كادت عملية تعشيب ثمانية ملاعب للتداريب بكل من مراكشوأكادير، استجابة لدفتر تحملات تنظيم كأس العالم للأندية، التي ستجري بالمغرب في شهر دجنبر المقبل، أن تكلف ميزانية الدولة أعباء مالية ضخمة، لولا تدخل بعض أطر وزارة الشباب والرياضة، الذين فرضوا مراقبة دقيقة على عملية طلب العروض. فحسب مصدر مقربة من الملف، فإن صفقة تكسية ثمانية ملاعب بالعشب الطبيعي، بكل من مراكشوأكادير، كادت أن تمر في سرية تامة، وبعيدا عن عرضها على أنظار القطاع الوصي. وأضاف مصدرنا أن لجنة جامعية مكونة من أربعة عناصر من المقربين جدا من الرئيس علي الفاسي الفهري، قامت بمناقشة كل الجوانب التقنية والمالية مع ممثلي شركة « gazon du Maroc »، المفضلة لدى أعضاء اللجنة، ونظمت عدة زيارات ميدانية للأماكن المعنية، وبشكل كان فيه الكثير من الدهاء، ظنا منهم أن الوزارة لن تعترض على مشروعهم، مستغلين ضيق الوقت «المفتعل». وأضاف مصدرنا أن هذا «الرباعي» عمل على إعداد ملف كامل أرفقوه بعرض الشركة وبمحضر اللجنة، الذي يعلل اختيار هذه الأخيرة دون سواها من أجل الاستفادة من تمويل الوزارة، باعتبارها الجهاز المكلف بإنشاء وتجهيز البنيات التحتية الرياضية. غير أن الجهاز الوصي، من من خلال مديرية الرياضة وقسم المنشآت الرياضية، كان له رأي آخر قلب الأوضاع رأسا على عقب، وساعدت في ذلك خبرة بعض الموظفين، الذين فرضوا الرجوع إلى القانون، عبر الاعلان عن فتح باب المنافسة أمام عدة شركات. قرار، يضيف مصدرنا، لم يرق أعضاء اللجنة الجامعية، الذين بادروا إلى طلب «نصرة رئيسهم» من أجل لعب ورقة ضغط «ضيق الوقت»، لكن مساعيهم باءت بالفشل أمام إصرار أطر الوزارة على احترام مسطرة صفقات الدولة. وأشار مصدرنا إلى أنه في يوم 19 يوليوز، تم بمقر الوزارة، استقبال أربع شركات مختصة، تقدمت بعرضها من أجل تجهيز أربعة ميادين بمراكش، وجاءت كمايلي: 41 مليون درهم من شركة « gazon du Maroc» و29 مليون درهم من شركة « grégorien» و18مليون درهم من شركة « valtech»، في حين تم استبعاد الشركة الرابعة لعدم توفرها على كل الشروط المسطرية اللازمة في مثل هذه الحالات. وفي صفقة تجهيز 4 ميادين بمدينة أكادير، انسحبت شركتان وهما « grégorien» وشركة برتغالية، في حين تقدمت شركة « gazon du Maroc» بعرض قدره 30 مليون درهم وشركة « valtech» بعرض قدره 13 مليون درهم، ونظرا لكون المسطرة تلغي المناقصة، إذا لم يتعد عدد المنافسين ثلاثة في الموعد الأول لاستقبال العروض، على أن تعاد في الموعد الثاني وتفتتح المناقصة بمن حضر. وأضاف مصدرنا أنه بعد أسبوع تم تلقي عرض شركة « valtech» بمبلغ 13 مليون درهم، أي أنها لم تغير عرضها الاول - وهذا يحسب لها - في حين خفضت شركة « gazon du Maroc» بقدرة قادر قيمة عرضها الأول من 30 مليون درهم إلى 13 مليون درهم، لكي تتساوى مع منافستها، لترسو الصفقة لصالح شركة « valtech»، التي كان لها أحسن عرض. وباختيارها يكون أطر الوزارة قد وفروا على الدولة ما مجموعه 12 مليون من صفقة مراكش و17 مليون من صفقة أكادير، أي حوالي ثلاثة ملايير سنتيم. وعلق مصدرنا على الموقف بأن الأعضاء الجامعيين حاولوا عبثا ترجيح كفة «حليفهم»، سيما وأنهم أعدوا تقريرا من أجل دعم شركة « gazon du Maroc»، مما يوحي بأن وراء الأكمة ما وراءها، معللا ذلك بتماطل أعضاء اللجنة الجامعية حتى مواعيد إعداد النظام الأساسي للجامعة، الذي تم «رفضه سابقا من طرف نفس أطر مديرية الرياضة» حتى يتسنى لهم البقاء على رأس هذا الجهاز، لضمان مرور كل الصفقات التي أبرمت سابقا، والتي تخص تنظيم كأس العالم للأندية، وفي مقدمتها صفقة شركة للنقل الجوي والبري والفنادق وأخرى للعروض الفنية واللوجستيك والتنظيم داخل الملاعب والحراسة الخاصة.