفزيوني لبرنامج «60 دقيقة» الإخباري. وقد بعث فاغير برسالة إلكترونية إلى العاملين يوم الثلاثاء الماضي، قال فيها: «حيث إني منتج تنفيذي، فأنا مسؤول عما يبث. وأشعر بالفخر بمتابعة كل شيء، إلا أن هذه الخدعة مرت، ولم يكن يجب أن يحدث ذلك». وأضاف: «نجري تعديلات في (60 دقيقة) لخفض فرص تكرار ذلك مرة أخرى». ومن المعروف أن فاغير استمتع بسمعة قوية داخل وخارج قسم الأخبار في شبكة «سي بي إس» لتركيزه على الدقة المتناهية في البرامج الإخبارية، إلا أن إحدى نتائج التقارير الإخباري غير الصحيح ربما تؤدي إلى استمرار التساؤلات حول دوره المزدوج، لأنه رئيس قسم الأخبار والشخص المسؤول عن برنامج «60 دقيقة»؛ أهم برامجها وأكثرها ربحا وشهرة. ومن ضمن الحلول المطروحة احتمال تعيين مسؤول تنفيذي من خارج البرنامج نفسه، يتولى فحص الفقرات التي ستقدم في «60 دقيقة». وكان هذا المنصب موجودا في قسم الأخبار بشبكة «سي بي إس» لسنوات طويلة، وكانت ترأسه ليندا ماسون. ولكن بعد تقاعدها في بداية العام الحالي، جرى إلغاء المنصب. وكان تقرير فقرة بنغازي، الذي أداره وأشرف عليه المدير التنفيذي للمستويات والممارسات في قسم الأخبار بشبكة «سي بي إس» أورتيز مطلقا في تقييمه للتقرير الذي وصفه بأنه «ناقص في كثير من المجالات». وطبقا لتقرير أورتيز، فإن من أهم النواقص في التقرير هي أن المعلومات التي أدلى بها رجل الأمن دافيز إلى لوغان وماكليلان تختلف عن معلومات أدلى بها إلى شركته «بلو ماونتن» وإلى مكتب التحقيقات الفيدرالي. وأوضح أورتيز أن هذه التناقضات كانت معروفة قبل بث الفقرة. وفي لقاء صحافي مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، قال فاغير إن شبكة «سي بي إس» حاولت إجراء محادثة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، قبل بث التقرير، إلا أن مصادر الشبكة أقنعت البرنامج بأن المعلومات التي أدلى بها دافيز لمكتب التحقيقات الفيدرالي «متوافقة» مع المعلومات، التي أدلى بها خلال اللقاء مع برنامج «60 دقيقة». وبزغ اسم لوغان كمراسلة حربية لمحطة تلفزيون «جي إم تي في» البريطانية أثناء بداية حرب أفغانستان في 2001، وغطت بعد ذلك الحرب في العراق وما أعقبها من أحداث عنف. وانضمت إلى «سي بي إس نيوز»، في 2002 .