في هذا الحوار يبسط الراضي الليلي الإعلامي بالقناة الأولى، الذي كان يقدم النشرة الإخبارية الرئيسية مجموعة من الوقائع والخلافات المهنية التي كانت تقع بينه وبين فاطمة بارودي، مديرة الأخبار بقناة «الأولى»، والتي أسماها بالاستفزازات واعتبرها مجرد تصفية حسابات اتجاهه، ويكشف أيضا عن مضمون تقريرين في حقه رفعا إلى الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فيصل العرايشي. كما يتطرق إلى مسألة عناوين النشرة ليوم 17 يونيو 2013 التي أفاضت كأس الخلاف، وفي آخر هذا الحوار يتوجه الى الرئيس المدير العام للشركة لإحقاق الحق وإنصافه، وإذ تنشر جريدة «الاتحاد الاشتراكي» هذا الحوار المتضمن لوجهة نظر لأحد طرفي الخلاف، فهي تبقى منفتحة على وجهة النظر الأخرى إذا ما توصلت بها من أجل نشرها. ماذا حصل حتى تم الاستغناء على محمد الراضي الليلي الصحفي بقناة «الأولى»، كي لا يقدم النشرة الإخبارية الرئيسية؟ المشكل يتلخص في أن منذ ثمانية سنوات وأنا أقدم النشرة الإخبارية وأحررها في نفس الوقت ثم أكتب عناوينها، بل أن كتابة عناوين النشرة أضحت محل اقتباس من قبل بعض الزملاء، فلاحظت أنه في فترة بدأت فاطمة البارودي مديرة الأخبار بالقناة الأولى في استفزازي عن طريق رؤساء التحرير وبالخصوص قبل بداية النشرة حيث عادة ما يكون المذيع متوثرا ويبحث عن كل أسباب الهدوء والتحكم في الأعصاب خلال النشرة. في ماذا تتمثل هذه الاستفزازات؟ من ضمن هذه السلوكات الأمر بتغيير ترتيب موضوعين مترابطين قبل ستة دقائق عن موعد النشرة، هذه الاستفزازات ستليها استفزازات أخرى منذ مجيئها إلى رئاسة مديرية الأخبار، مثلا الإقصاء من التغطيات الوطنية والدولية ففي عهدها ثلاثة خرجات دولية بينما هناك من سافر لأكثر من 15 مرة، ثم محاولات الإقصاء من التغطيات المقترحة للأقاليم الجنوبية. هل لديك وقائع في هذا الإطار؟ نعم مثلا تغطية موازية لمفاوضات مانهاست حول الصحراء المغربية، انطلاقا من العيون، حيث خيرتني بين السفر إلى مدينة العيون برا والمسافة الإجمالية كما هو معلوم أزيد من 2400 كلم أو بين خيار إلغاء السفر، مع العلم أن إيفاد بعثات تلفزية إلى العيون أو الداخلة في السابق تتم جوا عبر الطائرة. وكيف تعاملت مع الواقعة؟ تحديت هذا المعطى وسافرت إلى العيون عبر السيارة رفقة المصور الصحفي عبد الفتاح الزوين ولما أنجزت التقرير عن اراء شيوخ القبائل الصحراوية في مدينة طرفاية حول موضوع مستقبل مفاوضات الصحراء المغربية وتوجيه رسائل الحكمة إلى أهالينا في المخيمات والى النظام الجزائري الداعم للأطروحة المزعومة، أفاجأ بأن السيدة فاطمة البارودي تحذف الموضوع من دليل نشرة المساء قبل خمسة دقائق عن بدايتها بدون أي مبرر مما اضطرني إلى عرض التقرير نفسه عبر قناة العيون الجهوية في نشرة المساء لأنه تصادف وإخباري للشيوخ بعرض التقرير في نشرة التلفزة الوطنية. ربما هناك تقدير مهني آخر للموضوع؟ الخطير في الأمر أنه في اليوم الموالي، مديرة الأخبار سألت عن مدة التقرير وهو ثلاثة دقائق و45 ثانية، فقالت بأنه تقرير مطول، فقامت ببثره عن طريق تقليص مدة شهادات شيوخ القبائل الصحراوية في مدينة طرفاية، ونفس الأمر فعلته مع تقرير شيوخ القبائل الصحراوية من مدينة العيون الذي عرض في اليوم الموالي، وهذا الأمر بالنسبة لي استخفاف بالبعد الإعلامي للقضية الوطنية وما يمكن أن تشكله شهادات هؤلاء في تغيير مواقف خصوم وحدتنا الترابية. ومن أحدث الأشياء أيضا أنني اكتشفت أن فاطمة البارودي مسؤولة عنها اختفاء ملفي لطلب بطاقة الصحافة 2012، إذ بعد سبعة أشهر من السنة نفسها اكتشفت أن ملفي اختفى ولم يتم بعثه إلى وزارة الاتصال على الرغم من أنني سلمته شخصيا للمسؤول بمديرية الأخبار ولولا تدخل وزير الاتصال لما حصلت على بطاقة الصحافة لهذه السنة. وهل هناك وقائع أخرى حديثة العهد كان فيها خلاف مهني معين مع مديرة الأخبار؟ نعم واقعة أخرى حدثت قبل توقيفي بنحو شهر ونصف حينما امتنعت مديرة الأخبار عن بث تقرير عن حفل عزاء المستشار في الديوان الملكي الرئيس السابق لديوان صاحب السمو الملكي الأمير مولاي عبد الله الراحل سيدها ولد الشيخ أحمد على الرغم من أن الحفل التأبيني رعته الكتابة الخاصة لجلالة الملك، وقرأت فيه برقية تعزية ملكية إلى أسرة الفقيد وحضره عدد من المستشارين في الديوان الملكي وأصدقاء الفقيد من أعيان القبائل الصحراوية، فقمت حينها بإنجاز التقرير في نسختين سلمت إحداها إلى رئيس التحرير الحسين الحنشاوي وأخرى إلى قناة العيون الجهوية عرضتها في نشرة المساء أما مديرة الأخبار البارودي فقد رأت أن الموضوع لا يستحق أن يعرض في أي من نشرات التلفزة الوطنية. وماذا عن العناوين التي كانت سببا في الخلاف؟ يوم 17 يونيو أطلعت مديرة الأخبار على عناوين النشرة الرئيسية عن طريق رئيس التحرير وقامت بتغيير بعض الكلمات وليس الجوهر، أمام هذا الأمر قمت بواجبي المهني كما قمت به منذ سنوات، وقرأت العناوين التي اعتقد أنها هي التي على صواب ويمكن التأكد من ذلك من خلال عرض نشرة المساء ليوم 17 يونيو 2013، وهذا تحدي فرضته علي مديرة الأخبار لكنها تعلم أنها لو عرضت النشرة سيكتشف المغاربة وقبلهم الرئيس المدير العام للشركة للاذاعة والتلفزة أنها كذبت عليم جميعا في ما قالت بأني لم أقم بواجبي المهني وأؤكد مرة أخرى أن مسألة العناوين ليست سوى حق أريد به باطل لتغطية حسابات متراكمة للبارودي اتجاهي منذ وصولها إلى هذا المنصب. وقامت مديرة الأخبار كذلك بنحو سنة ببعث تقرير إلى الرئيس المدير العام، وهو التقرير الوحيد الذي كتبته هذه الأخيرة في حق أحد صحفيي المديرية، التقرير يتضمن اقتراح على الرئيس المدير العام للشركة بإلحاقي بقناة العيون الجهوية أو إرجاعي إلى وزارة التربية الوطنية على حد قولها على الرغم من أنني أمارس العمل الصحفي المهني بالقناة الأولى منذ 13 عاما، ولما لم تنجح لها هذه الخطة قامت بتحرير تقرير ثاني يومين بعد الواقعة يحمل اتهامات خطيرة في مصداقيتي ووطنيتي إذ أنها قالت للسيد العرايشي ما معناه بأنها لا تستبعد أن أقوم بسلوك خطير في البث المباشر وهذا بالنسبة لي انتقاص من وطنيتي ما دامت تصنفني في خانة غير المؤمتمن جانبهم، بينما لديها كامل الثقة في بقية الزملاء وهذا يعنيه ما يعنيه ويستوجب ممن يهمه الأمر البحث في خباياه وإذا كان لدى البارودي ما يؤكد ادعاءاتها فلتخبر به الأجهزة المعنية. هل طرقت بعض الأبواب من أجل تبديد هذا الخلاف وحل المشكل نهائيا؟ أول هذه الأبواب، كان الرئيس المدير العام للشركة فيصل العرايشي الذي أكن له كامل الاحترام ويعرفني داخل المؤسسة منذ 1999 ولقد طالبت بمقابلته شخصيا عبر مراسلة مسجلة في مكتب الضبط يومه 27 يونيو لكن اعتقد أن أيادي منعت وصول هذا الطلب إلى الرئيس المدير العام حتى لا أفضح كل هذه الوقائع بعد ذلك راسلت رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية ولم أتلقى حتى اليوم أي رد على مراسلتي، بعدها راسلت الديوان الملكي ورئيس الحكومة ووزير الداخلية ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان وأمينه العام ومنظمة أمنسيتي المغرب ومنظمة مراسلون بلا حدود، ولازلت أنتظر رد هذه الجهات. والآن ما الذي يطلبه الراضي الليلي بعد مرور أكثر من شهر على هذا الخلاف؟ أولا أريد القول للسيد العرايشي بأني لم أرتكب خطأ مهنيا، وأن من افتعل هذه القضية هي مديرة الأخبار وانه كما كان دائما مكتبك مفتوحا في وجه تظلماتي، أطلب منكم إعادة الحق لصاحبه ومعاقبة الجاني وان المتضرر الأول والأخير في هذه الواقعة هو القناة الأولى، كفاءتي قادر على بلورتها في أي مكان آخر لكن أن تتنكر لي مؤسستي بعد 13 سنة من العمل فهذا أمر أعرف السيد العرايشي لن يقبله إنسانيا ومهنيا.