لقد شكل مطلب حماية الملك الغابوي بجماعة ايت زدك إقليم ميدلت، هاجسا أساسيا للساكنة وجمعيات المجتمع المدني المهتمة بقضايا البيئة، والتي سبق لها أن أصدرت بيانا نبهت من خلاله إلى حجم التخريب الذي تتعرض له الثروة الغابوية وانعكاسه على انجراف التربة وما يسببه من فيضانات مهددة لسلامة الساكنة ، وهو ما يتنافى مع مقاربة المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر الرامية إلى تنمية المجال الغابوي والحفاظ على ديمومته. وفي اتصال مع الحسين عياش رئيس المجلس القروي لايت زدك ، صرح لجريدة الاتحاد الاشتراكي ، أنه قام بمجموعة من التدخلات لدى الجهات المعنية كان آخرها مراسلة مندوب المياه والغابات بميدلت بتاريخ 2013-06-11 وطالب مرارا بضرورة الحفاظ على توازن المنظومة البيئية ومحاربة الاستنزاف المتزايد للملك الغابوي والترامي عليه . كما أنه بتاريخ 2013-06-20 ، وجه مراسلة إلى المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر حول ماتتعرض له الغابة من استغلال مفرط كما أثار انتباه المندوبية السامية إلى الكميات الكبيرة من الخشب وحطب التدفئة التابع للملك الغابوي وللخواص التي يتم استخراجها من غابة ايت زدك بشكل أثار مخاوف الجميع . وطالب من خلال المراسلة بإيفاد لجنة من خارج جهة مكناس تافيلالت للقيام بتحرياتها وببحث ميداني للوقوف على حجم الضرر الهائل الذي لحق بهذه الغابة . واستجابة لطلب الرئيس حلت لجنة موفدة بمصلحة المياه والغابات بميدلت بتاريخ 2013-07-08 مؤلفة من مفتشين استقبلت صبيحة نفس اليوم من طرف الرئيس الذي أثار موضوع المراسلة ونبه إلى الحالة الهشة لغابة ايت زدك . وفي حدود الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا انتقلت لجنة للمعاينة تتشكل من عضوي لجنة التقصي الرئيس ومستشارين من الجماعة ، مندوب المياه والغابات ، وقفت على الوضعية الحقيقية للملك الغابوي ايت زدك وسجلت ملاحظاتها واستنتاجاتها. وعن سؤاله عن فحوى البيانات الصادرة عن بعض الجمعيات المعنية بالاستغلال الغابوي، شدد الحسين عياش انه لم يتهم أي جهة وأنه قام فقط بالتدخل للوقوف على الكارثة البيئية التي حلت بغابة ايت زدك، ولمحاربة مافيا «الذهب الأخضر» والضرب على أيدي المتلاعبين والمستهترين بالملك الغابوي . وفي تطور لافت للأحداث، استدعت مصالح الدرك الملكي بميدلت أحد موظفي جماعة ايت زدك على إثر الشكاية التي تقدم بها أحد المستثمرين الغابويين مدعيا بأن الموظف اعترض سبيل شاحنة في ملكيته محملة بالأخشاب بإيعاز من رئيس الجماعة . وصبيحة يوم الخميس 18 - 07 -2013 ، تم الاستماع إلى أقوال رئيس الجماعة الذي اعتبر الشكاية كيدية وجاءت جوابا عن إثارته لملف جرائم الملك الغابوي ، كما بلغ إلى علم جريدة الاتحاد الاشتراكي أن ساكنة الدواوير التابعة لجماعة ايت زدك ، تعتزم القيام بمسيرة احتجاجية ضدا على التخريب المتزايد للغابة ومن أجل تدخل حازم للمسؤولين . وفي الأخير أكد الحسين عياش، تمسكه بحماية غابة ايت زدك وتفاعله الإيجابي مع المطالب المشروعة للساكنة .