في كتابها الجديد »ذات المؤلف: من السيرة الذاتية إلى التخييل الذاتي« (دار الأمان - الرباط 2013) تخرج الناقدة زهور كرام بخلاصات تعيد، كما تقول، «الانتباه إلى المنطق الداخلي الذي يتدبر شأن تكوين النص«، ساعيةً إلى إنتاج وعي بالنص انطلاقاً من بنيته الداخلية التي تعيش التحول باستمرار. وهذا الوعي لا بد له من أن يؤثر في تحرير الشكل المألوف للنص دافعاً إياه للانفتاح على »أشكال متعددة ومختلفة« وفق مرونة عناصره الداخلية وحيويتها. إلاّ أنّ هذا الانفتاح أو التحرر لا يعني نفي سؤال الأجناس الأدبية الذي يرافق تشكل النص الأدبي في بنائه وتحولاته، كما تقول الناقدة. وهي ترى أن الرواية هي الأكثر استفادة من استخدام »النص«، وأنّ التجريب هو من أهم تجليات انفتاح النص الروائي على التحول. تحلل الكاتبة »جرأة« الكتّاب المغاربة على خرق حدود الأجناس الأدبية التي تصفها ب »المؤسسة« عبر تخطي تعيين النص بالمفهوم المتداول نقدياً (الرواية)، واعتماد هوية جديدة توافق حضور »ذات« المؤلف. وفي رأيها أنّ عوامل عدة تكمن وراء هذا الانفتاح على الذات الذي ساهم في إنتاج وعي نقدي بوضعية الكتابة المغربية الراهنة ومنها: 1- رواج السيرة الذاتية في الأدب المغربي منذ عام 1983 عبر أعمال لكتاب من أمثال: مليكة الفاسي، التهامي الوزاني، عبد المجيد بنجلون وسواهم، 2- التحولات السياسية التي شهدها المغرب في الحقبة الأخيرة أنتجت مناخاً أتاح الفرصة لبروز الذات بصفتها موضوعاً للكشف والبحث والفضح ومادة للتساؤل عما حدث ويحدث وللتأمل فيهما، 3- تجربة السجن التي أوجدت نصوصاً مرتبطة ب »الذات« وخلقت أشكالاً تعبيرية تنتمي إلى »الأدب الشخصي« مثل المذكرات واليوميات والرسائل والاعترافات وسواها، 4- العلاقة بين الإبداع والنقد التي رسخها بعض الروائيين -النقاد ساهمت في ترسيخ الوعي الأدبي الجديد ب »الذات«، 5- الدور الإبداعي الذي أدته المرأة الكاتبة. .