كنت وضعت بالقناة الثانية قبل سنتين بداية (2011) مشروع شريط تلفزي. كانت اللجنة المكلفة بالأفلام في القناة الثانية قد طلبت مني إجراء تعديلات على السيناريو. وقبل ما نرجع الضوسي للقناة جات الحكومة الجديدة. ومن تمة وأنا أتنقل من دورة لدورة. مرت سنة 2012 خاوية. وفي مارس من 2013 وضعت الملف، وبعد الانتظار أرجع إلي ملفي بسبب جوج أوراق سير قاد لوراق ديالك وارجع. إيمتا؟ مملي نديرو طلب عروض آخر. وبانتظار الشوط الثاني بقيت أتساءل لماذا يحدث كل هذا؟ من أجل طلب عروض مغشوش. من أجل حق أريد به افتراء، من أجل ورقة باطلة قانونا. كيف يعقل أن تقدم للتنافس سيناريوهات لا مجال للتنافس بينها. سيناريو مكتوب عن بوحمارة وآخر مكتوب عن الصحرا والثالث يحكي عن الحلاق ديال الدرب. ما حشوماش عليك تضحك علينا؟ وبهاد الطريقة التي لا توجد في أي مكان في الكون. باش من كذبة تحط من فهمنا؟ طلب العروض فيالدنيا كلها يكون في موضوع واحد. في المقاولات كيتنافسو باش يبنيو باطيما فيها ربعة الطبقات ولاكاب وجردة. اللي حط أقل ثمن كيدي المارشي. علاش غادي نتنافسو احنا؟ على سيناريوهات لا علاقة لها ببعضها. السيناريو ديالك هو المزيان، المطبوخ بماء الكراهية لكل إبداع فوق نار التعسف والاحتقار. ها العام الأول سالا والثاني قرب يسالي. في شهر شتنبر الأخير وضعت الملف من جديد وفي بداية دجنبر أعيد إلي ثانية وهذه المرة لأن الجوا محلول. واللجنة شافت السيناريو؟ فينك وفين اللجنة يا ولدي. سير عاود كلشي من الأول. السيناريو من بعد أكثر من سنتين لايزال يتعثر بين أوراق شيء اسمه »أبيل دوفر«. عامين باقي ما وصلش للجنة. إيمتا غادي يوصل؟ حتى نموتو بالجوع ولا بالفقسة ولا بشي بوقليب. وانت فينك يا سعادة الوزير؟ راك في دارك كتفرج في التلفزة و فرحان بالفتح الجديد في مجال التواصل والإعلام. أيها المومن علاش بغيتينا نكفرو؟ ثلاثة أعوام وكل عام يأتي معه بسبل أخباره السيئة. واللجنة واش قرات السيناريو؟ ما زال. مازال السيناريو كيدور بين جوا خاوي وطابع مقلوب وورقة ماشي بلاصتها. كتضحكو علينا؟ احنا بهايم؟ ولا شمايت؟ أين نحن الآن؟ كنا نستطيع أن ننجز أشرطة مثل الكبش واللجنة ماتزال القناتان تعرضهما بعد مرور كل هذا الوقت. والآن فقط الشركات الكبرى تنشر رداءاتها. هل قلت الرداءة؟ ويسفعك مع ذلك فمك لينطق بكلمة التنافس والجودة؟ باش من لغة تقنعنا بما لا يمكن الاقتناع به؟ هل جاءت دماء جديدة؟ نفس الحيتان تنتعش في المستنقع الذي هيأت لها عن سبق إصرار. بدل صنارة واحدة ترمي صنارات عديدة، سيناريو ومسلسل وضحك وتقشاب، والصنارة وما جابت. إنها الآن تلتهم، تأتي على الأخضر واليابس. مادمت أبقيتها وحدها. وعاشت الرداءة. ثم سأكتشف أن أوراقا انتهى أجلها وأخرى وشيكة الانتهاء. الإصلاح قال ليك. آش من إصلاح؟ من قبل كنا كنشوفو اللجنة وكناقشو معاها. دابا عمرك ما تشوفها لا بعد عام ولا بعد ثلث سنين لأن اللعبة مغشوشة من الأصل. إصلاح التلفزة قال ليك. تستطيع أن تضيف آذانا أخرى أو صالة أخرى قد تكون صلاة جنازة، أما الإصلاح.. وبانتظار حلقة جديدة من مسلسلكم الشيق المسمى طلب عروض، سنكون دخلنا سنة أخرى (2014) مجهولة الأفق. أو نكون دخلنا النفق. وبدل أن أكتب سأصير من جديد مشاء أتنقل بين الإدارات للحصول على أوراق أخرى بدل التي انقضى أجلها أو توشك. دابا ضميرك مهني ياسعادة الوزير حينت الجوا ما سديتوش؟ كتنعس مزيان، الحبة داخلة، الخياط كيخيط الكوستيم الجديد، والطيارة اللي غادي تديك في الويكاند الجاي للصين ولا لنيكاراغوا تنتظر قدميك السعيدين؟ واحنا؟ نتسناو اصحابنا يعاونونا على راس الشهر؟ وهاد الشي علاش؟ حينت الطابع ما كانش في بلاصتو ولا الورقة تخلطات مع ختها ولا الجوا بقي محلول ضمن مشروع فاسد من الأساس. تلات بينا ليام حتى ولينا هازين القفة وندورو على اصحابنا يعتقونا في هاد الزمن الرديء. لعنة الله عليه من زمن. دابا انت مرتاح؟ نحن لم نسترح منذ اليوم الذي طلع علينا فيه مشروعكم المشؤوم المسمى «آبيل دوفر». منذ عامين وزيادة ونحن نئن تحت نير قهره ونسحق يوميا تحت عجلات استبداده وطغيانه وتعسفه. أخيرا سنة ميلادية سعيدة ولا أتمنى لك الذل الذي أغرقتنا فيه. ومعذرة فلست كاتبا حتى تدرك ما يعانيه الكاتب هو يحاول أن يترك شيئا نافعا على هذه الأرض ولا تدرك مدى إحباطه وهو يرى مشروع ثلاث سنوات يضيع في سوق الدلالة الثقافي كأي بضاعة بخسة بسبب أوراق مغشوشة وتافهة اسمها «أبيل دوفر».