توفّي أوّل أمس الأستاذ محمد العيادي الذي وافته المنيّة بالديار الفرنسية أثناء تلقيه العلاج بعد معاناة طويلة تربو على الثلاث سنوات مع المرض. والمرحوم هو أستاذ للتاريخ المعاصر بكلية الآداب عين الشق بالدار البيضاء، وباحث رصين في التاريخ والعلوم الاجتماعية المعاصرة، ومتدخّل فعّال في الحقليْن الثقافي والسياسيّ. وفضْلا عن مداخلاته الفردية في عدد من الندوات والموائد المستديرة، داخل المغْرب وخارجه، وإشرافه على البرنامج الثقافي والفكريّ المتميّز(مناظرات) على القناة الثانية «دوزيم»، شارك الفقيد العيادي ضمن فريق هامّ من الباحثين المغاربة، على رأسهم رحمة بورقية ومحمد الطوزي وحسن رشيق في موضوع «الإسْلام في الحياة اليومية»، و»الشباب والتدين». وكان الفقيد مهتمّا برصد وتحليل تحوّلات التديّن عند الشباب في المجتمع المغربي، حيث يقدّم نموذجا للباحث الرصين الذي لا يتسرّع في تقديم أحكام القيمة، ولا الأفكار الجاهزة، بقدْر ما يعتمد على المعطيات والميدانية والأرقام والنِسَب حول الممارسات الدينية كالصّلاة والصوم على سبيل المثال وغيرها من العبادات. كما ساهم الراحل العيادي في النقاش السياسي والإعلامي حول عدد من القضايا السياسية والاجتماعية في بلادنا. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه وإنا لله وإنا إليه راجعون