استياء عميق عاشه الطاقم التربوي بمدرسة الشريف الإدريسي بخنيفرة جراء تهور شخص عمد إلى استهداف أستاذة بالمؤسسة بصورة فوضوية، غير أن ما حدث لم يحرك ساكنا لدى إدارة المؤسسة، على ما يبدو، ولم تكلف نفسها حتى إشعار النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالموضوع، رغم عودة المعتدي إلى اقتحام حرمة المؤسسة بطريقة من التسيب الأعمى. والأدهى أن الجهات الأمنية التي تقدمت لديها الضحية لم تقم بأي إجراء، حسب المعنية بالأمر التي أصيبت بانهيار نفسي لعدم إنصافها ورد الاعتبار لكرامتها، مع ضرورة الإشارة إلى أن ضحية الاعتداء هي زوجة رجل تعليم اتحادي من ضحايا التوقيف التعسفي جراء إضرابات 1979 الموصوفة بسنوات القمع والرصاص. ويتعلق الأمر بالأستاذة حرية بوبريك التي استقبلت على مقاعد حجرتها الدراسية تلميذة (ت. هاجر)، وبشكل روتيني تقدمت من هذه التلميذة وسألتها عن أصلها بأسلوب صاف وجائز تربويا، ولما تغيبت عن الدراسة قام مدير المؤسسة باستفسارها ومطالبتها بإحضار ما يبرر تغيبها، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، وكم كانت مفاجأة الأستاذة كبيرة أمام رد فعل والد هذه التلميذة وهو يقتحم المؤسسة بقوة ويتجه توا نحو فصلها الدراسي في حالة هستيرية، ولما استفسرته عن طبيعة فعله، أخذ في إمطارها بوابل من عبارات السب والشتم على مرأى ومسمع من التلاميذ، بينما حاول ضربها لولا مقاومتها له وإغلاقها لباب الحجرة في وجهه. وبفناء المؤسسة استرسل في صراخه بألفاظ مهينة أمام عدد من الأساتذة، ودون أدنى احترام لنظام المؤسسة التربوية. وأكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن الأستاذة حرية بوبريك سجلت شكواها أمام مصالح الأمن لأجل فتح تحقيق في الحادث، واتخاذ الإجراءات المناسبة في حق الشخص المعتدي عليها أثناء تأدية عملها بالمدرسة، إلا أن انتظارها باء بالفشل، الأمر الذي أصابها بحالة نفسية وصحية متردية، وفور علمها بأن قضيتها لم تصل إلى مكاتب النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، بالرغم من مرور أزيد من أسبوعين، تقدمت بنفسها إلى مصلحة تدبير الحياة المدرسية بهذه المؤسسة الوصية على القطاع، حيث استعرضت ما تعرضت إليه، ولم تتخلف المصلحة النيابية المذكورة عن مباشرة اجراءاتها بدءا من الاتصال بإدارة مدرسة الشريف الإدريسي، هذه الأخيرة التي وجدت نفسها مجبرة على أخذ الموضوع بجدية، وملزمة بصياغة تقرير مفصل في حيثياته، ذلك في الوقت الذي كانت فيه ضحية الاعتداء طريحة الفراش. وقد علم أن الموضوع قيد الدرس على طاولة بعض النقابات التعليمية.