قالت الباحثة حكيمة الحطري، التي فازت مؤخرا بجائزة المرأة العربية في العلوم الاجتماعية لعام 2013، إنها حرصت في دراستها المتوجة بالجائزة، كما في العديد من أبحاثها، على تقديم نماذج لنساء رائدات واقتراح آليات عملية من أجل تغيير الصورة النمطية السلبية عن المرأة المسلمة لدى المجتمعات الغربية. وأوضحت الحطري، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة تتويجها بهذه الجائزة التي تمنحها منظمة المرأة العربية عن كتابها «سبل تفعيل دور الكفاءات النسوية المسلمة خارج العالم الإسلامي في تغيير الصورة النمطية عن المرأة المسلمة»، أن هذا الكتاب يسعى إلى طرح بعض الحلول العلمية والعملية لتغيير صورة المرأة المسلمة في الغرب، من خلال قسمين رئيسيين، يتناول الأول الصورة النمطية للمرأة المسلمة، ومجالات بروزها خارج العالم الإسلامي، فيما يتعرض الآخر لطبيعة الأدوار المعتمدة من طرف الكفاءات النسائية المسلمة لتغيير هذه الصورة النمطية، مع ذكر الآليات التي ينبغي الاستعانة بها في هذا المجال. وأضافت أن الغرب وإعلامه حرصا على إظهار صورة مشوهة عن المرأة المسلمة، مشيرة، في هذا الصدد، إلى قضية الحجاب التي تعد من أكثر القضايا إثارة في الإعلام الغربي، ما أعانه على تحقيق غاياته في تشويه صورة الإسلام الحقيقية، وبالتالي إبعاده عن دائرة الديانات والتشريعات التي تحترم الإنسان وتسعى إلى ضمان كرامته وحقوقه. وأشارت إلى أن الكفاءات النسائية المسلمة اقتحمت مجالات عديدة فكرية وثقافية وسياسية وعلمية واقتصادية واجتماعية، حيث سجلت المرأة المسلمة حضورا متواصلا ومتميزا يلفت الانتباه إلى أفكارها ومواقفها، وظهرت كتابات نسائية متميزة تؤكد على أن الكفاءات النسائية المسلمة في الغرب تعمل بكل ما أوتيت من جهد لتلميع صورة المرأة المسلمة خارج العالم الإسلامي، كما تظهر جهودها في الحضور المكثف في الملتقيات الدولية إما بالمشاركة أو بالتنظيم، وكذا في عقد اللقاءات الحوارية والخطابات الدعوية، وإنشاء مراكز للبحوث والدراسات. وأضافت أنها استحضرت في كتابها، الذي صدر عن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، ويقع في مائة صفحة من الحجم المتوسط، نماذج لشخصيات نسائية رائدة في شتى العلوم والمجالات تأكيدا على أن الإسلام بوأ المرأة مكانتها الرفيعة واللائقة بها وأفسح لها نطاقا واسعا للتعبير عن طموحاتها في كسب العلم ونشره. ودعت الباحثة المغربية إلى العمل ضمن استراتيجية موسعة تهدف إلى تصحيح الصورة النمطية للمرأة المسلمة خارج العالم الإسلامي، وذلك بالاعتماد على وسائل وأساليب موضوعية دقيقة ومركزة تنطلق من خلالها الكفاءات النسائية المسلمة لتوجيه عملها نحو إحداث تغييرات نوعية وكمية تفضي إلى إزالة التنميط عن المرأة المسلمة في الغرب، وتؤدي بالتالي إلى تقديم الإسلام الذي جاء رحمة للعالمين كمخلص حقيقي للبشرية، وكمنقذ وباعث لعزة وكرامة الإنسان. من ناحية أخرى، اعتبرت الحطري أن قيمة هذه الجائزة التي توجت بها رفقة الباحثة المغربية أسماء المرابط، ليست مادية بقدر ما هي معنوية، مشيرة إلى الصعوبات التي تواجه البحث العلمي في الحصول على الحقائق، خاصة إذا كانت ذات طابع ميداني تستوجب الحصول على معلومات لصيقة بالواقع. وتمنح منظمة المرأة العربية هذه الجائزة مرة كل ثلاث سنوات لأجود عمل يترجم بطريقة بحثية أكاديمية قائمة على التوثيق ورد الحقائق إلى مصادرها الأصلية في قضية من قضايا المرأة العربية المسلمة. وتسعى المنظمة من خلال ذلك إلى تشجيع المرأة العربية على إبراز قدراتها وتحفيزها على مشاركتها في التنمية على جميع الأصعدة. وحكيمة الحطري أستاذة جامعية باحثة، خبيرة دولية في قانون الأسرة والنوع الاجتماعي وخبيرة خارجية متعاونة مع منظمة الإيسيسكو. كما ترأس عدة مراكز بحثية منها مركز الدراسات والأبحاث في قضايا الأسرة والمرأة بفاس، وهي عضو اللجنة العلمية المكلفة بإحداث المجلس الاستشاري للأسرة والطفولة بالمملكة. ولحكيمة الحطري عدة مؤلفات منها كتاب «أحكام الأسرة في الفقه الإسلامي ومدونة الأسرة المغربية» و«قضاء الأسرة المغربي» و«السياسة الشرعية والنظم السياسية الإسلامية»، فضلا عن عدة دراسات حول «دور هيئات المجتمع المدني في التصدي لظاهرة أطفال الشوارع»، بتكليف من الإيسيسكو، و«كفالة الأطفال المهملين بين الضوابط القانونية والواقع المعيش .. دار الأطفال الوفاء بفاس».