ينعقد يوم 10 نونبر المقبل الجمع العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بهدف انتخاب مكتب مسير جديد لها بطريقة جديدة أيضا وذلك عبر اللائحة، عبد المالك أبرون واحد من الوجوه الأساسية والمهمة في لائحة فوزي لقجع المتنافسة على الفوز بتدبير شؤون الجامعة، في هذا الحوار الخاص يكشف بعض أسرار التوافقات والبرامج المحتملة من طرف لائحته، وما الذي يمكن أن يحمله برنامجهم من أولويات ومستجدات. { البعض يرى إقدامكم على الترشح للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مفاجأة ضمن واحدة من اللائحتين المقدمتين، ما تفسيركم لذلك وأنتم الذين بقيتم بعيدين كل البعد عن هذا السجال؟ الأمر ليس مفاجأة في الحقيقة، فهذا حق مشروع لجميع الممارسين للشأن الرياضي ولمن يرون في أنفسهم الأهلية والقدرة على تقديم شيء جديد للرياضة المغربية ولكرة القدم بالضبط. لذلك فكرت في الترشح ضمن لائحة من اللوائح المقدمة بعد اقتناعي التام بكوني قادر على أن أكون قيمة مضافة ضمن المكتب الجامعي المقبل، في حال فوز لائحتنا. لست من الذين تعجبهم المناصب ولا «الإيتيكيت» إنني كما يعلم الجميع، رجل الميدان وأعرف جيدا ما يجب عمله وما الذي لا يجب فعله، أعتقد أن ترشيحي و انضمامي للائحة لقجع نابع أساسا من قناعتي بمشروع فوزي لقجع، والذي يريد فعلا خدمة كرة القدم في هذا البلد وتطوير آداء الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لذلك فإني أرى أن الوقت مناسب لترشحي بعد خبرة لا بأس بها في تدبير الشأن الرياضي لواحد من أكبر الفرق المغربية، المغرب التطواني الذي أصبح فعلا ظاهرة استثنائية بفعل التدبير الجيد لشؤونه. { تم تأجيل الجمع العام على خلفية الطعون المقدمة بخصوص بعض الأسماء الواردة ضمن اللائحتين المتنافستين، ماهو تعليقكم على ذلك ؟ في اعتقادي فإن هذا التأجيل لايخدم كرة القدم الوطنية، بحكم ان هناك مجموعة من الاستحقاقات التي ينبغي التحضير لها، وإنجاحها خاصة منها كأس العالم للأندية وكذا كأس إفريقيا، وإعداد فريق وطني في المستوى، لذلك فهذا التأجيل في غير محله ولا معنى له، خاصة وأنه سبقه تأجيل آخر دون معرفة سببه، واليوم كان كل شيء مهيأ له لنفاجأ في آخر لحظة بهذا التاجيل، ونخاف أن يكون هناك خلفية مدبر لها أو هناك من يلعب في الخفاء، فإذا كان التأجيل مبني على الطعون، فالمسألة يمكن تفهمها وتداركها، لكن أن تكون هناك أشياء غير واضحة وغير معروفة، فهذا مسيء لكرة القدم المغربية ولجامعتها، ولا يخدم مستقبلها ولا حاضرها، وبالتالي سيكون هناك مشاكل نحن في غنى عنها في الوقت الراهن. { اخترتم الترشح ضمن لائحة فوزي لقجع، والتي تضم زيضا أسماء وازنة في المجال الكروي ببلادنا، لماذا هذا الإختيار بالضبط، أي لماذا هاته لائحة لقجع دون الأخرى؟ ليس هناك إلا لائحتين فقط، وأنا اخترت واحدة منهما، وهي لائحة الصديق والأخ فوزي لقجع، الذي أعتبره رجل المرحلة و قادرا على إخراج الكرة الوطنية من كبوتها حيث يعتمد برامجه على قواعد مادية ملموسة تساير طموحات الكرة المغربية، هذا إذا أضفنا أعضاء المشكلين للائحة التي تضم أشخاصا مشهود لهم بالكفاءة و النزاهة و كذا التجربة الغنية التي راكموها من مختلف المواقع، كما أن الأفكار التي يحملونها هي أفكار غنية بالمشاريع و البرامج القابلة للتنفيذ، الأمر هنا لا علاقة للصداقة والمجاملة، لكني اقتنعت أن برنامج فوزي لقجع ولائحته التي أنتمي لها هي الأقرب لتصوري ولأفكاري التي أحملها، وأعتزم تنفيذها، ليس وحدي بطبيعة الحال، إننا نتشارك في الكثير من الأمور والأفكار، لذلك سهل علينا التوافق وإعداد لائحة فعلا بأسماء كبيرة، ونحن لا نتفاخر، فكلا اللائحتين تضمان أسماء لشخصيات رياضية بوطننا، ولهم باعهم وتجربتهم، لكن لكل خياراته وأولوياته ونظرته لتطبيق أو تنفيذ هاته الأولويات. فقد ناقشنا طويلا وتجادلنا أيضا قبل أن نصل لتوافق حول لائحتنا وحول تشكيلتها، ونعتقد أننا نتقارب في الكثير، وستكون هناك المناسبة سانحة وكافية لمزيد من التقارب والتفاهم فيما بيننا في حال أقنعنا الناخبين للثقة في لائحتنا ومنحونا ثقتهم، فليكونوا متأكدين أنها لائحة حقيقية للتغيير وللتحول الجذري للكرة المغربية. { هل يمكن اعتبار جملتك الأخيرة هاته حملة انتخابية للائحتكم، أم أن البرنامج الذي تتضمنه فعلا برنامج متكامل وورقة عمل حقيقية ستنجز على أرض الواقع؟ أنا لا علاقة لي بالإنتخابات والحملات الإنتخابية، ولست من النجباء في هذا النوع من الحملات، لكني دائما أقول «اللي فقلبي على طرف لساني»، لا أعرف المجاملات كثيرا لكوني عملي أولا وأخيرا، فما قمنا به في سبيل فريقنا المغرب التطواني لا يمكن تصوره، وهنا لا أجامل نفسي، وهي تجربة مهمة يمكن اعتمادها أيضا على مستوى الجامعة، فريق صغير صاعد للتو لمجموعة الكبار بإمكانيات بسيطة جدا وبنيات تحتية منعدمة، بعد أقل من ثلاث سنوات يصبح من كبار الفرق وبعد سبع سنوات يحصل على أول بطولة احترافية، وببنيات تحتية تضاهي أعتى الفرق رغم قلتها، ومستوى رائع لأبناء الفريق القادمين من مدارسه المنتشرة.. كل هذا يمكن أن يكون «خارطة طريق» ، فبرنامج فوزي لقجع يتضمن تصورا كبيرا لتطوير الكرة المغربية على مختلف المستويات، ابتداء من المنتخب الوطني الذي سنسعى ليكون في المستوى لكونه مرآة بلادنا ومرآة عملنا كجامعة. لكن، لا أخفيكم وأريد أن أقدم توضيحا للكثيرين من هاته اللحظة، الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لا تعني المنتخب المغربي فقط، فالكثيرون يحصرون عمل الجامعة في عطاءات المنتخب، إذا كانت عطاءاته جيدة فالدار بخير، إذا كانت عطاءاته سيئة فكل شيء سيء.. الجامعة لها مهام كثيرة وكبيرة، وسنعمل على إبراز هذا الدور حتى لا تبقى هاته النظرة المحصورة جدا، هناك مشاريع و برامج كثيرة نود أن نطبقها و تهم مجموعة من المحاور الكبرى لتطوير مستوى التكوين الذي يهم الأطر و الحكام الإدارة و الطواقم التقنية وتأهيلها لتكون قادرة على تدبير أمورها، هناك أيضا البنيات التحتية الأساسية الرياضية و مراكز التكوين فضلا عن عملية إصلاح بعض الملاعب التي تظل نقط سوداء و معرقلة للتطوير و التحديث، وهناك أيضا القوانين والتنظيمات القادرة على تطوير كرتنا وتأهيل فرقها وغيرها. فضلا عن توفير الدعم الكامل لقسم الهواة من إمكانيات مالية و برمجة و غيرها من الامور التي سوف ترفع من مردوديته .كما ان القسم الوطني الثاني محتاج للعديد من التدخلات من أجل توفير بنيات تحتية ملائمة له و الرفع من الدعم المالي المخصص له مع القيام بعملية إصلاح الملاعب و حماية اللاعبين .كما يتضمن مشروع لقجع النهوض بالإدارة الوطنية عبر الانفتاح على خبراء و إخصائيين من الميدان قصد صياغة دراسة معمقة تروم عقلنتها و الرفع من شأنها، طبعا من داخل هذا البرنامج هناك أولويات سوف ننكب عليها و تخص العصبة الاحترافية التي نتوفر على تصور دقيق وواضح لها و الذي سيمكنها من القيام بعملها في ظروف جد مهنية و احترافية، هناك المنتخب الوطني المغربي المقبل على كأس إفريقيا الذي سينظم ببلادنا، و هناك كذلك كأس العالم للأندية الذي علينا إنجاحه لكون نجاحه هو نجاح للمغرب و لأطره و فعالياته الرياضية. على كل، برنامج فوزي لقجع برنامج متكامل سنحاول تنفيذه على مدى معين، سنشتغل بالأهداف وبالمدة المحددة له..كما لا أخفي عليكم أن الطريق إلى تنفيذ هذا البرامج لن تكون مفروشة بالورود، بل هناك من سيضع لنا العراقيل و المشاكل و نحن واعون بذلك و لنا ما يكفي من الإرادة و المسؤولية لتحقيق كل من يصبو إليه الجميع . { هل ترون أن لائحة لقجع هي بديل عن السابقين وأنه بالامكان تجاوز العوائق والمشاكل التي عاشتها الجامعة من قبل ؟ لائحتنا ليست بديلا ولا نحمل عصا سحرية، أول لابد من معرفة أن الجامعة مؤسسة، وأن المؤسسة من أساسياتها الإستمرارية، لذلك فنحن استمرارية لمؤسسة، فعلا نحمل شعارات التغيير والتعديل، لكن هذا لا يطعن في من سبقنا من زملائنا وأصدقائنا، الذين نحترمهم ونقدر لهم ما قاموا به من أعمال ومجهودات، فلكل ذي حق حقه ولا يمكن أن نضرب كل ما فعلوه عرض الحائط. بطبيعة الحال لدينا وجهات نظرنا وأفكارنا في تدبير الأمور، فقد كنا في موقع المتفرج ومكننا ذلك من من معرفة مواقع الخلل ومكامن الأخطاء التي ارتكبت، لذلك سنكون مستعدين لتجاوز تلك الأخطاء والثغرات لنبني وضعا جديدا يمكن أن يطور آداء الجامعة وأن يخرجها من زاويتها المحدودة، فهي كيان كبير على عاتقه مجموعة مسؤوليات، وعلى رأسها تطوير وتأهيل كرة القدم ببلادنا سواء تعلق الأمر بالمنتخب الوطني الأول، أو باقي المنتخبات الوطنية، والأندية الوطنية المختلفة وترسانة القوانين والأنظمة والتكوين والتأهيل والبنيات التحتية وغيرها. وكل هذا بطبيعة يصب في اتجاه تكوين منتخب وطني قوي قادر على استعادة الامجاد. { هل ترون أن طريقة الإنتخاب الحالية إيجابية، وهل هناك دعم للائحة على حساب أخرى؟ الحمد لله المغرب بلد ديموقراطي وتطوير الديموقراطية على مستوى الجامعات والأندية هو الذي سيطور الرياضة المغربية، لذلك أعتقد أن طريقة الإنتخاب الحالية جيدة ومهمة ويمكنها أن تقدم أطرا وكفاءات متقاربة ومتفاهمة فيما بينها، سواء تعلق الأمر بلائحتنا أو باللائحة المنافسة، أما بخصوص دعم هاته اللائحة على حساب أخرى، فلا أعتقد أن هناك دعما كما يعرفه البعض الدعم الذي نتحدث عنه هو الدعم المعنوي من لدن الفرق والهيئة الناخبة والمجتمع المدني والفرق الرياضية، حتى لا يذهب فكر واعتقاد البعض أبعد مما يمكن تصوره، فعندما نقول إن لائحة فوزي لقجع مدعومة فهي فعلا مدعومة لكن من طرف رياضيين عارفين بشؤون الكرة المغربية، من طرف جمعيات مدنية رياضية بدورها ومن طرف بعض الشخصيات والفعاليات المهتمة بالشأن الرياضي، وهذا كله ليس له تأثير على إرادة الناخبين، إنه دعم لنا من طرف جهات ليست لها سلطة ولا قرار فوقي، ونحن فخورون بهذا الدعم. وزمن التعليمات والدعم الذي يعتقده البعض قد ولى ولم يعد له مكان حاليا... الختام أتمنى أن تمر الأمور في روح رياضية عالية، والرابح الكبير الذي سيكون بعد هاته التجربة هو كرة القدم المغربية، وأتمنى التوفيق للجميع ليس فقط لكوني مرشحا في لائحة سأكون ضد رفاقي وزملائي في اللائحة الاخرى، فمناي هو تطور الكرة المغربية ونجاح هاته الملحمة الكروية الديمقراطية التي نتمنى أن تترجم يوم الجمع العام إن شاء الله.