توفي الفنان الكبير وديع الصافي عن عمر يناهز 92 سنة إثر تعرضه لجلطة دماغية. ويعتبر الفنان وديع الصافي المولود في (24 يوليو 1921 ) من عمالقة الطرب في لبنان والعالم العربي. فقد كان له الدور الرائد بترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه، وفي نشر الأغنية اللبنانية في أكثر من بلد. أصبح مدرسة في الغناء والتلحين، ليس في لبنان فقط، بل في العالم العربي أيضًا. واقترن اسمه بلبنان لدى كل من يعشق الفن الأصيل. سنة 1990، خضع لعملية القلب المفتوح، ولكنه استمر بعدها في عطائه الفني بالتلحين والغناء. فعلى أبواب الثمانين من عمره، لبّى الصافي رغبة المنتج اللبناني ميشال الفترياديس لإحياء حفلات غنائية في لبنان وخارجه، مع المغني خوسيه فرنانديز وكذلك المطربة حنين، فحصد نجاحاً منقطع النظير أعاد وهج الشهرة إلى مشواره الطويل. لم يغب يوماً عن برامج المسابقات التلفزيونية الغنائية قلباً وقالباً فوقف يشجع المواهب الجديدة التي رافقته وهو يغني أشهر أغانيه. يحمل الصافي ثلاث جنسيات المصرية والفرنسية والبرازيلية، إلى جانب جنسيته اللبنانية،. سنة 1989، أقيم له حفلة تكريم في المعهد العربي في باريس بمناسبة البوبيل الذهبي لانطلاقته وعطاءاته الفنية. ولد وديع الصافي في قرية نيحا الشوف وهو الابن الثاني في ترتيب العائلة المكونة من ثمانية أولاد، والده بشارة يوسف جبرائيل فرنسيس، رقيب في الدرك اللبناني. وعاش طفولة متواضعة يغلب عليها طابع الفقر والحرمان، في عام 1930، انتقلت عائلته إلى بيروت ودخل وديع الصافي مدرسة دير المخلص الكاثوليكية، وبعدها بثلاث سنوات، اضطر الى التوقّف عن الدراسة كي يساعد والده في إعالة العائلة. كانت انطلاقته الفنية بعام 1938، حين فاز بالمرتبة الأولى لحنًا وغناء وعزفًا في مباراة للإذاعة اللبنانية، ومن حينها بات اسمه »وديع الصافي« نظراً الى صفاء صوته. بدأت مسيرته الفنية مع أغنية »طل الصباح وتكتك العصفور« سنة 1940وبعدها بسبع سنوات سافر مع فرقة فنية إلى البرازيل حيث أمضى 3 سنوات في الخارج. بعد عودته من البرازيل، أطلق أغنية »عاللّوما«، فذاع صيته بسبب هذه الأغنية. سنة 1952، تزوج من ملفينا طانيوس فرنسيس، إحدى قريباته، فرزق بدنيا ومارلين وفادي وأنطوان وجورج وميلاد. في أواخر الخمسينات بدأ العمل المشترك بين العديد من الموسيقيين من أجل نهضة للأغنية اللبنانية انطلاقًا من أصولها الفولكلورية.. مع بداية الحرب اللبنانية، غادر وديع لبنان إلى مصر سنة 1976، ومن ثمّ إلى بريطانيا، ليستقرّ سنة 1978 في باريس. وكان سفره اعتراضاً على الحرب الدائرة في لبنان، مدافعًا بصوته عن لبنان الفن والثقافة والحضارة.