على طول مسيرته السياسة و النضالية التي تمتد لسنوات و عقود, الحافلة بالتضحية و العطاء, كان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مع الجماهير الشعبية في دفاعها عن مطالبها المشروعة في العيش الكريم و في نضالاتها ضد كل أشكال الفساد المالي و السياسي و كذا الاستبداد السلطوي, واضعا في هذا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ، فالكل يتذكر ذلك اليوم الذي طلب فيه من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قيادة حكومة التناوب بعد دخول المغرب مرحلة السكتة القلبية و في ظروف دقيقة للغاية لم يتردد قادة الحزب في ركوب التحدي و الاستجابة لنداء الوطن, بالرغم من معرفتنا المسبقة أننا كحزب سياسي تاريخي مرتبط بهموم و انتظارات الجماهير الشعبية, سنخسر سياسيا و تنظيميا لكن مصلحة البلاد و حاجتها إلى هزة سياسية حقيقية جعلتنا نخوض تجربة التناوب التوافقي بما لها و ما عليها ,انكسرنا فيها حزبيا لكن الوطن كان هو الرابح الأكبر, خرج منها منتصرا، و عندما دعت الضرورة السياسية و الشعبية خروجنا إلى المعارضة في تناسق تام مع اختياراتنا السياسية الواضحة البعيدة عن الضغوطات و الاملاءات و انسجاما مع ما أفرزته صناديق الاقتراع التي وضعتنا في المرتبة الخامسة, و بعد تصويتنا الايجابي على دستور 2011 و اخذ مقترحات الاتحاد الاشتراكي بعين الاعتبار, فاختيارنا للمعارضة لم يكن قرارا اعتباطيا أو ما شابه ذلك, و إنما كان لحاجة البلاد إلى توازنات في المشهد السياسي الوطني. و اليوم عندما يخرج الاتحاديون و الاتحاديات و معهم كل شرفاء الوطن من نقابات و جمعيات مدنية و شبيبية و حقوقية في مسيرة غضب و احتجاج على القرارات العشوائية و اللاشعبية و لسياسة التفقير الاجتماعي الذي تمارسه حكومة البيجيدي و أغلبيتها الصامتة, فمن أجل الوطن و المواطن معا، 5 أكتوبر ليس فرصة لاستعراض العضلات كما سوق له العديد من الأفواه السياسية و الأقلام الصحفية التي لا ترى من الكأس إلا نصفها الفارغ ، 5 أكتوبر هو صرخة إدانة لحكومة تفتقر إلى الرؤية المجتمعية ، حكومة جبلت على الزيادات و المساس بالقدرة الشرائية للمواطن المغربي،5 أكتوبر هو إشارة إنذار و ناقوس خطر ندقه لأن الوضع لا يحتمل المزيد من القرارات الارتجالية التي ترهن الوطن و تعيد شبح الاقتراض الخارجي إلى الواجهة و التي جعلت المواطن البسيط المغلوب على أمره يخاف على مستقبله و مستقبل أبنائه و على تحصيل قوت يومه في ظل هذا الإجهاز الذي تتعرض له مكتسباته السياسية و الاجتماعية التي ناضل لأجلها سنوات و سنوات ، فمواقفنا كانت و لاتزال و ستظل كما هي ضد كل أشكال الاستبداد السياسي و الفساد المالي و التفقير الاجتماعي, نقف على مسافة واحدة مع كل شرفاء هذا الوطن ممن اختاروا الوقوف مع الجماهير الشعبية في مطالبها المشروعة ، 5 أكتوبر ما هو إلا بداية في مسيرة حماية الوطن و المواطن من أية مخاطر قد تدخلنا فيها مثل هذه القرارات الحكومية التي تتخذ بعيدا عن نبض الشارع الذي يرفضها جملة و تفصيل ستتبعها لا محال خطوات أخرى تصعيدية مادامت حكومتنا الموقرة غير معنية بكل دعوات الحكمة و التبصر التي تطلقها قوى المعارضة و في مقدمتها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي يدعو اليوم الجميع إلى جبهة موحدة ضد ما قد تقدم عليه هذه الحكومة التي تعيش فراغا دستوريا و لا زالت تتخبط في إخراج نسختها الثانية. عين بني مطهر