بدون مواربة، شخَّص خطاب جلالة الملك الوضع التعليمي ببلادنا، وقال بصريح العبارة إنه أصبح أكثر سوءا مع الحكومة الحالية. بل لم يتردد في إدانة إقحام القطاع التربوي في المزايدات والصراعات السياسوية. هذا خطاب غير مسبوق وشجاعة سياسية من الملك، وإشارة دالة إلى أن الحكومة تتجاهل التراكمات السابقة التي تحققت في مجال التعليم. غير أن الشجاعة التي ينتظرها المغاربة الآن هي أن يخرج رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران باعتباره المعني الأول بالانتقادات الملكية عن صمته، ليطلع الرأي العام الوطني على أسباب هذا الارتداد الذي تعرض له قطاع التعليم، وأن يتحمل مسؤوليته كاملة في ما وقع. من حق المغاربة أن يسمعوا من رئيس الحكومة مباشرة توضيحا، بدل ترك الحبل على الغارب لبعض المحاربين بالوكالة ليردوا على مضامين الخطاب الملكي، رغم أنهم لا يمثلون الحكومة، ورغم أن المعني الأول هو رئيسها. هذه هي الشجاعة التي ينتظرها المغاربة الآن.