بمرور ثلاث سنوات ونصف على إحداثه، استطاع إقليمسيدي سليمان أن يؤشر عن دينامية فعالة من أجل استكمال المقومات التنموية والعمرانية التي تجعل منه قطبا حقيقيا على صعيد جهة الغرب شراردة بني حسن والمغرب بشكل عام. ولتجاوز إكراهات البدايات التأسيسية وعثراتها، والتخلص من التبعية، تاريخيا، لإقليمالقنيطرة، انخرط أطر ومسؤولو الإقليم الجديد في سلسلة من الأوراش الكبرى والمشاريع المهيكلة الرامية إلى وضع أولى اللبنات لإرساء مشروع «إقليمسيدي سليمان» من خلال بناء واحداث مركبات ادارية وثقافية وسكنية وتجارية وترفيهية. وبفضل الإرادة القوية والتعاون والتآزر بين جميع الفاعلين، من سلطات محلية ومنتخبين ومجتمع مدني، فقد شهد إقليمسيدي سليمان تدشين وإعطاء انطلاقة وبرمجة مشاريع كبرى قادرة على تغيير صورة الإقليم خلال سنوات قليلة، وكفيلة بوضع أسس تنمية مستدامة يستفيد منها سكانه وحواضره وجماعاته القروية. ففي غضون شهور قليلة تحول الإقليم إلى ورش كبير يشهد إنجاز مشاريع نموذجية سواء في مراحلها المتعلقة بالتشييد والبناء أو الدراسات التقنية والهندسية، مع الأخذ بعين الاعتبار الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية لهذه المشاريع التي رصدت لها اعتمادات مالية ضخمة سواء إبان مرحلة الإنجاز أو مرحلة الاستغلال. وهكذا سيخرج إلى حيز النور قريبا مشروع المركب الديني والإداري لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمدينة سيدي سليمان، والذي رصدت له اعتمادات مالية بقيمة خمسين مليون درهم، إلى جانب مشروع سوق الجملة للخضر والفواكه (4.12 مليون درهم)، ومشروع قرية الصانع التقليدي (5 مليون درهم)، والمركب الثقافي بسيدي سليمان (3.1 مليون درهم )، الى جانب مشروع بناء مركز تجاري للباعة المتجولين (5.1 مليون درهم)، وكذا الفضاء التربوي والتثقيفي والتواصلي والمتحف المحلي للمقاومة وجيش التحرير. كما تحضر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في هذا الورش التنموي الكبير، حيث تمت برمجة عشرات المشاريع الرائدة على مستوى مختلف برامج المبادرة، ويمكن في هذا الصدد استحضار، على سبيل المثال لا الحصر، مشروع تنظيم تجارة السمك من خلال تسليم 38 دراجة نارية مزودة بثلاجات حافظة (17.1 مليون درهم) وتشييد سوق السمك (34.4 مليون درهم). وبالنظر لحداثته، فقد احتلت مشاريع التهيئة العمرانية مكانة خاصة في برامج تأهيل وتنمية الإقليم الفتي، ورصدت لها اعتمادات مالية هامة، ومن بينها على الخصوص مشروع تهيئة شارع الحسن الثاني بمدينة سيدي سليمان ( 127 مليون درهم)، الى جانب البرامج العامة لتأهيل وتهيئة مدن سيدي سليمان ( 43 مليون درهم) وسيدي يحيى الغرب ( 35 مليون درهم)، ودار بلعامري (2.20مليون درهم). ولتجاوز مرارة التجارب السابقة مع الفيضانات، فقدت تم برمجة مشاريع مهمة لحماية مدينتي سيدي يحيى الغرب ودار بلعامري من خطر الفيضانات، حيث بدأت الاشغال في انجاز مشروع سد ولجة السلطان تقدر طاقته الاستيعابية ب 500 مليون متر مكعب ، كما تمت برمجة بناء قنطرتين للوقاية من فيضانات واد بوشلحى ، وبناء حاجز وقائي لحماية دوار الشانطي من فيضانات واد تيفلت.. كما يحضر البعد الاجتماعي القوي للمبادرة من خلال مشاريع نموذجية من بينها إحداث مركز الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بسيدي سليمان (3 ملايين درهم) ، ومركز الدعم الاجتماعي للمرأة بسيدي سليمان (17.2 مليون درهم)، ومركز الدعم الاجتماعي للمرأة بسيدي يحيى الغرب ( 11.2 مليون درهم). ولأن مسار التنمية لا يستقيم من دون بنيات تحتية قوية، فقد انخرط إقليمسيدي سليمان في برامج طموحة لتعزيز الشبكة الطرقية في إطار البرنامج الوطني الثاني للطرق القروية بالإقليم، والذي يروم بناء وصيانة أزيد من 76 كلم من الطرق باعتمادات مالية تفوق 67 مليون درهم. كما يتم حاليا الإعداد لبلورة مشروع طموح يستهدف شق 267 كلم من المسالك القروية بغلاف مالي إجمالي يفوق 130 مليون درهم ، وذلك في إطار شراكة متعددة الأطراف. وفي قطاع التعليم، شهد إقليمسيدي سليمان برمجة أزيد من 113 مليون درهم لبناء تسع مؤسسات تعليمية بمختلف ربوع الإقليم، الى جانب إحداث داخلية خاصة بالفتيات بثانوية عمر بن الخطاب الإعدادية بمدينة سيدي سليمان من طرف مؤسسة الخامس للتضامن. وفي مجال الكهربة القروية، شهد الإقليم كهربة 217 قرية عن طريق الربط بالشبكة الكهربائية بتكلفة إجمالية تناهز 161 مليون درهم، وهو ما جعل نسبة الكهربة بالإقليم ترتفع إلى 97 بالمائة، فيما وصلت حصيلة التزود بالماء الصالح للشرب بالإقليم إلى مائة بالمائة بالمجال الحضري و 95 بالمائة بالوسط القروي. وفي القطاع الفلاحي، تم تعبئة أكثر من 3500 هكتار من العقارات التابعة للجماعات السلالية في إطار المغرب الأخضر، كما تم تسوية الوضعية القانونية لأربع تعاونيات متواجدة بالنفوذ الترابي لقيادة دار بلعامري إذ سيتم انجاز 106 رسوم عقارية. أما في ما يخص قطاع البيئة ، فقد خصص مبلغ 5.1 مليون درهم من طرف الوزارة الوصية على القطاع لإنجاز المخطط الإقليمي لمعالجة النفايات الصلبة، إلى جانب رصد 13 مليون درهم لإحداث محطة تصفية المياه العادمة بسيدي سليمان و 20 مليون درهم لمحطة تصفية المياه العادمة بسيدي يحيى . كما ينتظر أن يشهد القطاع الصحي بالإقليم دفعة قوية بعد إنجاز مشروعي المستشفى الإقليمي والمستشفى متعدد الاختصاصات، حيث سيعززان المنجزات التي تمت مراكمتها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي تشمل بالخصوص مشروع المركز الصحي لفائدة مرضى القصور الكلوي بسيدي سليمان الذي بلغت تكلفته 6.3 مليون درهم، كما خصص مبلغ مليوني درهم لإنجاز مشروع مماثل بسيدي يحيى. وفي السياق ذاته فقد تم اقتناء عدة سيارات إسعاف لفائدة العالم القروي. وفي مجال السكنى والتعمير، يعرف الإقليم العديد من المشاريع السكنية الهامة التي يتم إنجازها من طرف مجموعة التهيئة العمران وشركات القطاع الخاص باستثمارات إجمالية تناهز 850 مليون درهم لتهيئة أزيد من 7000 بقعة وبناء آلاف الوحدات السكنية. كما احتل تعزيز البنيات التحتية الرياضية بالإقليم حيزا هاما من اهتمامات الفاعلين المحليين، حيث يمكن استحضار في هذا المجال مشروع المركز الوطني لسباق الدراجات بجماعة القصيبية، الى جانب مشروع تشييد قاعة رياضية مغطاة بسيدي سليمان وأخرى بسيدي يحيى الغرب، فضلا عن 8 مركبات سوسيو رياضية للقرب بعدد من الجماعات القروية بالإقليم. ويرافق اقليمسيدي سليمان في هذه المشاريع مجموعة من المؤسسات، نذكرمنها: المجلس الاقليمي، مجلس الجهة، المجلس البلدي، وزارة الصناعة التقليدية ، وزارة التجهيز والنقل، وزارة الفلاحة، وزارة الثقافة، الوكالة الحضرية، جمعية بائعي الملابس المستعملة، جمعية بائعي السمك بكل من سيدي سليمان وسيدي يحيى، شركة العمران، المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وكالة التنمية الاجتماعية، وزارة الصحة ، التعاون الوطني، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الجماعات السلالية، وكالة انعاش الشغل...