يعتبر ملف أبو زياد النورمندي، الفرنسي المعتنق للاسلام قبل ست سنوات، أول ملف قضائي قد تطبق عليه مضامين الفصل الرابع من قانون 21 دجنبر 2012 الفرنسي المتعلق بالأمن ومكافحة الارهاب الذي يسمح للعدالة بمتابعة الاشخاص الذين يمارسون الجهاد على شبكة الانترنيت ،والذي تبناه البرلمان الفرنسي بعد مجزرة الفرنسي من أصل جزائري، محمد مراح بمدينة تولوز ومونتوبان الذي كان أول ضحاياه المظلي الفرنسي من أصل مغربي عماد بنزياتن. فقد أعلنت السلطات الأمنية الفرنسية أن رومان، شاب في ربيعه ال26 والمتزوج بفتاة فرنسية من أصل مغربي، قضى ثلاثة أيام بمقر المديرية المركزية للاستخبارات الداخلية بالعاصمة باريس مباشرة بعد اعتقاله الثلاثاء بمنطقة «كافادوس» ليحال أول أمس الخميس على النيابة العامة للتحقيق معه في التهم المنسوبة إليه. وتجدر الإشارة إلى أنه منذ عشرين سنة، أدين في فرنسا 15 شخصا بهذه التهمة، وبعد قضية المدعو مراح، الذي ارتكب أعمال إرهابية خطيرة، بحجة الدفاع عن الإسلام، قدم وزير العدل الفرنسي السابق، ميشيل ميرسيي، في سنة 2012 ، مشروع قانون لسحب تهمتي الدعوة والإشادة بالإرهاب من قانون الصحافة، ووضعها في القانون العام حتى يتاح للسلطات الأمنية إجراء بحث وتفتيش و اعتقال المتهمين. إن الشاب «رومان» الملقب ب«أبي زياد النورمندي»، نسبة إلى المنطقة التي يقيم فيها في الشمال الفرنسي، المتهم ب «الإشادة» والتحريض» على الارهاب التي تصل عقوبتها غلى خمس سنوات سجنا، و 45 الف يورو، غرامة، ترصده خبراء المديرية المركزية للاستخبارات الداخلية عن قرب منذ شهر يونيو الماضي، وجهان لعملة واحدة. فقد اعترف «أبو زياد النورمندي» بكونه «عضو نشيط بالموقع الالكتروني أنصار الحق»، إذ يدير هذا الموقع الذي يعتبر أحد من أبرز المواقع الاسلامية الناطقة بالفرنسية ويعد مرجعا بالنسبة للحركة الاسلامية المتطرفة، وأنه ناشر لمجلة «إنسباير» (إلهام) حيث اشتغل كمترجم إلى اللغة الفرنسية يروج لمضمون هذه المجلة بلغة موليير، التي أطلقت سنة 2010 من قبل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وأشارت النيابة العامة، في بيان صحفي أول أمس الخميس الى أن موقع "أنصار الحق" يجمع أكثر من 4 آلاف شخص، وأن الشاب المعتقل سبق وأن نشر عبر الموقع الإليكتروني العديد من الرسائل والبيانات لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب. وأوضحت التحقيقات الأولية مع «أبي زياد النورمندي» أنه قام بدور نشط بشكل خاص في الترجمة إلى الفرنسية ونشر النسخة العاشرة والحادية عشرة من مجلة «إنسباير» التي تنشر في الأصل باللغة الإنجليزية، وذلك لضمان وصولها إلى جمهور أوسع.