أدى إعلان وقف برنامج «البرنامج» للإعلامي الساخر باسم يوسف على قناة «سي بي سي» إلى إشعال أزمة ما تزال أصداؤها تشغل الرأي العام ومواقع التواصل الإجتماعي. فبعد إعلان القناة منع عرض «البرنامج» لحين حل ما اسمته بالمشكلات الفنية والتجارية مع منتج البرنامج ومقدمه، وذلك لعدم التزامهما بالسياسة التحريرية، فجر فنانون وإعلاميون مواقف متباينة تراوحت بين إعتبار الغاء البرنامج تقييداً للحريات الإعلامية ومطالب الثورة وبين الإساءة المتعمدة لرموز وطنية والخروج النقد البناء بإستعمال ألفاظ جنسية مباشرة. موجة من التعليقات المتباينة بعد إعلان وقف البرنامج وفور إعلان وقف البرنامج قالت الفنانة غادة عبد الرازق على تويتر: «اللهم لا شماتة». وفي حوار لها مع «سي إن إن» قالت «إنها لن تقاضي يوسف بسبب سخريته من تأييدها للفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع، في الحلقة الأولى من الموسم الجديد لبرنامجه، مشددة على عدم صحة كل الأنباء التي تدولت حول هذا الخبر». وأضافت: «رغم اعتراضي على محتوى «قلة الأدب» والخروج عن النص والإساءة المتعمدة في الحلقة والألفاظ الخارجة، إلا أنني اكتفيت بالتعليق عبر حسابي الشخصي على «تويتر»، ولم أفكر إطلاقًا في مقاضاته، كما تداولت بعض وسائل الاعلام». وأضافت: «لم أغضب بسبب ما وجهه لي باسم يوسف شخصيًا، بل بسبب الحلقة بوجه عام، فهناك مقاطع كثيرة في الحلقة تضم إهانته لإرادة جموع الشعب المصري الذي خرج في (30 يونيو)، وتصوير ما حدث على أنه انقلاب كما يدعي أعداء الوطن، فهذا ليس الوقت المناسب للسخرية ممن أنقذ مصرمن قبضة الإخوان وانصاع لإرادة الشعب، فهذا يؤدي إلى مزيد من التفرقة». أما الفنان أمير كرارة فكتب على حسابه الشخصي على «فيس بوك»:«خرفان السيسي وخرفان الأخوان فرحانين، يكفي لك يا باسم أن عمر ما حد فرح فيك غير ما يكون خروف». وكتب عمرو واكد على تويتر «لو فكرنا إن المشكلة هي إن أصحاب منابر الإعلام هم أول من لا يؤمنون بحرية الإعلام ممكن نبتدي نلاقي حلول». أحمد حلمي: لا حرية ولا يحزنون فيما علق الفنان أحمد حلمي على الحساب الشخصي على تويتر قائلا: «نزلنا ثورة وقولنا هيبقى فيه حرية والموضوع طلع عكس كدة». أما الإعلامية رولا خرسا فقد رفضت تهكم باسم على السيسي، وأيدت وقف البرنامج وكتبت على حسابها الشخصي على تويتر قائلة: «شخصيا أرى أن هذا التصرف جانبه الصواب هو يشتم السيسي أو يشتم ال«سي بي سي لا»؟ الاتنين مرفوضين.. بس خطأ إن القرار يكون عند شتيمة القناة.. لان اللي مش عارف الكواليس حيقولك الجيش هو اللي منع». أما الإعلامي عمرو أديب فكتب «انا ضد إغلاق برنامج باسم وضد إغلاق أي برنامج حتى لو كان الشيف شربيني.. لقد شربت من نفس الكأس من قبل واعرف بالضبط معنى المنع». وقالت الإعلامية لميس الحديدي، مقدمة برنامج «هنا العاصمة»، على قناة «سي بي سي»، إن إعلاميي القناة يدركون أن الأسباب التي دعت محمد الأمين، رئيس مجلس الإدارة، لإيقاف البرنامج لا علاقة لها بضغوط سياسية. وأوضح الإعلاميون العاملون بالقناة أنهم اجتمعوا مع المهندس محمد الأمين لتقريب وجهات النظر بين الأطراف، وأنهم يحاولون إقناعه أن يذيع الحلقة، موضحين أن الأمين أكد أن إلغاء البرنامج لم يأتِ تحت أي ضغوط. من جهته، حرص الفنان عادل إمام على مهاتفة يوسف عقب منع «إذاعة حلقة الجمعة، وأكد أنه خاطبه أيضاً عقب الحلقة الماضية قائلاً له «ملكش دعوة بالرموز الوطنية»». وأضاف خلال تصريحاته ل«اليوم السابع»، قائلا «بصراحة الناس ما صدقت لقت رمز تلتف حوله وتسير وراءه، ولا يجب الانتقاص من قدر هذه الرموز». أصالة: لا وجود للحرية في أوطاننا وقالت الفنانة السورية أصالة «لا وجود للحرية في أوطاننا وهي مجرد حلم وستبقى إلى أن نغير ما بنفوسنا المستعبدة»! أما«الفنان هاني شاكر فقال إن الحلقة الأخيرة من برنامج باسم سقطة كبيرة في تاريخه، مشيرًا إلى أنه كان يتوقع أن يعتذر باسم للشعب المصري، بعد ردود الفعل التي أعقبت عرض الحلقة السابقة. وأضاف شاكر ل«المصري اليوم»: «لا شك أن «باسم» ناجح وموهوب، وسوف نتقبل منه أن ينتقد أداء الحكومة، أو ينتقد «الإخوان»، لأنهم ما زالوا يمارسون الأساليب نفسها، لكن أن يدس السم في العسل، ويوجه عبارات مثل أن ما حدث في مصر انقلاب، وليس ثورة فهذا مرفوض». واختتم: «لا يصلح أن يقدم «باسم» الشعب المصري بهذا الشكل المهين من خلال رجل يتحدث بخلاعة، لكني فوجئت بوقف البرنامج، وفي المقابل أيضا أثق في محمد الأمين جدا، وأحترمه، وقد تكون الحلقة الممنوعة من العرض بها الأخطاء نفسها، التي ارتكبها في الحلقة السابقة». عزت العلايلي: ايحاءات جنسية مرفوضة من جهته،«أكد الفنان عزت العلايلي، أنه مع وقف البرنامج طالما خرج مقدمه عن النقد البناء، موضحاً أن حلقته الماضية تضمنت ألفاظاً جنسية مباشرة وصريحة لا يجوز أن تدخل البيوت المصرية. وقال العلايلي ل«اليوم السابع»، «ندرك جيداً أن باسم استطاع تحقيق نجاحات كثيرة خلال برنامجه، ولكن لا بد أن يدرك أن استمرار النجاح لن يأتي بمزيد من الألفاظ والإيحاءات الجنسية الصريحة». من جانبه أكد مصطفى بكري الكاتب الصحفي، إن قرار قناة ال «سي بي سي» «بوقف البرنامج هو الرد الطبيعي على الإساءة المُتَعَمدة لقيم المجتمع ورموزه، واصفًا إياه ب«الأراجوز»، الذي لا يعرف حدود الحرية والمسؤولية. وأضاف بكري، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «لقد ثار المصريون على باسم يوسف لتعمده الإساءة لرموز شريفة وللوطن وتصوير مصر وشعبها العظيم، ووصفهم بصفات تعمد فيها الإساءة»، مشيرًا إلى أن الكثيرين التفوا حوله عندما سخر من مرسي، ولكنهم أعلنوا غضبتهم عليه عندما تعمد الإساءة للفريق السيسي وللمؤسسة العسكرية. «سي بي سي»: وقف البرنامج حتى تحل المشاكل وكانت قناة «سي بي سي» قد منعت عرض برنامج «البرنامج» بدعوى أن محتوى الحلقة، التي كان من المقرر إذاعتها مساء الجمعة، يخالف سياسة الفضائية الخاصة، والتي تعرضت لانتقادات حادة في أعقاب عرض أولى حلقات الموسم الجديد قبل أسبوع، «إضافة إلى عدم التزام منتج البرنامج بتسليم أعداد الحلقات المتفق عليها السنة الأولى رغم استلامه بالكامل لتلك المبالغ وإصراره على حصوله على مبالغ مالية إضافية كشرط لإنتاج حلقات جديدة، مما يمثل إخلالا بشروط العقد الموقع بين الأطراف». وأعلنت قناة «سي بي سي» قرارها في بيان لم يوضح كيفية انتهاك الحلقة للسياسة التحريرية، لكنه أضاف أن برنامج السخرية السياسية سيظل متوقفا حتى حل المشكلات. وخلال الجلسة التي جمعت بين باسم يوسف وجمهور حلقته التي تم منع إذاعتها، الأربعاء الماضي، وذلك عندما استخدم أسلوب برامج «Life Show»الأجنبية، طالب جمهوره بعد ختام الحلقة بعدم الانصراف وفتح باب النقاش معه وطرح الأسئلة حول استفساراتهم بشأن مصير «البرنامج»، بحسب ما ذكرت صحيفة ?المصري اليوم». وقال يوسف«إنه لا يميل إلى العمل من خارج مصر ولا العمل في أي قناة عربية، حتى لا يُتهم بأنه يهاجم مصر من خارج حدودها»، مؤكداً لجمهور حلقته التي تم منع إذاعتها بعد انتهاء فقرات البرنامج في حديث قصير، أنه يتمنى ألا يُسجن وذلك بقوله: «أكيد مش عايز أتحبس»، لافتاً إلى أن مصر ليست بهذا الضعف حتى يؤثر فيها برنامج تلفزيوني. باسم يوسف: ازدواجية الثوابت الوطنية والعائلية وتطرق باسم إلى بيان «سي بي سي» قائلاً: «البيان به الكثير من الازدواجية في مضمونه في ما يخصّ الثوابت الوطنية والعائلية، فقد سبق وعرضت القناة في رمضان الماضي مسلسلاً متخماً بالإيحاءات الجنسية للفنانة غادة عبدالرازق، لكن يبدو أن القناة لم تشاهد المسلسل، أما في ما يخصّ الثوابت الوطنية فقد منعت القناة المسلسلات التركية بسبب الموقف التركي المُعادي لمصر، بعد سقوط حكم الإخوان، ثم قررت بثها مرة أخرى، رغم عدم تغيّر الموقف التركي». يأتي هذا بعد أسبوع من تناول برنامجه «البرنامج» بشكل ساخر لمؤسسة الجيش في مصر ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، الذي عزل الرئيس محمد مرسي في يوليوز بعد احتجاجات شعبية ضد حكمه.