كانت ثلاث ساعات من الأمطار كافية لإغراق مناطق شاسعة من مدينتي تطوان والمضيق، وتكبيد المدينتين خسائر جسيمة قدرتها مصادر من المنطقة بملايين الدراهم. وقد خلقت الأمطار الطوفانية حالة من الرعب والهلع خاصة وسط المصطافين القادمين من مختلف المناطق المغربية، وحتى من خارج الوطن وخاصة إسبانيا وفرنسا. وعرفت المنطقة فيضانات عقب التساقطات التي لم تتجاوز الثلاث ساعات حاملة معها سيولا جارفة أغرقت معظم شوارع المدينتين، وحولت المدينتين إلى برك مائية أعاقت حركة المارة والسيارات، واضطرت معها العديد من المحلات التجارية والمصالح العمومية والإدارات إلى إغلاق أبوابها، كما خلفت معها العديد من الخسائر المادية للعديد من الواجهات التجارية الكبرى المتواجد ة في الطوابق السفلية لمنشآت المدينة. وحسب مصادر من عين المكان، فإن المياه غطت مجموعة من الأزقة والشوارع الرئيسية كما هو الحال بحي طويلع وشارع الحسن الثاني بتطوان، والسوق المركزي والحي المجاور للمجلس البلدي بالمضيق. كما اقتحمت مياه الأمطار مجموعة من المنازل متسببة في خسائر مادية كبيرة، كما غمرت العديد من السيارات التي كانت مركونة في الشوارع. وقد أدت هذه التساقطات العاصفة إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير في بعض أحياء المدينة، حيث فاق علو الماء المتر الواحد في بعض الأحياء. ويتهم المتضررون السلطات المحلية التي لم تباشر أية إجراءات احترازية رغم صدور بيان تحذيري من مصالح الأرصاد الجوية، والذي نبه في الوقت الناسب إلى خطورة التساقطات المحتملة مما كان يفرض على المعنيين التدخل باتخاذ إجراءات عاجلة، لكن واقع الحال أكد أن السكان تركوا لمواجهة مصيرهم لوحدهم. وفي اتصالات بالسكان المتضررين ، أعلنوا استنكارهم للغياب التام للسلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية، التي تأخرت كثيرا قبل تحركها، الشيء الذي جعل السكان يساعدون بعضهم باستخدام معدات بسيطة لحماية منازلهم من المياه. كما اشتكى السكان شركة أمانديس المسؤولة عن التدبير المفوض للماء و الكهرباء بالمدينة ، والتي لم تحضر في الوقت المناسب ولم تجند أية إمكانات حقيقية لمساعدة السكان والوقوف إلى جانبهم في محنتهم . وكانت الشركة تعرضت لمجموعة من الاحتجاجات على مدار السنة نتيجة ارتفاع الفاتورة لتنضاف لها رداءة الخدمات. ويذكر أن المنطقة سبق وعرفت عدة فيضانات تسببت في أضرار متعددة وخاصة المنطقة الساحلية التي تشكل واجهة جمالية رائعة ومتنفسا للسكان.