اختتمت مساء الأحد فعاليات مهرجان الجاز في دورته ال18 بموقع شالة الأثري على ايقاع حفل موسيقي راق نشطته مجوعة دانييل كاساريس "غرينكا 75" الاسبانية والسداسي الفنلندي غورمي و الخماسي المغربي بنات الهواريات ، حفل تفاعل معه الجمهور الكثيف الحاضر للموقع التاريخي، الذي أضفي على هذه التظاهرة الموسيقية الدولية عبقا روحيا ملموسا، و تميزا ساحرا ، نغما وايقاعا.. بحرارة، خصوصا وأنه تمتع بنغمات مختلفة المشارب الموسيقية ? الفنية.. مثلما تمتع مساء السبت بإبدعات الرباعي اليوناني سابينا ياناتو سالونيكو ، والثنائي كلاوس بايير وأسجا فالسيك ولقاء مع الثلاثي المغربي كريم القادري ، حيث صدحت الموسيقى في جنبات الموقع الأثري صاخبة حينا، هادئة أحيانا وتبعث على الشجن في أغلب الأحيان، حيث كعادته كان العود ملك المقام، حيث وقع عازف العود المقتدر كريم القادري، بأنامله قطعا موسيقية تسافر بالجمهور في فضاءات من الحنين والشجن قبل أن يفاجأ بنغمات تنقله إلى صخب الحياة وعنفها، كل ذلك مرفوق بعازفي القيثارة والباص (القرع على آلة إيقاعية)،اللذين واكباه في تيهه الفني. وقد قضى كريم القادري خمس عشرة سنة بالولايات المتحدةالأمريكية، تشبع فيها بموسيقى جون كولترانس وشيك كوريا، قبل أن يعود إلى المغرب حيث بدأ إبحاره عميقا في ارتجال موسيقى جاز معاصرة شرقية غير مسبوقة. ويعد كريم القادري موسيقيا ، حالما وطموحا، يحيي الجاز الصوفي ويبدع طربا غير مسبوق? وقد قدم يوم أمس الجاز بصيغته الخاصة، بعد أن التحق بمجموعته الثنائي كلاوس بايير وأسجا فالسيك، مبتكرا ألحانا تؤثر العود والطبول والباص والكونطرباس. وكما درجت العادة في هذه الدورة، فإن الثنائي الذي التحق بمجموعة كريم القادري، كان قد قدم وصلات موسيقية فريدة من نوعها. وهو مكون من الفنانة أسجا فالسيك والفنان كلاوس بايير، عملا لمدة تناهز الساعة على تفريغ ذوات الحاضرين من شحنات التوتر والضغط المرتبط بالعمل طيلة الأسبوع، إلى مراتع الحلم والصفاء اللامتناهي. إن الثنائي كلاوس بايير وأسجا فالسيك، مشروع موسيقي بني على عمودين من أعمدة الفن. فصاحبا المسار الدولي هذان ساهما معا في شق دروب جديدة للونيهما الموسيقيين ، فقد كان كلاوس بايير، الملحن وعازف الأكورديون والبوندنيون، يعزف منفردا أو مع موسيقيين آخرين قبل أن يلتقي بشريكه الكرواتي، وآسجا فالسيك? عازفة كمان بدأت مشوارها داخل رباعي وتري ثم عملت منفردة تحت إشراف معلمين معروفين أو داخل مجموعات كلاسيكية معاصرة معروفة قبل أن تميل إلى الجاز. وطور الثنائي معا صيغة فريدة، التحمت عوالمهما الموسيقية وامتزجت آلاتهما لكي تصدح بمقامات معاصرة . وقبل ذلك كان الرباعي اليوناني سابينا ياناتو سالونيكو . قد وقع نغمات تمزج بين الموسيقى التقليدية المنحدرة من أوروبا الشرقية وتلك المنحدرة من فلسطين، مع إيثار الإبداع إلى أبعد حد. ولعل سابينا ياناتو باختيارها هذه المفارقات الغريبة قد تحدث لبسا لدى المستمع، ولكنها لا تحيد أبدا بألحانها عن أنغام موسيقية أصيلة. كما كانت أمسية مساء الجمعة متميزة بعزف المجموعة الايطالية نويبو تانغو والرباعي الكرواتي - السلوفيني تمارا أوبروفاك ولقاء مع المجموعة المغربية رشيد زروال..