شهد مقر المندوبية الجهوية لوزارة الثقافة تنظيم ندوة تربوية حول موضوع «تدريس اللغة العربية في المدرسة المغربية، مقاربة تشخيصية واستشرافية»، نظمها فرع فاس للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية يوم الجمعة بتعاون مع المندوبية الجهوية لوزارة الثقافة. الندوة التي عرفت إقبالا كبيرا من لدن المهتمين والمتتبعين لقضايا الشأن البيداغوجي للغة العربية بالمدرسة المغربية افتتحت بكلمة الدكتور محمد العبدلاوي العلوي رئيس فرع الجمعية الذي أشاد بكثافة الحضور وذكر بالسياق الذي تأتي فيه هذه الندوة، والذي هو سياق تربوي بامتياز من حيث وجوب مساءلة الحضور البيداغوجي للغة العربية في المدرسة المغربية وهو الحضور الذي يعرف في رأي الدكتور مصطفى شميعة، عن اللجنة المنظمة تراجعا من حيث الأداء، والعدة، ومحتويات ما يُقدم للتلميذ المغربي من مادة هي أصلا تعتبر جزءً من هويته الوطنية. تميزت الندوة بتنظيم جلستين علميتن: الجلسة العلمية الأولى: التي ترأسها الدكتو عبد الرحيم الرحموني من كلية الآداب ظهر المهراز، نائب رئيس الجمعية، عرفت إلقاء ثلات مداخلات نلخصها في الشكل التالي: المداخلة الأولى: ألقاها الأستاذ محمد بوصحابي تحت عنوان «تدريس اللغة العربية وتعلمها بالمدرسة المغربية نحو مقاربة بيداغوجية عامة» سلطت الأضواء على ثنائية التدريس والتعلم، من حيث كونها محور العلاقة التي تربط بين التلميذ والأستاذ، والتي ينبغي أن تكون مُؤسسة وفق رؤية بيداغوجية وعلمية حديثة. إذ تقتضي الضرورة الآن أن تنخرط اللغة العربية في معترك التجديد في بناء التصورات وشكل الأداء داخل الفصول الدراسية. المداخلة الثانية التي كانت للأستاذ محمد الفصيح تحت عنوان «اللغة العر بية بين التحصين المؤسسي والحماية المجتمعية» جاءت بدورها لتصب في نفس المحور، محور تثبيت العلاقة بين اللغة العربية والمجتمع، بما في ذلك ضرورة التحصين المؤسساتي للغة تعرف وضعية مقلقة على مستوى وجودها داخل أسوار المدرسة المغربية المداخلة الثالتة: للدكتور محمد بلحسن، تحت عنوان: «تعليم اللغة العربية وتعلمها بالمغرب في زمن تكنولوجيا المعلومات والاتصال» وهي المداخلة التي أثارت تساؤلا كبيراً حول مدى مسايرة اللغة العربية كمادة مُدرسة، للتطورات الحاصلة في ميدان الإتصال، خصوصا في ظل تنامي التوظيف التكنولوجي لوسائل الأداء الديداكتيكي للمواد، مبرزا أهمية التكنولوجيا في تطوير أداء الأستاذ داخل القسم. فلم لا يمكن استغلال الثورة التكنولوجية في تسهيل أداء أساتذة اللغة العربية ؟ الجلسة العلمية الثانية التي تأسها الدكتور عبد الله الغواسلي المراكشي رئيس شعبة اللغة العربية بكلية الآداب سايس بفاس حاولت الإجابة عن هذا السؤال، من خلال المداخلة الأولى للدكتور مصطفى شميعة التي كانت تحت عنوان بعض «مشكلات تعليم اللغة العربية بالمدرسة المغربية التكوين البيداغوجي نموذجاً « حيث ركزت على أهمية التكوين المستمر في مجال ديداكتيك المادة بالنسبة لأستاذ اللغة العربية الذي لازال يعتمد على معرف قديمة تلقاها بمراكز التكوين، أصبحت الآن متجاوزة في معظمها، بالتالي أصبح من ضرورات المرحلة الإعتماد على التكوين المستمر من أجل تجديد طاقة الأستاذ ضمانا لحضوره الفاعل في منظومة التعليم الجيد المداخلة الثانية كانت تحت عنوان « العربية في المدرسة المغربية بين إكراه الواقع واستشراف المستقبل» ألقتها الأستاذة كريمة نور عيساوي بدورها تطرقت إلى الإكراهات العملية التي تعترض تدريس اللغة العربية في المدرسة المغربية والتي تعود في أغلبها إلى غياب النضج التصوري الذي يحمله الممارسون للمادة وكذلك غياب الإمكانيات التي تساعد على نضج الرؤية مما يعني أننا في حاجة إلى تغيير الرؤية وطريقة العمل والوسائل المساعدة. المداخلة الثالثة اختصت بالحديث عن «وضع اللغة العربية بأقسام تحضير شهادة التقني العالي والأقسام التحضيرية للمعاهد العليا» ألقاها الدكتور حميد احماموشي الذي تساءل حول واقع حضور العربية بهذه الأقسام، مبرزا الآفاق التي تنتظرها في هذه المؤسسات التي تستدعي بحسب الباحث أن تعطى لها أهميتها نظرا لكون التخصص بات الآن يقتل أفق التنوع والتوسع الثقافي والعلمي. الندوة التربوية التي عرفت إقبالا من طرف جمهور متعدد ومتنوع، انتهت بمناقشة عميقة لمختلف العروض، ساهم فيها جموع الحاضرين. كما خرجت بمجموعة من التوصيات المنبثقة من اقتراحات الحضور.