عادت أجواء الإحتقان أمس إلى مدينة العيون, بعد المواجهات العنيفة التي شهدتها يوم السبت , وعلم من مصادر مطلعة بسقوط ضحايا جدد في صفوف رجال الأمن, حيث خلفت المواجهات العنيفة التي قادتها عناصر انفصاليي الداخل 74 ضحية في صفوف القوات العمومية موزعة بين أفراد القوات المساعدة ورجال الأمن، وكذا خسائر جسيمة في المؤسسات العامة والخاصة, حيث أفادت مصادر من المدينة بأن المقاطعة الحضرية 15 تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة رشقها بالحجارة وقنابل المولوتوف المصنعة محليا, كما أصيب في المواجهات 12 مدنيا ضمنهم امرأة أصيبت بكسر في الكتف نتيجة سقوطها أرضا. وكشفت مصادرنا أن أياد خارجية دعمت الانفصاليين بالمال, حيث تم تجنيد الأطفال مقابل مبالغ مالية تراوحت بين 100 و 200 درهم , مشددة على أن التمويل يتم عبر اسبانيا وموريتانيا ومصدره الجزائر , حيث كشفت السلطات ان اليوليساريو سربت ازيد من 25 الف علم من اجل رفعها في المدينة، كما تم التمترس خلف عدد من النساء في محاولة للظهور بمظهر الضحية, خاصة وان التوقيت كان يتزامن مع زيارة المبعوث الاممي كريستوفر روس للمدينة، وأكدت مصادرنا أن روس ظل طيلة اليوم بمقر البعثة الأممية ولم يغادره إلا مساء, حيث أجرى لقاء مع عامل الإقليم ونظم له حفل عشاء خاص ولم يقم بأية جولة في المدينة,كما كان يتوقع مساندو الانفصاليين الذين كانوا يسعون لاستعراض قوتهم أمامه، بل إن روس رفض استقبال إبراهيم دحان الذي كان مرفوقا بالانفصالية جيمي الغالية بدعوى تعرضها للضرب, وحسب مصادر من داخل مقر بعثة المينورسو, فإن الممثل الدائم للأمم المتحدة هو من استقبل الانفصاليين، وابلغهم تعذر لقاء روس الذي أفادت مصادرنا بأنه أشار بالقول بأنه في مهمة سياسية بحثا عن حل سياسي غير مخول له لقاءات من مثل هذا النوع ,وهو ما لم يرق للانفصاليين الذين كانوا يبحثون عن استغلال وتوظيف مثل هكذا لقاء لو تم لإغراض دعائية. وأغلق الانفصاليون عددا من المناطق بإحراق الإطارات المطاطية والحجارة واستعمال متاريس من أكوام الحجارة والأجور وغيرها من المواد التي تم إعدادها منذ أيام لهذا الغرض، إضافة إلى السيارات رباعية الدفع التي تستعمل في تهريب المواد الطاقية ومواد غذائية متنوعة تستفيد من الدعم العمومي , حيث شددت السلطات قبضتها على المهربين من اجل أن يصل الدعم إلى مستحقيه من ساكنة الصحراء. وتركزت الأحداث في مناطق حي معطا الله وشوارع المامون والسمارة ومزوار, كما تم إغلاق شارع القدس بالسيارات من الحجم الكبير وتكسير عدد من الواجهات لمحلات تجارية, كما خلقت حالة من الرعب وسط السكان الوحدويين, حيث أفاد مصدر مطلع بأن السلطات العمومية وجدت صعوبة في إقناع الوحدويين من عدم الانسياق أو رد حتى لا تخرج الأمور عن نطاق السيطرة, حيث آدت الاستفزازات التي يمارسها الانفصاليون إلى حالة من الاحتقان والإدانة, خاصة في ظل التعاطف مع رجال الأمن والقوات المساعدة وكافة رجال السلطة الذين تساقطوا وهم يدافعون عن الأمن العام والخاص وحماية المواطنين، حيث استعملت القوات العمومية خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع في نطاق محدود جدا رغم استهدافها بالماء الساخن والقنابل والحجارة. وعلمت الجريدة من مصدر مطلع أن روس غادر صبيحة أمس على الساعة السابعة صباحا مدينة العيون في أول زيارة لمدينة السمارة مخفورا من طرف الدرك الملكي في ظل تواتر أنباء عن استعدادات للانفصاليين من اجل خلق جو من الهلع وإثارة إنباء كاذبة بأن مواجهات أمس خلفت قتلى وجرحى بأعداد كبيرة من اجل ترويع المواطنين ودفعهم للخوف, كما سيجري الدفع بأعداد من الأطفال للاحتجاج كما جرى بالعيون أول أمس السبت .وحسب جدول الأعمال المعلن سيعود روس لمدينة العيون في المساء على أن يغادرها الاثنين في جولة للمنطقة تتوخى البحث عن حل سياسي في أفق إعداد تقرير لمجلس الأمن .