بدا لي أن مُحاوريي الفلسطينيين كانوا يتجاهلون، ربما بدون وعي، الإشارة إلى عامل مهم ساهم في صنع أيديولوجيتهم: فباستثناء واحد أو إثنين، كان جميع قادة فتح ينحدرون من الجزء الفلسطيني الذي أقامت عليه إسرائيل دولتها، و تعرضوا مع ذويهم للطرد من أرضهم خلال حرب 1948 . و كانت الغالبية العظمى من مؤيديهم في الشتات، من نفس الأصل، و بالتالي فقد كان طبيعيا تماما أن يحلموا بتحرير «كل» فلسطين، و خاصة الجزء الذي توجد به جذورهم العائلية. أما سكان الضفة الغربية و غزة ، اللتين احتلتهما إسرائيل سنة 1967، مُتسببة في موجة نزوح جديدة، فقد كانوا مجهولين بالنسبة لهم بمعنى من المعاني... و مع ذلك فإن الثوريين المبتدئين، ما لبثوا أن اكتشفوا بأن إسرائيل ليست هي الجزائر و لا فيتنام أو كوبا، و أن التضاريس المسطحة، الكثيرة القحولة للتراب الإسرائيلي، و المحيط المُعادي و الظرفية الدولية و قتالية سكان الدولة الفتية، كلها عناصر تجعل من إلحاق الهزيمة العسكرية بإسرائيل أمرا مُستبعدا. و قد اعترف لي أبو إياد، أن الأمر تطلب الحفاظ على هذا الوهم أطول مدة ممكنة، كي نعبئ الفلسطينيين اليائسين جراء سلبية و ضعف العالم العربي. و تطلب الأمر أيضا إعداد حلفاء مؤيدين للكفاح المسلح من بينهم جزائر بن بلا و بومدين و كذا سوريا البعثية، التي كان دعمها متعدد الأشكال حيويا للمقاومة الفلسطينية. كما اعترف لي أبو جهاد، قائد مقاتلي الداخل، فيما بعد أنه كان من الضروري الحفاظ أيضا على وهم فعالية الكفاح المسلح، على أمل أن يتسبب هذا في حرب إسرائيلية-عربية جديدة، من شأنها إعادة تحيين القضية الفلسطينية، التي يجهلها الرأي العام العالمي، و طرحها على الواجهة. و تبين لعرفات، المعروف بحسه البراغماتي، مبكرا أن «الهدف الاستراتيجي» لمنظمة التحرير الفلسطينية المتمثل في إقامة دولة يهودية-عربية، هو أيضا غير قابل للتحقيق. فبدأ، منذ 1973 مُنعطفا دقيقا على الطريق المؤدي إلى إقامة دويلة فلسطينية، مستقلة و ذات سيادة، إلى جانب إسرائيل بالحدود التي كانت لها قبل حرب 1967. و بعبارة أخرى، فإنه يعترف «بحكم الواقع» بدولة إسرائيل بتنازله عن ثلاثة أرباع فلسطين التاريخية ? التي طالب بها دوما جميع القادة الفلسطينيين بمن فيهم سابقوه ? ليكتفي باسترداد الضفة الغربية و غزة و القدس الشرقية. و قد خلق هذا المنعطف ردود فعل غاضبة داخل منظمة التحرير الفلسطينية و خلق عدة أزمات جدية. و توج عرفات هذا التحول بتغيير الميثاق الوطني، حيث جعل من الكفاح المسلح «أحد وسائل» النضال من أجل الاستقلال و ليس «السبيل الوحيد». و بذلك دخل بقوة إلى الطريق الوسيع للدبلوماسية، ذلك الفن الذي اكتشفه بالممارسة الماهرة، التي تجمع بين المرونة و التصميم. و رغم كل ذلك، فقد سجل إخفاقات متوالية، و ارتكب أخطاء في التقدير و في الحكم، كما لم يتمكن من إقامة حوار حقيقي مع الرأي العام الإسرائيلي، ذي النفسية المركبة و المعقدة. بيد أن ما يخفف عنه، أنه أضطُر لمواجهة تحالف استثنائي الاتساع من أعداء القضية الفلسطينية، لم تواجهه إلا قلة من حركات الاستقلال الوطني في العالم. كانت تقلباته تُثير التضايق، و كذا لغتُه المزدوجة و تصريحاتُه الملتبسة و أنصافُ الحقائق التي يطلقها و ُمبالغاته و صمتُه العميق أيضا. لكن هل كان بإمكانه التصرف بشكل مختلف و هو يقود حركة من المنفى، و يدافع عن مصالح شعب مشتت، لا يملك ترابا و لا بنيات دولة و لا تمويلات بدون غرض؟ كان عليه أن يواجه جبهة واسعة من الخصوم الخطيرين: إسرائيل، الولاياتالمتحدة، دول عربية مختلفة تتقاطع مصالحها مع مصالحه، إضافة إلى منظمات فلسطينية منافسة. و في المقابل لم تقدم له أوربا، ذات النية الحسنة نظريا، أي عون بينما كانت مساعدة «المعسكر الاشتراكي» المتناقصة و الباردة و الغامضة،لا تشكل ثقلا كافيا أما ثقل الذين يريدون فناءه. أفلت ياسر عرفات من عدة عمليات ومحاولات اغتيال، فقد نجا من القصف الانتقائي للطيران الأردني في عمان (1970) و الإسرائيلي في بيروت (1982) و في تونس (1985). و أفشل عدة مناورات كانت تهدف إلى إزاحته عن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية. و خرج سالما حين سقطت طائرته الشخصية في الصحراء الليبية، حتى أصبح - بالنسبة للمقربين منه - رجلا محاطا بالبركة و الحماية الإلهية، فيما لقبته المنشورات الغربية ،التي دأبت على إعلان سقوطه القريب و أعدت مقالات النعي مقدما، ب»الطافي أبدا» أو «المنبعث». و قد تمكن من البقاء بفضل مبدأ ثابت هو: عدم القطع مع أي كان، بمن فيهم و خصوصا من يُضمر له السوء. هذه العقيدة، التي تتحكم في كل تصرفاته، أعطت نكتة طريفة تروج بين مساعديه: كان عرفات مصحوبا برفيقه أبو مازن (الذي سيخلفه بعد وفاته) حين قيامه بأداء فريضة الحج بمكة، و من ضمن طقوس الحج القيام برجم ثلاثة أعمدة ترمز للشيطان. فقام أبو مازن برمي الحجارة و لما رأى رفيقه لا يقوم بذلك سأله مستغربا فأجابه عرفات: «من يدري...» ردا على الصحفيين الذين سألوه عن نوعية علاقاته بالعالم العربي، «برهن» - بسذاجة تكاد تكشف عن نفسها- على أنها ممتازة بتقديمه لألبوم صور و هو يعانق عناقا حارا، كل واحد من القادة العرب، بمن فيهم من قام في وقت من الأوقات باعتقاله أو طرده أو التآمر عليه. و خلال أكثر من ثلاثين عاما، لم أتمكن من جره للحديث عن خلافاته، المعروفة مع ذلك، مع «أشقائه» العرب، الذين يُسرع إلى الإشادة بهم و تبجيلهم. كانت تبعيته المالية و الدبلوماسية و السياسية لهم، تجعل من الضروري في نظره، تفاديهم و لعل هذا واحدا من الأسباب التي جعلته يرفض عروضي المتكررة له بكتابة سيرة حياته أو بالتعاون معه في تحرير سيرته الذاتية، و لو على شكل حوارات يكون له حق التحكم فيها. كنت أقول له أن مثل هذا العمل ضروري لفهم تاريخ الحركة الفلسطينية التي أسسها، و المجهولة تماما حتى من طرف المنتمين لها.و أمام هذا الرفض المتوالي، حققت هذا المشروع مع أبو إياد، الذي ألفتُ حوله في السبعينات كتابا تحت عنوان «فلسطيني بدون وطن». و بهذا ترك عرفات لأبي إياد مهمة توجيه النقد بالإسم، لهذا القائد العربي أو ذاك ممن «خان» القضية الفلسطينية، و هو ما قام به أبو إياد بدون قيد، في هذا الكتاب أو في تصريحاته و كتاباته. و لم يقم رئيس منظمة التحرير الفلسطينية أبدا باستنكار هذه التصريحات، و مع ذلك فقد حافظ على علاقات طيبة مع نظرائه العرب. من المحقق أن الزعيم الفلسطيني كان يمارس دبلوماسية «طائرة»، متنقلا بين العواصم المختلفة في قفزات متوالية. و لأسباب أمنية ، فقد كانت أسفاره تتم بسرية فلا أحد كان يعرف متى سيأخذ الطائرة (التي يضعها البلد المضيف رهن إشارته) و لا أين سيتوجه، و الأكثر من هذا أنه كان يحدث أن يغير مسار رحلته و هو في الجو. كان يعرف كيف يتحرش بالقادة العرب حين يريد و كيف يستعطفهم بتبديد ما كان يعتبره سوء فهم لا غير. و كان يقدم لهم خدمات كبيرة أو صغيرة، كأن يُطلعهم ،مثلا، على معلومات استخبارية حصلت عليها أجهزته القوية و الفعالة، أو يقوم بوساطات حميدة بين حكومتين متخالفتين. و لم يكن المستفيدون يتأخرون في أداء المقابل. و بالموازاة مع ذلك، كان يتوفر على شبكة واسعة من المبعوثين من مختلف التيارات تسمح له باللعب كما يشاء على اللوحة الدولية. و مُخلصا لنفسه، لم يكن يُبدي العداء أبدا للقادة الإسرائيليين ، حتى حينما كانوا يشتمونه. و هكذا فقد فاجأ حتى الذين يعرفونه، حينما رأى من المفيد أن يُحيي «رجل السلام» في شخص «أرييل شارون»، حين أصبح هذا الأخير سنة 2001 رئيسا للوزراء، و بالتالي مُحاوره الضروري في «مسلسل السلام». و لم يُشر أبدا بعد ذلك، إلى مسؤولية الوزير الأول الإسرائيلي عن مجازر صبرا و شاتيلا، و لا إلى محاولاته المتعددة لقتله خلال غزو لبنان سنة 1982، و لا إلى تهديداته المتكررة عبر السنين ب»تصفيته الجسدية»، و لا إلى رفضه في كافة الظروف مصافحة من كان يُسميه دوما ب»الكذاب المرضي» أو «رئيس العصابة» أو «القاتل». و مثل أصم و أعمى، واصل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية سياسته الثابتة: سياسة اليد الممدودة. و إلى الذين كانوا استغربوا لذلك، و أنا ضمنهم، قال أن السلطة الفلسطينية، و في مصلحة السلام، عليها احترام أي قائد إسرائيلي كيفما كان، طالما أنه تم انتخابه بشكل دمقراطي. و من هذا المنطلق دعا حكومة القدس إلى احترام نفس القاعدة حُيال السلطة الفلسطينية، و هي الدعوة التي ظلت بدون جدوى بسبب اختلال ميزان القوى المائل كثيرا لصالح المحتل. كان الشاعر الفلسطيني محمود درويش، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، يقول عن ياسر عرفات، الذي كانت له معه في بعض الأحيان خلافات حادة: « أنه صلب مثل الفولاذ و مرن مثل المطاط، قابل للتمدد إلى ما لا نهاية، يسير تحت المطر دون أن يبتل، يتقدم متلويا في حقل ألغام، دون أن يبتعد عن هدفه». كما كان ل «طوماس فريدمان»، الصحفي الشهير في «نيو يورك تايمز»، الذي لا يُكن له الحب، رأي قريب حين قال أن «عرفات غواري من مادة «التيفلون»، لا شيء يلتصق بجلده، لا رصاص و لا انتقادات و لا اعتداءات الخصوم و لا الإخفاقات». كنت أستغرب لهدوئه خلال الاجتماعات العاصفة للمجلس الوطني الفلسطيني، برلمان منظمة التحرير الفلسطينية، الذي يضم كافة التيارات. فقد كان يُنصت دون أن يرف له جفن، لهجومات خصومه الأكثر حدة. كما رأيته مثلا يعانق جورج حبش طويلا، بعد أن أنهى هذا الأخير مرافعة شديدة اللهجة ضده متهما إياه ب»الخيانة». و مرة أخرى ، كان على أبي إياد رفيقه الوفي أن يصعد للمنصة كي يرد على زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشدة و حزم، لكن بلباقة مثالية. كان من الضروري الحفاظ، بأي ثمن، على وحدة المقاومة بمختلف مكوناتها. فالنقاشات داخل المجلس الوطني الفلسطيني، التي شهدتها، و هي غالبا ما تكون حادة، لا تتطور أبدا إلى الأسوأ. و حين تحصل بعض التجاوزات اللفظية، يقوم رئيس الجمعية فورا بالأمر بعدم تسجيلها في محضر الجلسة. و كانت كل المواجهات تنتهي بتسويات في العمق، و لو لم تتم من الناحية الشكلية، و ذلك بفضل غنى اللغة العربية و بلاغتها مما يسمح بحفظ ماء الوجه للجميع. و كما هي العادة في الجمعيات الغربية، يواصل الخصوم السياسيون نقاشاتهم في نهاية المساء، ليس في «المقصف» لكن في المقهى حول عصير فاكهة أو حول مائدة مترعة. و يحصل لعرفات أن يقدم استقالته من كافة مناصبه، كما فعل في ماي 1983، حين رفضت الهيآت القيادية لمنظمة التحرير الفلسطينية و لحركة فتح، حركته نفسها، اتفاقا أبرمه دون استشارتهما مع الملك حسين.و انتهى بالتنازل حين «جمد» اتفاقه مع العاهل الأردني...موقتا. تقف الدمقراطية على عتبة السلطات التي منحها لنفسه رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. فمالية هذه الأخيرة و أجهزتها الأمنية تعتبر «مجالاته الخاصة»، التي كان يدبرها في عتمة مطلقة. فقد كان يضع الأموال التي يحصل عليها من مختلف المصادر، في حسابات سرية كان وحده من له حق الوصول إليها ( صحبة واحد من مساعديه الثقاة المجهول الإسم) و كان يتصرف فيها بسرية كاملة. و رغم شكاوي خصومه من أن هذه الأموال كانت تستخدم لأغراض غير معروفة، إلا أن لا أحد منهم شكك في أمانته. علما أن جميع الحركات المنضوية تحت منظمة التحرير ، و المستقلة تماما، كانت تفعل نفس الشيء. كانت حرية التعبير كاملة خلال اجتماعات منظمة التحرير الفلسطينية. ففي المؤتمر الوطني الفلسطيني المنعقد في فبراير 1983 ، ستة شهور بعد هزيمة حرب لبنان، كانت التدخلات عنيفة، و الانتقادات و الاتهامات التي أطلقتها المعارضة قاسية جدا. لكن بعيدا عن الرهانات السياسية، فإن الحدث الأبرز الذي أثار انتباهي كان هو حضور «أمنون كابليوك»، الصحفي الإسرائيلي المُتقن للغة العربية، الذي واظب على حضور جميع جلسات الاجتماع، و كان هذا حدثا غير مسبوق. كان «كابليوك» الضيف الشخصي لعرفات، الذي التقاه أول مرة في بيروت خلال مُحاصرة العاصمة اللبنانية من طرف «أرييل شارون». و قد أجرى معه حوارا في ملجأ تحت الأرض في حين كانت القذائف تتساقط على المدينة. تلك كانت المرة الأولى التي يوافق فيها الزعيم الفلسطيني على مقابلة ممثل للصحافة الإسرائيلية. و فيما بعد، أثار «كابليوك» انتباه القادة الفلسطينيين بالكتاب-التحقيق الذي أنجزه و نشره حول مجازر صبرا و شاتيلا، و الذي قدم فيه معلومات تؤكد المسؤولية الثقيلة للجنرال شارون. و في كلمته، أشاد أبو إياد بالصحفي الإسرائيلي بالإشارة إلى حضوره في الجمعية، مثيرا تصفيق البرلمانيين جميعا. و قد نشر أمنون كابليوك»، و هو رجل يساري و وطني إسرائيلي متعاطف مع القضية الفلسطينية، سيرة حياة عرفات، الذي ظل على ارتباط به حتى وفاة هذا الأخير سنة 2004 . في ختام الجلسة الأولى للبرلمان الفلسطيني، دعانا عرفات معا إلى عشاء في مسكنه. و مما أثار مفاجأتنا أنه دعا إلى مائدته القادة الرئيسيين لمنظمة التحرير الفلسطينية، بمن فيهم خصومه الأكثر شراسة، جورج حبش و نايف حواتمه، زعيمي منظمتين مُتمركستين. و قد جرت الأحاديث بشكل ودي كبير، رغم الأسئلة المحرجة في بعض الأحيان، التي كنا نطرحها. و قد وقع حادث مُضحك قبل العشاء. فبعد أن سمح عرفات لأمنون كابليوك باستخدام خطه الهاتفي الشخصي، أملى الصحفي مراسلته باللغة العبرية إلى صحيفته «يديعوت أحرونوت». و بعد المراسلة، هرع الحراس الشخصيون لزعيم منظمة التحرير نحو الصحفي الإسرائيلي كي يعانقوه بحنان و يشكرونه بعبرية جيدة. لقد كانوا جميعا مواطنين إسرائيليين سابقين، حنوا إلى الوطن. كانت عادة عرفات تفادي القطيعة مع الجميع، تثير غضب القادة الإسرائيليين بشكل كبير. فلم يكونوا مسرورين للإجماع الثابت الذي يحققه الزعيم الفلسطيني داخل منظمة التحرير، بتقديمه تنازلات لخصومه الراديكاليين من أجل الحفاظ على وحدة مركزية الفدائيين، «مثل بؤبؤ عينيه» كما كان يقول. هذا الهوس ب»الوحدة ضمن الاختلاف» كما كان يُعرفها، كان استراتيجيا و تكتيكيا في نفس الآن: استراتيجيا كان يعتقد أن حركته ستسير نحو الخُسران إذا ما تحركت بشكل متفرق، و تكتيكيا لأنه يعرف الروابط الخفية و المكشوفة بشكل أو بآخر، بين عدة فصائل عضو في منظمة التحرير مع مختلف الدول العربية. فقد كان حذرا في عدم إقصائها خارج المنظمة الأم. و لم تكن تنازلاته مع ذلك تُثمر ?بما أنها لم تكن تدوم في نظره إلا المدة التي يمنحها لنفسه كي يقنع خصومه بصحة وجهة نظره. و فيما عدا ذلك فإنه كان يتجاهل التزاماته بما تسمح به الدبلوماسية السرية التي كان يُمارسها. و هكذا توجه إلى القاهرة سنة 1983 للتصالح مع الرئيس حسني مبارك في الوقت الذي قاطع فيه العالم العربي مصر منذ السلام المنفرد الذي وقعته مع إسرائيل سنة 1979. و أمام الأمر الواقع، احتج القادة الفلسطينيون غاضبين بشدة، قبل أن ينضموا تدريجيا لمبادرة عرفات التي رآها ضرورية لدعم منظمة التحرير الفلسطينية، التي ضعُفت بعد طردها من لبنان قبل عام من ذلك التاريخ. الحلقة المقبلة: أبو إياد و حكاية شجرة البرتقال