أكدت الباحثة أسماء المرابط، التي توجت مؤخرا بجائزة المرأة العربية في العلوم الاجتماعية لعام 2013، أن إشكالية المساواة بين الجنسين في الإسلام توجد في التأويلات والتفسيرات الفقهية وليس في النص القرآني. وأوضحت المرابط، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة تتويجها بهذه الجائزة، التي تمنحها منظمة المرأة العربية، عن كتابها الصادر باللغة الفرنسية تحت عنوان «النساء والرجال في القرآن : أي مساواة ؟»، أنه في التاريخ الإسلامي وقعت تراكمات لتأويلات مختلفة وأحكام فقهية دعمها منذ عقود فقهاء، إلى درجة أنها «أصبحت مرجعا أوليا يسبق النص القرآني، وتتحول بذلك إلى أحكام دينية راسخة». وأضافت أنها حاولت في هذا الكتاب، الذي صدر عن داري النشر «البراق» في فرنسا و»لاكروازي دي شومان» في المغرب عام 2012، تقديم قراءة سياقية وشمولية للقرآن والتفاسير لتبين أن «التفاسير والقراءات الذكورية هي التي أفرزت هذه الصورة النمطية عن الإسلام». وتدعو المرابط القارئ من خلال هذا الكتاب، الذي يقع في 240 صفحة، إلى التفكير في جوهر الرسالة الروحية للإسلام فيما يتعلق بالعلاقات الإنسانية كما جاءت بها النصوص الشرعية الإسلامية، محاولة «فك رموز» و»استيعاب» بعض المفاهيم القرآنية التي تؤيد المساواة بين الرجال والنساء. وتعتمد في هذا التحليل على القرآن، الذي «حرر الرجل والمرأة «وكذا السنة، كما لم تغفل معطيات أخرى اجتماعية وسياسية وثقافية عرفها التاريخ في ذلك العصر. وقالت، في هذا الصدد، «أعطي في كتابي أهمية لمفهوم أصبح مغيبا هو المرأة كإنسان قبل كل شيء، فالخطاب الديني يخاطب الرجل كأنه الإطار المرجعي، ونغفل أن الإنسان في القرآن، أو بني آدم هو الذكر والأنثى». من ناحية أخرى، أعربت الباحثة المغربية التي فازت بهذه الجائزة العربية رفقة الباحثة حكيمة الحطري عن كتابها «سبل تفعيل دور الكفاءات النسوية في تغيير الصورة النمطية عن المرأة المسلمة خارج العالم الإسلامي» عن اعتزازها بهذا التتويج الذي تهديه «لكل المغربيات». وانكبت أسماء المرابط، الطبيبة المتخصصة في تشخيص أمراض سرطان الدم بمستشفى ابن سينا بالرباط، منذ عدة سنوات على التفكير في إشكالية النساء في الإسلام، وألقت محاضرات عديدة في الموضوع في مختلف دول أمريكا اللاتينية وأوروبا وكندا والمغرب. وتشتغل حاليا على إعادة قراءة النصوص الدينية انطلاقا من منظور نسائي. وأسست مع مجموعة من الناشطات «المجموعة الدولية للدراسات والتفكير في النساء والإسلام» التي يقع مقرها في برشلونة، كما تشغل حاليا منصب رئيسة مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام التابع للرابطة المحمدية للعلماء. وللمرابط عدة مؤلفات من بينها «مسلمة وكفى» و«عائشة زوجة النبي أو الإسلام بصيغة المؤنث» و«القرآن والنساء .. قراءة للتحرر» و«النساء، الإسلام، الغرب .. الطريق نحو العالمية»، كما شاركت في مؤلف جماعي صدر بكندا يحمل عنوان «كيبيكيون ومسلمون يدا في يد من أجل السلام». يشار إلى أن منظمة المرأة العربية، التي تمنح سنويا هذه الجائزة، تعمل من أجل «تمكين المرأة وتعزيز قدراتها في كافة الميادين كركيزة أساسية لتقدم المجتمع العربي» و»التوعية بأهمية ومحورية أن تكون المرأة العربية شريكا على قدم المساواة في عملية التنمية، على أن تشمل جهود التوعية المرأة ذاتها والمجتمعات العربية ككل»، إضافة إلى «تكريس جهود التنسيق والتعاون بين الدول العربية من أجل إنجاز غايات التمكين والتوعية».