عابد فنان مغربي طموح مطرب، شاب يبلغ من العمر 26 سنة، هاجر إلى فرنسا من أجل متابعة الدراسة، ومن تم انتقل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث حصل على دبلوم MBA (دبلوم الماجستير في إدارة الأعمال الادارية)، بعد ذلك تفرغ كليا للغناء، حيث استطاع بفضل صوته الشجي الدافىء أن ينتج مجموعة من الأغاني بالعربية والانجليزية. كانت أول زيارة قام بها إلى لبنان فرصة للقاء الملحن السوري مازن الأيوبي والشاعر اللبناني طوني أبي كرم وكذلك المخرجة اللبنانية رندلي قديح التي صورت له كليب لقطعة «أنا مين». شارك مؤخراً في مهرجان موازين، فكانت هي الأخرى محطة مهمة في مسار هذا الفنان الشاب الطموح . كان ل«الاتحاد الاشتراكي» لقاء به وأجرت معه الحوار التالي: أجرى الحوار: عبد الرحيم الراوي { كيف كان إحساسك عندما تم استدعاؤك من طرف منظمي مهرجان موازين الأخير؟ بكل صراحة، انتابني إحساس بالفخر والاعتزاز، فهي فرصة كبيرة للقاء الجمهور المغربي في المغرب وكذلك فرصة للقاء فنانين مغاربة وأجانب، كما اعتبرتها التفاتة ذات بعد أخلاقي في حق فنانين يعيشون في المهجر. { كنت مبرمجاً في نفس الحفلة التي أحيتها الفنانة اللبنانية نجوى كرم، كيف كانت الأمسية؟ كان لي كامل الشرف أن أغني في نفس الخشبة التي أدت فوقها شمس الأغنية اللبنانية مجموعة من روائعها، في البداية، توجهت إلى الجمهور الذي حضر بكثافة لمتابعة تلك الأمسية وقلت لهم إنني أحب نجوى كرم أكثر من محبيها. بالنسبة لي، كانت أمسية رائعة وناجحة بجميع المقاييس، بفضل هذا الجمهور الذي تفاعل بشكل كبير مع الأغاني التي أديتها بالعربية والانجليزية. { بعد السهرة، كان لك لقاء معها، ماذا دار بينكما؟ كان بالفعل لقاء شيقاً، شكرتها على تلبية الدعوة بخصوص مشاركتها في موازين، هي الأخرى لم تخف إعجابها بالعرض الذي قدمته في تلك الأمسية. ونصحتني بأن أبقى كما أنا متواضعاً وبسيطاً، في إشارة إلى أن ذلك هو أساس نجاح كل فنان كيفما كانت قيمته الفنية. { ألا تفكر في العمل مع نجوى كرم؟ نفس السؤال طرحه الإعلامي اللبناني عماد هواري على نجوى كرم، فردت عليه قائلا: «يا ريت»... هذا شرف كبير بالنسبة لي، فكل فنان يحلم بالغناء إلى جانب شمس الأغنية اللبنانية، فصوتها الجبلي الأصيل هو عبارة عن رسالة محبة وسلام لجميع اللبنانيين. { تلقيت نصائح من مجموعة من الفنانين الكبار ككاظم الساهر، ماجدة الرومي ونجوى كرم، ما هي النصيحة التي يمكن أن توجهها للفنانين الشباب المبتدئين؟ أنا الآخر لازلت في حاجة إلى من ينصحني، فأنا أعتبر نفسي دائماً مبتدئاً في مجال الغناء، لكن لابأس أن أوجه نصيحة إلى كل الشباب الذين يتطلعون إلى مستقبل ناجح لأقول لهم: الدراسة أولا، العمل على صقل الموهبة، التواضع وأخيراً الابتعاد عن كل ما هو مبتذل. { بخصوص الفن المبتذل، ما هو تقييمكم للساحة الفنية في الوطن العربي؟ مما لاشك فيه أن الوطن العربي بما فيه المغرب، بطبيعة الحال، يعج بالأصوات الجميلة، سواء في صفوف الذكور أو الإناث، لكن هذه الأصوات في غالبيتها لا تجد من يوجهها بشكل صحيح، فتسلك طريق الشهرة وكسب المال بأقل تكلفة، وهذا غير مقبول بالنسبة إلى كل فنان يحترم نفسه وجمهوره، فالغناء ليس هو الاكسسوارات والمظاهر المجانية، بل هي مسؤولية جسيمة على عاتق الفنان من أجل العمل على التعريف بثقافة الانسان العربي وتصحيح نظرة الغربيين للشرق وكذلك العمل على إغناء الخزانة الفنية العربية التي عرفت قرنا من العز والرقي قبل أن تصل إلى زمن الاندحار، لكن حتى لا أكون متشائماً، هناك فنانون في المقابل لازالوا يكافحون من أجل الرقي. { ما هي مشاريعك المستقبلية؟ لدي أول ألبوم جديد سأعمل على إصداره من الولاياتالمتحدةالأمريكية، سوف لن أتحدث عنه كثيراً، لأنني أفضل أن يبقى مفاجأة لجمهوري الحبيب، كما أتطلع إلى الحصول على دبلوم MBA في الغناء، وهو نفس الدبلوم الذي حصلت عليه في الاقتصاد، وهذا سيؤهلني إلى تعميق الجانب المعرفي في مجال الموسيقى، وسيمكنني كذلك من تطوير قدراتي في الغناء. هذا القرار ينبثق من إيماني الراسخ بأن الفنان يجب أن يكون متجدداً وابن عصره.