)و.م.ع) قال رئيس المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة الحبيب ناصري، إن الأفلام المنتقاة من طرف لجنة المشاهدة في الدورة الخامسة للمهرجان ستشكل قفزة نوعية في تطور المهرجان باعتبارها تحقق انفتاحا على دول ذات تجربة نوعية في صناعة الفيلم الوثائقي. وأضاف ناصري، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة فعاليات المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي الذي افتتح مساء الأربعاء ويتواصل إلى غاية 23 نونبر الجاري، أن طبيعة الأفلام الوثائقية المنتقاة باعتبارها ذات قيمة نوعية لبلدان أوروبية وعربية وآسيوية تشكل ضمانة لتحقيق الطفرة المنشودة على مستوى برمجة عروض هذه التظاهرة، وبالتالي إشعاعها الوطني والدولي. واعتبر أن المهرجان تحول إلى واجهة لتنشيط السياحة الثقافية من خلال جذب نخبة من صناع السينما، والمساهمة في نشر ثقافة فيلمية وثائقية بالمغرب واستقطاب الشباب الشغوف لتعاطي هذه المهنة، مؤكدا أن إدارة المهرجان تسعى إلى تحويله إلى محطة للتحاور والتواصل والتعريف بطبيعة التحولات التي تشهدها المملكة في المجالين الثقافي والفني. وبخصوص الدورة الخامسة، أبرز رئيس المهرجان أن جديد الموعد يتمثل في الاحتفال بدولة تونس، والانفتاح على دول أخرى لم يسبق لها المشاركة في الدورات السابقة مثل الدانمارك والهند وبريطانيا والنيبال، وكذا تنظيم ندوة رئيسية، تندرج في إطار ما يمكن تسميته بدبلوماسية الفنون، حول موضوع «المجتمعات المغاربية في الفيلم الوثائقي»، وذلك بمشاركة تونس والمغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا، وبرمجة ورشة تكوينية نوعية في مجال الفوتوغرافيا، والانفتاح على أنشطة موازية خاصة بالكلية المتعددة التخصصات والمعهد المتخصص للتسيير والإعلاميات «التكوين المهني»، ومؤسسات تربوية أخرى، فضلا عن تنظيم معرض للإصدارت بمشاركة مجالات ثقافية وفنية وفكرية متعددة. وأضاف أنه تمت برمجة مجموعة من الأفلام في إطار البانوراما تعكس رؤى وتجارب إبداعية مختلفة من تونس والمغرب وألمانيا. وعلاقة بالجوانب التنظيمية، أبرز السيد ناصري أن تراكم التجربة التنظيمية عبر الدورات السابقة ساهمت بشكل كبير في تحسين مستوى التعبئة والتحضير اللوجستيكي والفني لاحتضان فعاليات المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، مشيرا إلى أن الدعم المخصص لهذه الدورة تحسن من خلال مضاعفة المجمع الشريف للفوسفاط لمبلغ المساهمة من 8 مليون سنتيم إلى 16 مليون سنتيم، فيما بلغت باقي المساهمات 10 ملايين سنتيم كدعم من اللجنة الوطنية لدعم المهرجانات السينمائية (وزارة الاتصال)، و5 ملايين سنتيم كمساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بخريبكة، فضلا عن خدمات لوجستيكية لقناة «الجزيرة الوثائقية»، فضلا عن مساهمات أخرى تعود للجماعة الحضرية للمدينة. وأكد أن المهرجان يتيح فرصة للتعريف بالمدينة ومقوماتها الثقافية والاجتماعية ومناسبة للمهنيين لتطوير مخزونهم الثقافي الفني الوثائقي في زمن اكتسى فيه الوثائقي إشعاعا وجاذبية غير مسبوقين في تاريخ السينما. يذكر أن الجائزة الكبرى للدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، التي حضرتها تركيا كضيف شرف، وتم خلالها تكريم الفنان العربي الكبير مارسيل خليفة، كانت من نصيب الفيلم التونسي «نحن هنا» لمخرجه عبد الله يحيى، فيما عادت جائزة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية التي ترأسها الكويتي عبد الله جودة، وضمت الفلسطينية روان الضامن، والمخرجين التركي حيلمي ايتكان، والفلسطيني فايق جرادة، والمغربي الدكتور عبد الله أبو عوضة، الفيلم الفرنسي «العراق:الأطفال ضحايا الفلوجة»، لمخرجه فورا الاني. وبالنسبة لجائزة أحسن إخراج فقد عادت للفيلم الاسباني«الإنسان الالة» لمخرجيه روزي كوريلا والفانسو مورال، أما جائزة الجمهور فعادت للفيلم الفرنسي «العراق:الأطفال ضحايا الفلوجة»، كما نوهت لجنة التحكيم بثلاثة أفلام هي «الاقصى يسكن الاقصى» لمخرجه المغربي عبد الرحمان لعوان، و«صفحات منسية مكتبة مولاي زيدان» لمخرجه المغربي احمد زيدان، فضلا عن فيلم «مرمرة تحت النيران» لمخرجه التركي دافيد سيكارا. يذكر أن المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة يهدف إلى المساهمة في تنمية المدينة ثقافيا وفنيا واقتصاديا واجتماعيا، مما سيعود بالإيجاب على المنظومة الثقافية المغربية عموما والسينمائية على وجه الخصوص، واقتسام انشغالات التفكير حول الفيلم الوثائقي، وتطوير القدرات التقنية والرقمية من خلال ورشات تكوينية لفائدة شباب المدينة والإقليم والجهة، فضلا عن ممارسة ثقافة الإدماج الاجتماعي والثقافي والفني ونبذ كل مظاهر العنف والتطرف وتقديم فرصة للتحاور بثقافة الصورة والصوت وطرح القضايا الإنسانية النبيلة والمساهمة في توثيق الذاكرة الوطنية والجهوية والإقليمية والمحلية من خلال رصد محطات تاريخية واجتماعية ووطنية واقتصادية وثقافية وايكولوجية.