لم يكن السؤال الذي وجهته لي مقدمة برنامج «اقتصادنا حياتنا» بالقناة الثانية المصرية، سؤالا بريئا وهي تلح على استحضار الموقف المغربي من ثورة ثلاثين يونيو، كان السؤال شبيها بذلك الذي ردده الكثير من الذين التقيناهم من المصريين. قلت للزميلة التي عمقت جرح السؤال في دواخلي، وهي تستحضر شهداء تصحيح ثورة 25 يناير، أن المغاربة مع استقرار مصر ودفاعها عن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وأن المغاربة الذين لم ينقل الإعلام المخدوم وجهة نظرهم هم مغاربة ضد الظلام ومع مصر الحداثية التنويرية، وأن المغاربة الأحرار مع مصر ديمقراطية بمؤسسات قوية نحو مستقبل يعكس عمق حضارتها وتنوعها. لم يكن جوابي مقنعا ولم أكن مرتاحة لكلماتي التي تخفي مهزلة من وضعناه رئيسا لحكومتنا. كانت الزميلة مقدمة البرنامج متعطشة الى مكاشفة وحقائق حول ما يحدث في وطني من دعم مسطر وهادف لجماعة الإخوان من طرف من يريدون أن يعم السواد القلوب وعقول العباد، والرجوع الى القرون الغابرة بضرب كل المكتسبات في بناء الدولة المدنية التي تحترم أمنها الروحي، دون جعله بوابة لأغراض الذات أو الجماعة المحكومة بالفكر الواحد. راوغت الزميلة قدر المستطاع، لكن في لحظة بدت لي أنها تريد الحقيقة كي تطمئن على وطنها وعلى العلاقة مع وطني. ولحسن حظ وطني أن ملكي بعث برسالة مهنئا ثوار 30 يونيو ومعهم الدولة المصرية، قلت للمقدمة أننا مع استقرار مصر تعبيرا من أعلى سلطة في بلدي، وأن ملكي نقل للشعب المصري تهنئة الشعب المغربي، وأن القوى الحداثية الديمقراطية التنويرية ومنها حزبي رأت النور يتسلل من ميدان التحرير وأن لعبة الإخوان توضحت ، وأن مهمتهم انتهت وأن القابعين في نعيم المتاجرة بالدين أصبحوا عراة في عشية كشفت التقارير المتسللة من دول مراكز القرار، توجهاتهم في دفن كل أحلامنا في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية المبنية على تنمية الشعوب واستقرارها وسلامتها ورقيها، بتعليم سليم وصحة وسكن لائق وحرية تعبير وفكر منفتح على الآخر ومحترم لمخالفيه في الرأي والعقيدة. بدت الابتسامة تعلو محيا المقدمة، لم أتركها توجه السؤال مباشرة لتعرف موقف رئيس حكومتي من ثورة مصر التصحيحية ، قلت لها سأكون واضحة وصريحة معك، ففي وطني اختلاف في وجهات النظر حول ما حدث في مصر وهناك من رفع «شعار رابعة» وتبنى كل مواقف الإخوان ، ودافع عنها، وخرج الى الشارع للتعبير عن ذلك، وهذا من حقهم ، في حدود القوانين التي تنظم التظاهر في بلادي.