3 – بعد استئناف صدور جريدة «المحرر» كيومية منذ 23 نونبر 1974 تحمل عمر بنجلون مسؤولية إدارة «المحرر» مرة ثانية، انتخب عضوا في المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المؤتمر الاستثنائي في يناير 1975، وبعدها تعرض لحادثة اغتيال غادرة يوم 18 دجنبر 1975. لقد كان اغتياله عمل إرهابي خططت له عدة اجهزة، ونفذه تلاميذة الظلام ومحترفوا العماء الإيدلوجي، وكان قتله يستهدف قتل الفكر الاتحادي وإطفاء الشعلة النضالية التي فجرها الوضوح الفكري والسياسي كما رسمه عمر ورفاقه في الحزب، وكان قرار القتل جاهزا وفي كل مرة كان الإخراج يتغير ولما لم يفلح الإعدام القضائي، والإعدام بالطلاد الملغوم، جاء الإعدام بيد الإرهاب الفكري المتلبس بالدوغمائية العقائدية. لاحقا تمكن المخطط الرئيسي في الاغتيال، المدعو عبد الكريم مطيع خلال نفس الفترة من الهروب خارج الوطن رغم أن إسمه كان يتداول داخل المحكمة كمتهم رئيسي، واستقر في وقت سابق في ليبيا. الا أنه بعد تاريخ 7-8 يناير 1976 وبعد أن قدمت بعض الوثائق الى قاضي التحقيق استغرب الجميع من اختفائها، بحيث أن الوثائق المختفية تعتبر منطلقا من المنطلقات الأساسية للوصول الى الحقيقة. وسيتعرف عميل الكاب 1 أحمد البخاري، بأن عناصر في الإستخبارات نسجت فعلا علاقات مع متطرفين لتنفيذ جريمة اغتيال عمر بنجلون، وكانت جريمة سياسية نفذت بأدوات دينية. بعد عدة سنوات من جريمة الاغتيال أوضحت الحركة الإسلامية المغربية، التي يتزعمها مطيع أن المدعو عبد العزيز النعماني هو من أتباع الدكتور عبد الكريم الخطيب، مشيرة إلى أنه لطالما تدخل قبل الحادثة لإبعاد بعض المضايقات عن النعماني أو تقديم بعض الخدمات له، وبهذا الربط تكون الدولة في شخص عبد الكريم الخطيب هي المسؤولة عن هذا الاغتيال. كما أكدت الحركة أنه تحت جناح الخطيب اختبأ النعماني في المغرب حوالي سنتين آمنا مطمئنا، بل طالبا في معهد تكوين المدرسين بمكناس. وأضافت أنه تحت مسؤولية الدولة أتلف الخطيب (مؤسس حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه بنكيران رئيس الحكومة المغربية حاليا) وثائق التحقيق من المحكمة وأصولها في مراكز الشرطة. لقد تم اعتقال النعماني ثم أطلق سراحه وسافر إلى الخارج، واستمر الإتصال والتوجيه قائما بين النعماني والخطيب في أروبا... ومن جهة أخرى أن حسن عبد الرحمان بكير الأمين العام للشبيبة الإسلامية المغربية اتهم الدكتور عبد الكريم الخطيب (أول أمين عام لحزب العدالة والتنمية بالمغرب) في قضية اغتيال عمر بنجلون، ويضيف «أن النعماني من أتباع الخطيب، وكان يأتمر بأمره في المغرب، وانتقل إلى أوربا بجواز سفر مزور»، ويضيف بكير «أن خلية الإغتيالات السياسية في المغرب منذ الإستقلال كان يسيرها الأمن تحت إشراف وتوجيه من لجنة عليا على رأسها الدكتور الخطيب وهي التي نسقت اغتيال قادة جيش التحرير ...». وفي هذه القضية كان الخطيب هو من توسط لتوكيل محام من مصر للدفاع عن المتهمين أمام المحاكم بعد أن رفض المحامون المغاربة الدفاع عنهم. كما أن عبد الكريم الخطيب كشف عن معطيات حول حادث الإغتيال حيث قال أنه التقى مرتين بعبد الكريم مطيع زعيم الشبيبة الإسلامية المتهم بالوقوف وراء جريمة الإغتيال.