جددت إيران دعمها للنظام السوري في مواجهة التهديدات بتوجيه ضربة عسكرية له، وذلك خلال زيارة المبعوث الرفيع علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني والوفد المرافق له الذي التقى الأسد ورئيس الوزراء ومسؤولين أمنيين وسياسيين آخرين. جاء ذلك بينما صدرت مفاجأة مدوية عن أحد أركان النظام الإيراني، بينت وجود صراع أجنحة حقيقي داخل ذلك النظام، بشأن الموقف من سوريا، تمثلت بقول الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، إن الحكومة السورية نفذت هجوما بالأسلحة الكيماوية على شعبها. ونقلت وكالة العمال الإيرانية شبه الرسمية عن رفسنجاني قوله »كان الشعب هدفا لهجوم بأسلحة كيماوية على يدي حكومته والآن يتعين عليه كذلك انتظار هجوم على أيدي أجانب«. وتابع رفسنجاني »الان تكاد أمريكا والعالم الغربي وبعض الدول العربية تطلق نفير الحرب في سوريا... اللهم الطف بالشعب السوري«. ومضى يقول »لقد قاسى الشعب السوري الكثير في هذين العامين فالسجون مكتظة وحولوا استادات إلى سجون ويكشف مقتل أكثر من مئة الف شخص وتشريد الملايين عن المحنة التي تعيشها سوريا أكثر من أي وقت مضى«. وقال مراقبون إن كلام رفسنجاني إما يدل على بداية تبدل في الموقف الإيراني من سوريا، أو هو دليل على انفراط عقد الموقف الموحد من الملف. في الأثناء أكدت مصادر قريبة من دوائر صنع القرار في إيران، أن هذه الدوائر تقرأ باهتمام بالغ تقارير عن احتمال تعرض أهداف حيوية منها مواقع نووية، في إيران لضربات عسكرية من الجو، ولهذا، فقد نشرت رادارات ودفاعات جوية متطورة في أكثر من 4 آلاف نقطة. وتفاعلا مع ذلك هدد قائد سلاح الجو الايراني اللواء الركن فرزاد اسماعيلي بأن سلاح الجو الايراني سيقوم بإسقاط أي هدف يقترب من المواقع الاستراتيجية والحيوية الايرانية على بعد مئات الكيلومترات. وقال اسماعيلي الذي تعمد أن يتحدث عبر قناة العالم الايرانية الناطقة بالعربية قصد إيصال رسالة إلى دول المنطقة المتهمة إيرانيا بالتحريض على ضرب نظام دمشق، إن القوة الجوية التابعة للجيش والحرس الثوري نشرت أنظمة جديدة للدفاع الجوي في المواقع الحيوية والاستراتيجية والنووية في جنوب شرق وجنوبي غرب البلاد، ويبلغ عدد مواقع الانتشار فيها نحو أربعة آلاف موقع. وشدد قائد سلاح الدفاع الجوي الايراني على أن قواته ترصد حركة الملاحة في المنطقة على مديات واسعة، وكشف عن رادارات غير قابلة للرصد، وأخرى مخصصة للأهداف المنخفضة، إضافة الى أنظمة الاتصال الآمنة والتنصت الالكتروني التي اعتبرها من أسرار الدفاع الجوي. كما كشف عن تطوير أجيال من الطائرات دون طيار قادرة على القيام بمهام خاصة واستراتيجية، ورصد الأهداف بدقة والتحليق لمسافات طويلة. وحول الجانب الصاروخي الردعي اشار اسماعيلي إلى العمل على عدد من الأنظمة التي دخلت الخدمة، وأخرى مازالت في طور التجارب الأولية ومنها منظومة باور اس-373، التي يؤكد الخبراء أنها توازي منظومة اس 300 الروسية الصنع. وقال اسماعيلي : يجري العمل على هذه المنظومة التي تم انجاز نظامها الداخلي والتجارب الأولية، إضافة إلى العديد من أنظمة الصواريخ التكتيكية المتوسطة، مشيرا إلى تركيب صاروخ صياد على منظومة اس-200، بعد تكييفه. وأشار اسماعيلي إلى المناورة الموسعة التي تعتزم وحدات الدفاع الجوي القيام بها خلال النصف الثاني من العام الايراني الجاري (يبدأ في 21 مارس) بالتعاون مع مختلف اذرع القوات المسلحة الايرانية في مناطق جبلية معقدة التضاريس وبتكتيكات تختلف عما سبقها من مناورات. من جانبه رفض قائد القوة البحرية للجيش الايراني الأميرال حبيب الله سيّاري الإفصاح عن موقف واضح لقواته التابعة للجيش والمنتشرة خارج المياه الإقليمية الايرانية، فيما لو تعرضت سوريا حليف بلاده الاستراتيجي لهجوم عسكري. وقال أمس في تصريحات للصحفيين »إن مهمة مجموعاتنا البحرية هي تسيير الدوريات وتوفير الأمن لخطوط المواصلات ولم نقم بتحديد مهمة أخرى لها«، مستدركا »أن القرار في هذا الصدد هو على عاتق المراتب العسكرية العليا«. وفيما يتعلق بتواجد السفن الحربية الايرانية في المياه الدولية قال »إن المنطقة الاولى التي نتواجد فيها باستمرار هي شمال المحيط الهندي ومدار 10 درجات ولنا اليوم أيضا المجموعة البحرية السابعة والعشرين التي تؤدي مهمتها في هذه المنطقة وهي مؤلفة من فرقاطة خارك الحاملة للمروحيات وفرقاطة سبلان. وذكر »أن الخروج من المنطقة والوصول الى البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهادئ والمحيط الهندي، رهن بتعليمات القيادات العسكرية العليا، علما بأننا ليست لنا مجموعة بحرية في البحر المتوسط في الوقت الحاضر« للدخل في الأزمة السورية. لكن قائد القوة البحرية التابعة للجيش الايراني الاميرال حبيب الله سيّاري، كشف من جهة مقابلة »أن الكثير من السفن الحربية التابعة لهذه القوة مزودة بمنظومات طائرات من دون طيار يتم استخدامها عند الحاجة«. وقال رداً على سؤال حول امكانية استخدام الطائرات من دون طيار في خليج عدن: »لو اقتضت الحاجة سنستخدم هذه الطائرات في خليج عدن أيضا«. وأعلن قائد القوة البحرية الايرانية أيضا أنه سيتم قريبا ازاحة الستار عن الفرقاطة ناوان التي خضعت لعمليات تصليح وصيانة أساسية. واكد أن إيران تقوم بتطوير قدراتها في مجال الطائرات من دون طيار، والمنظومات المتطورة الداعمة للملاحة البحرية، والدفاع السايبري في البحر، والأجهزة والأسلحة الذكية، والدفاع المدني في مجال البحر، وتصميم وصنع القطع البحرية السطحية، ودور تكنولوجيا النانو في البحر، والحرب الالكترونية في البحر، والاسناد وسلسلة التأمين البحري، واستعمالات الليزر في البحر، والمحاكاة البحرية.