ولد المانوزي الحسين بن علي (الملقب أبوعلي) يوم 11 مارس 1943 بإحدى القرى بدوار أيت لحسن . الحسين من طفل يوزع المناشير ضد السلطات الإستعمارية ، ويحمل السلاح على دراجته الهوائية بأمر من عمه المقاوم سعيد المانوزي إلى مناضل في صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية (الاتحاد الاشتراكي حاليا) ، كان تلميذا مجتهدا في دراسته ، تابع دراسته الإبتدائية بمدرسة ?القبة? بالمدينة القديمة بالدارالبيضاء ، وفي نفس الوقت كان يساعد والده في التجارة . كان منخرطا في منظمة الكشفية الحسنية منذ أن كان طفلا صغيرا . التحق الحسين سنة 1960 وعمره لايتجاوز 17 سنة بمدرسة الطيران التابعة للخطوط الجوية الملكية ، وكان من أول أفواجها وقد تدرج في أقسامها حتى سنة 1964 ، حصل منها على شهادة تقني ميكانيك الطيران وعلى شهادة ثانية في الإتصال اللاسلكي ، سافر إلى بلجيكا حيث تابع دراسته في نفس التخصص ، وفي نفس الوقت كان موظفا بشركة الطيران البلجيكية ?سابينا? التي قضى بها سنتين ، حصل على ديبلوم ميكانيكي تقني طيران وفي تقنيات الإتصال سنة 1965 . ثم انخرط في جمعية الطلبة المسلمين بشمال إفريقيا ، حيث كان مسؤولا ضمن فرعها ببلجيكا . ثم أيضا اشتغل في العمل النقابي للدفاع عن حقوق العمال المغاربة ، توجه الحسين سنة 1966 إلى ليبيا واشتغل في شركة الخطوط الليبية ?لينير? لمدة سنتين ليعود سنة 1968 إلى المغرب ، وتعرض للإعتقال والتعذيب وذلك سنة 1970 ضمن 18 فردا من عائلة آل المانوزي ، وعددا كبيرا من المناضلين الاتحاديين انتهت بمحاكمة مراكش التي خلصت إلى خمسة أحكام بالإعدام في حق كل من الحسين المانوزي (غيابيا حيث عاد إلى فرنسا ) ، سعيد بونعيلات ، وأوجار ، الفقيه البصري ، الفكيكي ، عبد الفتاح سباطة ... الحسين المانوزي مهنته مهندس ميكانيكي . حكم عليه أثناء محاكمة مراكش الكبرى بتاريخ 14 يونيو 1971 رفقة 192 من المعتقلين السياسيين ، حيث صدر حكم الإعدام في حقه غيابيا بتهمة الإعتداء على النظام لإقامة نظام آخر مكانه ، والمس بالأمن الداخلي للدولة ومحاولة القتل العمد مع سبق الإصرار ، وجريمة عدم التبليغ . اعتقل من قبل المخابرات المغربية بتونس في 29 أكتوبر 1972 ، وتم نقله بشكل سري إلى الرباط ، كان المانوزي ناشطا بجمعيات الهجرة المغربية في بلجيكا ، وعضو نشيط في حزب القوات الشعبية ، وقد استطاع الفرار من معتقله السري دار المقري (pf3) بالرباط في 12 يوليوز 1975 رفقة سبعة أشخاص آخرين من بينهم 4 عسكريين لهم علاقة بأحداث الصخيرات والإخوة بوريكات ، وقد أذاعت وسائل الإعلام الوطنية والدولية هذا الخبر في حينه مع التعتيم على الهاربين من المدنيين ، وبتاريخ 13 يوليوز داهمت قوات الأمن منزل والده وظلت معسكرة به إلى غاية صباح يوم 20 من نفس الشهر ، وحسب العائلة فقد تم اعتقال المانوزي بتاريخ 19 يوليوز 1975 من طرف الدرك الملكي بأحد مراكز المراقبة القريبة من عين عودة صحبة المقدم ? الحسن همة? الذي كان يردفه على دراجته النارية من نوع موبيليت حمراء . بتاريخ 15 أكتوبر 1998 أعلن المجلس الإستشاري لحقوق الإنسان عبرلائحة 112 مختفيا ، و تم الإعتراف بتعرض الحسين المانوزي إلى الإختطاف القسري ، ووفاته رهن الإعتقال ، وبتاريخ 21 أكتوبر 2001 تسلمت العائلة من الدولة وثيقة طبية شرعية (حسب العائلة أنها مزورة) تؤكد وفاته بتاريخ 17 يوليوز 1975 . إلا أن والد الحسين ، المناضل علي المانوزي صرح بأن إبنه حي يرزق مادام لم يتم إثبات العكس ، ومادام لم يتعرف على حقيقة أمره ومكان احتجازه والمسؤولين عن اختطافه ويضيف «لانريد إلا الحقيقة ، كل الحقيقة » . علي المانوزي هو شقيق الكومندار إبراهيم المانوزي أحد القادة البارزين لجيش التحرير الذي أتى به شقيقه من البلدة إلى الدارالبيضاء وأدخله إلى المدرسة حيث كان تلميذا عند الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي ثم أكمل دراسته بفرنسا ، وعاد إلى مدينة تطوان حيث أصبح فيما بعد قائد لجيش التحرير ، والتحق إبراهيم بالجيش الملكي برتبة -ليوتنون- ثم ارتقى إلى رتبة قبطان وبعد أحداث انقلاب الصخيرات اعتقل يوم الإنقلاب و تم إعدامه في يوليوز 1971 بدون محاكمة ، ويعتبرعلي المانوزي خال الشاب بالقاسم المجاهد الذي توفي تحت التعذيب بمركز درب مولاي الشريف في شتنبر 1970 .