أثارت المقابلة التي أجراها رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي مع قناة نسمة ردود فعل غاضبة داخل التنظيم ذي الخلفية الإخوانية. وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بردود غاضبة على ما وصفته ب»التنازلات المجانية» التي قدمها الغنوشي لخصومه دون استشارة أنصار الحركة والمنتمين لها. ووصفه البعض بأنه يبيع ما لا حق له في إشارة إلى قراره بالتخلي عن قانون تحصين الثورة (العزل السياسي)، واتهمه آخرون بأن لا علاقة له بالثورة وأنه لا يحس بمعاناة الناس وأن لا علاقة له بتونس. وكان الغنوشي أعلن أن حركته ستتخلى عن طرح قانون تحصين الثورة خلال الفترة القادمة، كما امتدح حزب نداء تونس بقيادة رئيس الحكومة السابق الباجي قائد السبسي، وقال إنه حزب كبير ومؤثر وأن النهضة من واجبها أن تتحاور معه. يشار إلى أن النهضة كانت تقول سابقا إنها تتحاور مع الجميع إلا نداء تونس مدعية أنه يمثل بقايا النظام السابق. بالتوازي قال نداء تونس بعد اجتماع لمكتبه التنفيذي أمس إن تصريحات الغنوشي إيجابية لكنها غير كافية، وهو ما صرح به حمة الهمامي القيادي في الجبهة الشعبية الذي حث الغنوشي على القبول بمبادرة اتحاد الشغل دون مواربة أو تلكؤ. وتقوم مبادرة الاتحاد على حل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تدير ما تبقى من المرحلة الانتقالية مع تحديد مهلة زمنية للمجلس التأسيسي لينهي مسودة الدستور وقانون الانتخابات. وتعهد الغنوشي بإتمام النقاشات مع المعارضة خلال شهر بالتوازي مع إنهاء أشغال المجلس التأسيسي ثم تشكيل «حكومة انتخابات». وتقول أحزاب معارضة إن موقف حركة النهضة يكتنفه الغموض ولا يخرج عن «سياق المناورة وربح الوقت» لإحكام السيطرة على مفاصل الدولة. وقالت مية الجريبي الأمين العام للحزب الجمهوري المعارض «نحن في حاجة إلى تدقيق من حركة النهضة للإعلان الواضح والصريح عن القبول بحكومة إنقاذ وطني». وقال رضا بالحاج الناطق باسم نداء تونس «لا بد من الوصول إلى توافقات. لكن لا يجب أن يكون ذلك على أساس اتفاق مغشوش».